خلال رحلة كفاح استمرت عشر سنوات متواصلة، استطاع خلالها "عبدالله شراحيلي" تغيير حاله من حارس مدرسة إلى حامل لشهادة "بكالوريوس إدارة أعمال"، بعد أن أكمل مرحلة المتوسطة، ومن ثم الثانوية، مستكملاً طموحه بإكمال دراسته الجامعية.
واستطاع "شراحيلي" الذي يعمل حارسًا لمجمع الملك عبدالله في الرياض، تحقيق طموحه على الرغم من مسؤولياته الاجتماعية الأخرى؛ كونه رب أسرة وأبًا لست فتيات، بالإضافة إلى عمله بأحد المستشفيات الخاصة أثناء الفترة المسائية لتأمين متطلبات أسرته ومعيشته.
"سبق" تواصلت مع "شراحيلي"، وتوسع في حديثه قائلاً: "كان هدفي الأساس أن الإنسان لابد أن يطور نفسه، ومن الصعب بقاء الإنسان على وضعين معيشي واجتماعي محدودين، وفي الحقيقة أن الدراسة وعملي كحارس في المدرسة الصباحية، وفي المستشفى أثناء الفترة المسائية، والقيام بالمسؤوليات الأسرية شكلت عبئًا، لكن مع العزيمة والإصرار أذابت كل تلك المصاعب ولله الحمد".
وأردف: "قسمت مصاريفي في تلك الفترة بحيث إنني خصصت مرتبي كحارس مدرسة لمستلزمات بيتي وأطفالي، كما وضعت دخلي من المستشفى لسداد رسوم الجامعة".
وأضاف: "مازال طموحي إكمال الماجستير، وسأرفع أوراقي على نظام جدارة، وأتمنى أن أبقى في حقل التعليم، وهناك كثيرٌ من الشخصيات التي دعمتني خلال مسيرتي، على رأسهم قائد مجمع الملك عبدالله سابقًا طارق الرجيعي، الذي دعمني وشجعني في بداية هذه المهمة الشاقة".
ووجّه "شراحيلي" رسالته لشباب الوطن: "لن يقف في طريقك أي عائق أيها الشاب مادام لديك همة الوصول لأي هدف تصبو إليه، عليك أيها الشاب بالحرص على التعلم وتطوير الذات، فمهما كانت الصعوبات والعقوبات لن تكون أصعب مما واجهه أب لست فتيات مثلي، وبدخل محدود جدًا".