شهد اليوم الأول لزيارة ولي العهد لكوريا الجنوبية عدة اتفاقات مشتركة وشراكات ضخمة بين الطرفين السعودي والكوري، من المتوقع أن تسهم في زيادة الناتج المحلي السعودي إلى معدلات مرتفعة.
وتستأنف الزيارة، اليوم، جدول أعمالها وسط ترقب من العالم والسعوديين خاصة، عما ستخرج به من اتفاقيات تنعش الاقتصاد السعودي، وتخلق فرصًا وظيفية في قطاعات النفط والصناعات المتنوعة.
الزيارة التاريخية في يومها الأول لم تغيب الاقتصاد النفطي عن بنك أهدافها؛ فوقّعت له الاتفاقيات في الجولة التي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة من الصحافة العالمية فولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رحلاته الأخيرة والتي تجول فيها بدول آسيا، كسرت معها برتوكولات ومراسم الاستقبال، وتداعى رؤساء الدول لاستقبال ولي العهد والرجل الأول في الاقتصاد السعودي الذي يجوب العالم منذ صعوده للكرسي السياسي للارتقاء ببلده وبناء الشرق الأوسط الجديد، جلس خلالها مع أقطاب المال والصناعة وإدارة الأعمال يناقش ويتحدث ويقدم الفرص الاستثمارية في بلاده.. فرغم قِصَر عمر زياراته التي لا تستغرق أيامًا قلائل؛ لكن الحصيلة النهائية أرقام ضخمة واتفاقيات مليارية في ملفات النفط والطاقة الشمسية ومشاريع التبادل التجاري، وهذا ما تبحث عنه "السعودية الجديدة"؛ السعي عن مصادر دخل غير نفطية وترك "الإدمان النفطي"؛ فإلى جانب مطامح القيادة تنويع مصادر الدخل هي لا تنسى أن تقوي علاقاتها بالدول التي تشتري نفطها من السعودية؛ وذلك لتدعيم العلاقات الأخوية والاقتصادية؛ وخاصة أن السعودية هي المزود الأول للنفط للكوريين.
وجاء الحدث الأبرز في اليوم الأول بتدشين توسعة مصفاة النفط "إس أويل" بقيمة 6 مليارات دولار، وهي ثالث أكبر مصافي نفط كوريا والتي تملك أرامكو منها ما حصته 60%، وتعتمد في تكريرها بصفة أساسية على البترول السعودي، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 670 ألف برميل يوميًّا؛ بحسب ما أفاد به مدير مصفاة أرامكو بالرياض المهندس عبدالرحمن الفضل عبر حسابه في "تويتر"، وأطلقت المصفاة اسم وزير البترول السعودي السابق المهندس علي النعيمي؛ على أهم شارع فيها؛ تكريمًا له على جهوده في تأسيس الشراكة بين "إس- أويل" و"أرامكو"، وتنتج المصفاة حاليًا كل أنواع المنتجات البترولية وزيوت التشحيم والصناعات البتروكيماوية، وتوزع منتجاتها داخل جمهورية كوريا الجنوبية من خلال شبكة كبيرة تمتد إلى أكثر من ثلاثين بلدًا في أنحاء العالم كافة، مثل: الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والهند.
ووقعت "أرامكو السعودية" 12 اتفاقية مع عدد من كبرى الشركات الكورية الجنوبية؛ لتعزيز علاقتها مع كوريا الجنوبية، وتوسيع رقعة أعمالها الدولية، والتأكيد على التزامها بتأمين إمدادات الطاقة في آسيا؛ دخلت معها السعودية مرحلة جديدة في الانتقال للصناعات البحرية؛ فشملت هذه الاتفاقيات مجالات حيوية؛ كالتكرير والكيماويات وتخزين النفط، ومجالات توطين صناعة السفن والمحركات في المملكة، ومجالات التطوير التقني في استخدام وسائل النقل لطاقة الهيدروجين المشتقة من النفط الخام والغاز، وتطوير استخدام المواد غير المعدنية المرتبطة بالصناعات البتروكيماوية.