انتحار مريضة يفتح أسرار مستشفى النفسية بجازان .. هروب جماعي وأمان غائب!

تحقيقات منسية وكوادر كما هي .. و"المطيري": الإشراف على العاملين حبيس الأدراج
انتحار مريضة يفتح أسرار مستشفى النفسية بجازان .. هروب جماعي وأمان غائب!
تم النشر في

سجّلت حادثة انتحار مريضة في مستشفى الصحة النفسية بمنطقة جازان، واقعة تنضم إلى سابقاتها، إذ شهد المستشفى سابقاً عدداً من الشكاوى والأحداث خلال سنوات قليلة.

وبالعودة لتاريخ المستشفى، نستحضر واقعة هروب مجموعة من النزلاء الذين أُودعوا الصحة النفسية، وعدد منهم كان يشكل خطراً بالغاً على أسرته، إلا أن بعد تلك الواقعة واستعادة عددٍ من المرضى الهاربين لم تكشف الصحة عن أيّ نتائج تحقيقات حتى يومنا هذا.

وشهد المستشفى أيضاً مشكلات متكرّرة مع التكييف قبل سنوات وذاق منسوبوه والمرضى معاناة طويلة، فيما خرجت قبل سنوات شكاوى من نقص في بعض الأدوية بالمستشفى ذاته.

وطالب مراقبون لـ"صحة جازان"، بإعلان نتائج التحقيقات التي قالت إنها بدأت بها لكشف مُلابسات انتحار المريضة داخل القسم، مشيرين إلى عدم إجراء تدوير لعددٍ من كوادرها الإدارية والفنية بالمستشفى منذ مدة طويلة.

من جهة أخرى، أكّد الباحث والمدرب في سلامة المرضى "سلطان المطيري"؛ أن غياب البيئة الآمنة في مستشفيات الصحة النفسية، وعدم الالتزام بالسياسات والإجراءات سبب في حالات انتحار المرضى النفسيين في المستشفيات.

‏جاء ذلك بعد أن كشفت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان، عن أنه تم تشكيل لجنة من قِبل "صحة جازان" للتحقيق في تفاصيل حادثة الانتحار في أحد أقسام مستشفى الصحة النفسية.

‏وقال المطيري؛ لـ"سبق"، إن انتحار المرضى النفسيين يعد من الحوادث الجسيمة التي يجب ألا تحدث أبداً، وهو في نفس خطورة وفاة المريض بسبب خطأ طبي.

‏وأضاف، أن حالات انتحار المرضى تحدث في المستشفيات التي لا توجد فيها سياسات وإجراءات لمنع حالات الانتحار، موضحاً أن جميع تلك السياسات والإجراءات قد تكون موجودة ولكن ربما غير معمول بها، حيث إن بعض المستشفيات تكتب تلك السياسات والإجراءات، ولكنها تظل حبيسة الأدراج مع غياب الإشراف على العاملين للتأكد من العمل والالتزام بهذه السياسات والإجراءات.

‏وأكد "المطيري"؛ أهمية تكثيف الجهود بالعمل على تطبيقات سلامة المرضى في المنشآت الصحية في منطقة جازان وفي المناطق الاخرى لمنع تكرار هذا الحدث الجسيم.

‏وأوضح، أهمية العمل على إجراءات منع الانتحار في المستشفيات، ومنها -على سبيل المثال- تقييم المرضى المعرّضين لخطر الانتحار مع تخصيص ممرض لكل مريض معرّض لخطر الانتحار، وإيجاد بيئة آمنة في المستشفيات لمنع الانتحار والتي يجب أن تتصف بعدم وجود الوسائل والأدوات التي يستخدمها المرضى في شنق أنفسهم أو الأدوات الحادة التي قد تستخدم في إيذاء أنفسهم.

‏وأردف "المطيري"؛ بأهمية تقييم بيئة المستشفيات بصفة دورية من خلال استخدام قائمة تحقق معتمدة، مختتماً بالتأكيد على أهمية إعداد السياسات والإجراءات المتعلقة بمنع الانتحار واعتمادها والتدريب عليها، كما ينبغي استخدام إحدى أدوات الجودة لمعرفة السبب الرئيس والمتعلق بانتحار المرضى لمنع تكرار حدوثه مستقبلاً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org