كشف المصور الجوي السعودي فهد بن زبن بن عياش، قصة تحقيقه الجائزة الأولى ضمن مبادرة المستشار تركي آل الشيخ، والتي طرحها لـ"أجمل صورة أو فيديو" تُلتقط ضمن مسيرة نقل الطائرات، والتي تجوب عددًا من المناطق بالمملكة في رحلة سيرها، وصولًا إلى مستقرها بالرياض.
ونغوص في تفاصيل مسيرته الفنية وتجربته في مجال التصوير الجوي باستخدام "الدرونز"، وصولًا إلى فوزه بجائزة المستشار تركي آل الشيخ عن أفضل لقطة في حدث الطائرات، ويعتبر "فهد بن عياش" من أوائل المبدعين الذين قدّموا مستوىً احترافيًّا عاليًا في التصوير الجوي بالمملكة؛ حيث نقل هذا النوع من الفن إلى آفاق جديدة؛ مما جعله مصدر إلهام للشباب.
أنا فهد بن زبن بن عياش، مصور جوي محترف متخصص في استخدام طائرات الدرونز لتوثيق الفعاليات والأحداث الوطنية والثقافية، حصلت على شهادة معتمدة من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وهي شهادة تتيح لي التعامل باحترافية مع تقنيات الطائرات بدون طيار، كما أنني أقدم برامج متخصصة في هذا المجال بهدف نشر الوعي حول أهمية التصوير الجوي في تقديم رؤى جديدة حول الأحداث الكبرى، ومنذ أكثر من 15 عامًا، كنت أعمل على تطوير مهاراتي، والآن أصبحت جزءًا من المشهد الإعلامي والإبداعي في المملكة.
وبدأت رحلتي مع التصوير العادي باستخدام الكاميرات التقليدية؛ لكن شغفي بالتكنولوجيا دفعني إلى الانتقال إلى التصوير الجوي؛ حيث كنت أتابع التطورات العالمية في هذا المجال، ووجدت أن هناك إمكانيات كبيرة يمكن تحقيقها في المملكة، خاصةً مع التطور التكنولوجي والدعم الحكومي الكبير للمجالات الإبداعية والرقمية.
القصة بدأت بشكل عفوي عندما شاهدت تغريدة للمستشار تركي آل الشيخ حول حدث نقل الطائرات الضخم، وشعرت حينها بالحماس والرغبة في توثيق هذا الحدث من منظور غير تقليدي، وكنت أؤمن أن توثيق مثل هذه الأحداث بزاوية إبداعية سيعبر بشكل أكبر عن المشاعر الوطنية للشعب السعودي، ويبرز الحدث بشكل عالمي؛ حيث خرجت من منزلي مستعدًّا بكل أدواتي، وحرصت على اختيار الموقع بعناية تامة بحيث أتمكن من التقاط أفضل زاوية للطائرات وأجواء الحدث، فقد كانت الفكرة أن أمزج بين الحركة الديناميكية للطائرات ومشاعر الحماس التي يعيشها الناس في الميدان.
وبعد الانتهاء من التصوير، بدأت في تحرير اللقطة بشكل يتناسب مع روح الحدث، وأضفت لمساتي الخاصة لتصبح الصورة أقرب إلى الواقع ولكن بمسحة فنية، ولم أتوقع هذا الكم الهائل من التفاعل؛ حيث حققت اللقطة مشاهدات فاقت 8 ملايين في وقت قياسي، وانتشرت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي.
قمت بتصوير هذا المقطع باستخدام جهاز iPhone 14، والذي يُعَد واحدًا من أفضل الأجهزة التي أستخدمها بفضل قدراته الفائقة في التصوير الفوتوغرافي والفيديو؛ حيث تميز iPhone 14 بتقنياته المتقدمة التي تساعد على استقرار الصورة حتى في الظروف الصعبة، وهذا ما أعطاني ميزة إضافية في توثيق حركة الطائرات بشكل سلس.
على الرغم من أنني أستخدم أيضًا معدات تصوير احترافية أخرى، إلا أنني فضلت هذا الجهاز لأنه كان الأكثر ملاءمةً للحدث، وساعدني على التحرر من القيود التقنية الثقيلة.
