"مزارع الورد الطائفي".. تبوح بأسرارها وتفوح بعطرها

على قمم جبال السروات أكثر من 850 مزرعة في الهدا والشفا
"مزارع الورد الطائفي".. تبوح بأسرارها وتفوح بعطرها
تم النشر في

تتواصل بمركزي الهدا والشفا عمليات جني وقطاف الورد الطائفي الذي اشتهرت بزراعته منذ زمن بعيد حتى ارتبط اسمه باسمها وبات يعرف باسم الورد الطائفي، وأقيمت معامل لإنتاج مائه وعطره وتسويقه على النطاق المحلي و خارج المملكة.

وتضمّ الطائف التي تتربع على قمم جبال السروات أكثر من 850 مزرعة للورد منتشرة في مناطق الهدا والشفا ووادي الأعمق ووادي البني ووادي محرم وبلاد طويرق والشفا والمخاضة وغيرها.

ويلجأ البعض من مزارعي الورد إلى تسويقه على أشكال ورود مختلفة، فيما البعض الآخر يقوم باستخراج مائه وعطره في المعامل المنشأة لهذا الغرض.

وذكر المهتم بزراعة الورد خلف جابر الطويرقي، أن مواعيد زراعة شتلات الورد تبدأ في فصل الربيع "الطرف"، كما يبدأ التشذيب وقص فروع الشتلة التي زرعت قديما حتى لو كان عمرها سنة واحدة ليتسنى للمزارع جني ثمار الورد بسهولة .

وأوضح أن عملية الري تبدأ بعد التشذيب "التحطيب" في فصل الربيع وتستمر حتى نهاية فصل الصيف، في حين يبدأ موسم قطف الورد مع بداية الأيام العشرة الأولى من شهر مارس ويستمر لمدة تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة أسابيع، وتختلف باختلاف توالي الفصول الأربعة، حيث تتأخر مدة بداية القطف في كل سنة من 10 إلى 15 يوماً".

وأشار إلى أن عملية جني الورد تتم بالطريقة التقليدية ومن ثم تصنيع مائه وعطره أو بيعه لأصحاب المصانع لمن لا يمتلك مصنعًا حسب السعر الذي يتم الاتفاق عليه بينهما الذي يبلغ عادة ما بين 30 و40 ريالاً لكل ألف وردة.

و ذكر "الطويرقي" أن صناعة عطر الورد الطائفي ومائه تكون من خلال وضع عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف وردة في القدر الخاص بطبخ الورد والتقطير وإشعال النار تحته، حيث يتجمع البخار الناتج عن الطبخ ويخرج من أنبوب في غطاء القدر وتمر داخل إناء به ماء لتبريد البخار حيث يتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى التلقية وهي عبارة عن قنينة ذات عنق تسع من 20 إلى 35 لترًا .

ولفت إلى أن هذه العملية يطلق عليها التلقية الأولى ويطفو عليها في العنق المادة العطرية وتسمى العروس وبعد امتلائها توضع تلقية أخرى وتسمى الساير, موضحًا أن نسبة تركيز رائحة العروس تصل إلى حوالي 80% والثنو إلى حوالي 50%، أما الساير فلا تتجاوز نسبة التركيز فيه من رائحة الورد عن 20% .

وأفاد بأن سعر تولة الورد الصافي تصل إلى أكثر من ألفي ريال فيما يبلغ سعر ماء الورد (العروس) حوالي 35 ريالاً وماء الورد (الثنو) 20 ريالاً و ماء الورد الساير عشرة ريالات .

من جانب آخر، قال المزراع في قطاع الشفا بندر السفياني، إن هناك عوامل مؤثرة في زراعة شجرة الورد تتمثل في الماء المالح وملوحة الأرض وزيادة ونقص السماد وتشذيب الشجرة ومدى صلاحية التربة, كما تؤثر كمية الماء وكمية الورد وزيادة ونقص لهب النار ونوع إناء الطبخ وتنظيف الغطاء الأعلى في صناعة مائه وعطره .

ويشتهر في الطائف حاليًا نوعان من الورد وهما الورد الفاتح والورد القاني الذي يعرف بين الناس في المنطقة باسم ورد الطائف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org