"الفريسي": الرحالة والمستشرقون رصدوا الفهد الصياد في شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من مئة سنة

يعدّ من أسرع الحيوانات الأرضية
"الفريسي": الرحالة والمستشرقون رصدوا الفهد الصياد في شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من مئة سنة
تم النشر في

أكد أستاذ البيئة والتنوع الأحيائي بجامعة حائل الدكتور أحمد مهجع الفريسي، أن الفهد الصياد يعتبر من الحيوانات الثديية آكلة اللحوم التي تتبع فصيلة السنوريات، وهو يجسد القوة الهادئة؛ فجسمه المتناسق المطواع وفروه المتكيف مع جميع أنواع الأماكن الطبيعية، وأنيابه الحادة القاطعة، وضربات أظافره القاتلة، جعلت منه حيوانًا متوحشًا لا يُجارَى، ألّهته كثير من الشعوب القديمة.

وخلافًا للأسود التي تعيش في جماعات، تجنح الفهود إلى الحياة المنعزلة؛ حيث يقضي معظم يومه على غصن شجرة أو خلف أكمة ليرتاح ويترقّب طرائده، ويهاجم كل أنواع الحيوانات الكبيرة والصغيرة.

وقال "الفريسي" لـ"سبق": "يعد الفهد الصياد من أسرع الحيوانات الأرضية؛ إذ باستطاعته العدو بسرعة 113 كم/ بالساعة في المطاردات للمدى القصير، وعند السرعات العالية للفهد الصياد فإنه يولد كميات هائلة من الحرارة لتصل درجة حرارة جسمه 40.6 درجة مئوية تقريبًا؛ مما يعني أن يموت إذا استمرّ في مطاردة شاقّة على مسافة أطول بكثير من 500 متر".

وأضاف: "تستسلم الفهود عادة بعد حوالي 400-500 متر أو حوالي 60 ثانية من المطاردة، وقد يستغرق الحيوان 20 دقيقة كاملة من الراحة حتى يبرد ويعيد مستويات الأكسجين للمستويات الطبيعية عن طريق التنفس "150-160 ضربة/ دقيقة"".

وأردف: "تواجد الفهد الصياد في بيئات كثيرة؛ منها شبه الجزيرة العربية؛ حيث أشار الكثير من الرحالة والمستشرقين لتواجده من خلال كتاباتهم العلمية الموثقة في المؤسسات والمكتبات الأوروبية؛ حيث ذكر الرحالة والمستشرق الفنلندي "جورج أوغست والن" بعد وصوله لمدينة حائل بتاريخ 20 سبتمبر 1845م أن الفهد موجود. ويعتبر المستشرق جورج والن أول المستكشفين الأوروبيين الذين جابوا شمال الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر الميلادي.

كما دوّن الرحالة والمستشرق الألماني "يوليوس أويتنغ" في تاريخ 24 ديسمبر 1883م عن وجوده في جبال أجا بمدينة حائل، ويعتبر الرحالة أويتنغ من الذين جالوا في شمال وشمال غرب الجزيرة العربية، وكان بارزًا ومتخصّصًا علميًّا بكتابة النقوش السامية القديمة وقراءتها.

وتابع: "تلك الحيوانات التي تم العثور عليها مؤخرًا ما هي إلا استكمال لما كتب وشوهد سابقًا عن تواجد الفهد الصياد في شبه الجزيرة العربية".

وأكمل: "من الناحية العلمية المتعلقة بسلوك هذا النوع فإنها تعيش في مختلف البيئات ولكنها قد تضطر في ساعات النهار الحارة للمكوث في الكهوف أو الأشجار الكثيفة".

وختم "الفريسي" قائلًا: "يمكن تقدير عمر العينات المكتشفة شمال المملكة بواسطة تحليل الحمض النووي DNA؛ الأمر الذي قد يعطينا تاريخًا دقيقًا عن آخر تواجد لها في شبة الجزيرة العربية".

وكان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أعلن أمس الأول عن رصد رفات 17 فهدًا صيادًا في دحل يقع في سهول محافظة رفحاء، ومنها مومياوات تحتفظ بجميع تفاصيلها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org