في الواقع، لم يكن هناك أي تواصل مسبق بيني وبين العنصر الراقص الذي ظهر في المقطع، كانت اللقطة عفوية تمامًا، ولم أكن أخطط لظهوره ضمن المشهد، لكنه أضاف بعدًا جديدًا للقطعة الفنية بأدائه الطبيعي وتفاعله مع الحدث؛ وبذلك لم يعلم بظهوره في الفيديو إلا بعد انتشاره الواسع وتحقيقه ملايين المشاهدات، وإني عبر "سبق" أود أن أشكره على هذه الإضافة الرائعة وأقول له: "أطال الله في عمرك، فقد كنت عنصرًا أساسيًّا في نجاح هذه اللقطة، وأضفت لمسة فنية لاقت استحسان الجميع، وعلى رأسهم المستشار تركي آل الشيخ".
ولقد بدأت ممارسة هذه الهواية منذ أكثر من 15 عامًا، ومنذ ذلك الحين وأنا أسعى إلى تطوير نفسي ومهاراتي؛ حيث ما زلت أحتفظ بالكاميرات القديمة التي بدأت بها رحلتي، فهي تحمل بالنسبة لي الكثير من الذكريات وتذكرني بالبدايات المتواضعة التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم.
منذ أن بدأت في تصوير المقطع، كنت متفائلًا بفضل الله ثم بإيماني بموهبتي، لكن لم أتوقع أن يكون المقطع بهذا الانتشار الكبير، فقد حقق المقطع أكثر من 8 ملايين مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح موضوع حديث في الأوساط الإعلامية، وقد تلقيت نبأ الفوز عبر تغريدة المستشار تركي آل الشيخ، وكان شعور الفرح لا يوصف، بعد ذلك تواصل معي مكتب العلاقات العامة لاستلام الجائزة، والتي كانت تقديرًا كبيرًا لعملي ودعمًا لمسيرتي، وإني اعتبرها الأبرز في مسيرة التصوير، وستبقى فرحتها طوال عمري، فهي جائزة نلتها في حب الوطن ، وهذا يزيدني شرفًا وألقًا.
الفوز بهذه الجائزة هو أكبر دليل على أن العمل الجاد والمبدع يجد دائمًا تقديرًا، أشعر بالفخر ليس فقط بسبب الجائزة، ولكن لأنها مُنِحت لي من قِبَل شخصية وطنية مرموقة مثل المستشار "تركي آل الشيخ"، الذي يبذل جهودًا كبيرة في دعم المبدعين والمواهب الشابة.
أما بالنسبة لليوم الوطني، فأنا أعمل على عدة أفكار إبداعية، وأتطلع لتقديم شيء يليق بعظمة هذا اليوم، وأتمنى أن أستطيع تقديم عمل فني جديد يساهم في توثيق حب الوطن واعتزاز الشعب بقيادته ويحقق نسبة عالية من الإعجاب.
أود أن أعرب عن عميق الشكر والامتنان للقيادة الرشيدة؛ ممثلة في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على رؤيتهما الطموحة ودعمهما المستمر لكل ما يخدم الوطن والمواطن. وتحت قيادتهما، نشهد طفرة كبيرة في كل المجالات، وبالأخص في تمكين الشباب وإعطائهم الفرص لتحقيق طموحاتهم، وهذا الدعم يعد الدافع الأكبر لنا كمبدعين لتقديم كل ما لدينا لخدمة وطننا الغالي.
كما أتوجه بالشكر الخاص للمستشار "تركي آل الشيخ"، الذي أعتبره رائدًا في دعم المواهب السعودية في مجالات الفن والإبداع.. وبفضل مبادراته، أصبحنا نرى الثقافة والترفيه في المملكة تتخذ أشكالًا جديدة وغير مسبوقة، وأصبح الإبداع جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة الطموحة 2030.
ومن خلال هذا المنبر، أتمنى أن أكون جزءًا من الفريق الإعلامي لهيئة الترفيه، التي أصبحت رمزًا للإبداع والابتكار؛ حيث لم تقتصر الهيئة فقط على تقديم فعاليات ترفيهية؛ بل أصبحت منصة جاذبة للمواهب الوطنية ومكانًا يحقق أحلام المبدعين ويصقل مهاراتهم، وإني أتطلع بشغف إلى أن أساهم من خلال خبرتي بالتصوير الجوي في تعزيز هذه المسيرة وتحقيق المزيد من النجاحات التي تعكس رؤية القيادة وتطلعات الشعب.
ويعتبر "فهد بن عياش" من أوائل المبدعين الذين قدّموا مستوىً احترافيًّا عاليًا في التصوير الجوي بالمملكة؛ حيث نقل هذا النوع من الفن إلى آفاق جديدة؛ مما جعله مصدر إلهام للشباب.