
بعدما التف حوله زملاؤه الصحفيون يغبطونه ويسألونه، "ما شاء الله. حظك. وش قالك الملك؟!"، يكشف الكاتب الصحفي إدريس الدريس؛ ما قاله له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما يتناول إشارة الملك سلمان إلى "العصا التي يتوكأ عليها -حفظه الله"، وكيف كشف هذا الحديث عن "التحولات السريعة والكبيرة التي مرت بها بلادنا".
شرف السلام واللقاء بخادم الحرمين
وفي مقاله "سألونني: وش قال لك الملك سلمان؟" بصحيفة "عكاظ "، يقول الدريس "كان لي مثل كثيرين غيري من الإعلاميين شرف السلام واللقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- صباح الإثنين ما قبل الماضي.. وليس جديداً ولا مستكثراً أن يلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز مَن توّجوه صديقاً للصحفيين، فهو المثقف والقارئ النهم، والمحيط بتاريخ وتراث وسلالات أهل الجزيرة العربية، ولم تكن علاقته مقتصرة على مَن هم داخل المملكة؛ بل كان يتحاور كثيراً مع عديد من الكُتاب العرب المصريين واللبنانيين والمغاربيين، فكانوا يتخالفون في الرأي حتى يصلوا إلى منطقة سواء من التوافق أو الرضا، ولم يكن يفرض بهيبته كابن ملك ولا بسطوته كأمير للرياض، حواراً من طرفٍ واحد؛ بل كان يفتح باب النقاش بكامل الحرية للطرف الآخر ليسمع منه ويُسمعه، وبقي الحال على ذلك حتى أصبح ملكاً وزعيماً له مكانته العربية والإسلامية والدولية.
دور الإعلام الوطني
ويضيف الدريس "في اللقاء معه قبل أيام تحدث -بإيجازٍ- عن دور الإعلام الوطني في إبراز الدور السعودي في خدمة العروبة والإسلام، معرجاً على دوره العالمي المهم وداعياً لمواجهة الاستهدافات والشائعات المغرضة، ومؤكداً تعزيز اللحمة الوطنية والتكاتف للحفاظ على أمن ورخاء هذه البلاد".
سألني عن والدي
ويكشف الدريس؛ ما قاله له الملك سلمان، ويقول "بعد ذلك ودّع -يحفظه الله- الحضور وقام يرافقه معالي وزير الإعلام تركي الشبانة؛ مغادراً قاعة الاستقبال تحفه أنظار الإعلاميين والإعلاميات، وكان الملك المفدى وهو يسير يلتفت يميناً وشمالاً ملوّحاً بيده مودعاً الزملاء، فلما رمقني خلال سيره توقف -رعاه الله- واتجه إليّ بالكلام، فتقدّمت إليه متجهاً بكل حواسي، فسألني عن والدي الأديب عبدالله بن إدريس؛ تبعاً لاهتمامه بالمفكرين والأدباء، وامتداداً لاهتمامه بجميع المواطنين".
ما قاله خادم الحرمين عن "العصا"
وينقل الدريس؛ حديث الملك سلمان، عن استخدام السعودي للعصا في الماضي والحاضر، وكيف تغيّرت هذه الاستخدامات بسبب تغير الحياة في المملكة بعد توحدها وسيادة الأمن والأمان وامتداد الطرق الممهدة التي تربط أجزاء المملكة، يقول الدريس "ثم مازحني وبعض الحضور بلطفه الأبوي، ثم عرج (الملك سلمان) بالكلام عن العصا التي يتوكأ عليها وكيف أنها كانت تقليداً وممارسة اعتيادية لدى الناس هنا قبل تطور المدن السعودية بسبب وعورة الطرق وقلة الإضاءة فيها، إلى جانب بعض المحاذير الأمنية التي تجبر الأفراد في ذلك الحين على حمل العصا خلال المسير في الحضر والسفر، في إشارة فطنة منه إلى التحولات السريعة والكبيرة التي مرت بها بلادنا منذ أن توحّدت على يد الملك الوحدوي عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله-، وامتداداً مع أبنائه الملوك من بعده الذين واصلوا البناء حتى أصبحت المملكة ضمن قائمة الـ G20".
زملاء المهنة يسألونني
وينهي الدريس؛ قائلاً "بعدها غادر -يحفظه الله- المكان، وألسنتنا تلهج له بالدعاء، ولولي عهده الأمين بالسداد والتوفيق.. وفي ذات الوقت والمكان التف حولي زملاء المهنة يغبطونني ويسألونني: ما شاء الله. حظك. وش قالك الملك؟! وبقي السؤال يلح عليّ من البعض مواجهةً أو بالهاتف، فكان هذا المقال".