من قلب العتمة يولد شعاع الأمل إيذانًا بانبلاج الفجر، كالصبح الذي يشق ظلمة الليل. هذا مآل حج هذا العام، الذي شق ظلمة جائحة كورونا؛ ففي الوقت الذي تتضاءل فيه فرصة العودة للحياة الطبيعية عالميًّا يأتي حج هذا العام؛ ليبعث الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها؛ فقد قررت الدولة – حفظها الله- أن تزيد أعداد حجاج الداخل هذا العام إلى 60 ألف حاج، في الوقت الذي كان فيه حج العام الماضي 10 آلاف حاج فقط، وتلك إرادة استراتيجية لدولة اتخذت من الأسباب الكثير؛ كي تفتح أبواب الأمل أمام حجيج العالم في الأعوام المقبلة.
لم تكن زيادة أعداد الحجاج هذا العام النجاح الوحيد لإرادة قادة البلاد – أيدهم الله- فلأول مرة يتم فتح الباب أمام النساء لقضاء الفريضة، والتقديم لها إلكترونيًّا دون محرم كما كان في سابق الأزمان، وتلك خطوة رائدة تعكس الفكر الجديد، والتوجه نحو زيادة تمكين المرأة، ومنحها ما تستحق من حقوق.
إن الإجراءات التي اتخذتها السعودية لضمان سلامة وأمن ضيوف الرحمن تُعد نموذجًا في تطبيق الإجراءات الوقائية لمحاصرة الجائحة، وفي الوقت نفسه لم تمنع الفريضة، بل أتاحتها، وتعمل على نجاحها، وتيسيرها، وجعلها نموذجًا يحتذى لضمان سلامة 60 ألف حاج هذا العام.
تحية إجلال للقائمين على أمانة حج هذا العام، وما يتخذونه من إجراءات تصب في صالح الجميع (الفرد والجماعة والكيان).