دعا استشاري الغدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، إلى عدم تجاهل علاج الأطفال الذين يعانون من قصر القامة مقارنة بالآخرين في نفس الشريحة العمرية في العائلة.
وأشار "الأغا" إلى أن الأمهات أكثر رصدًا في ملاحظة قصر طفلها مقارنة بأقرانه من قرابته المتساوين معه في العمر، وقد تلاحظ قصر قامة طفلها أو طفلتها أيضًا في الطابور الصباحي للمدرسة وسط الآخرين، وبقاء مقاس ملابس الطفل كما هو عليه بعد مرور فترة زمنية تتعدى الشهور، إذ يترتب على ذلك انعكاسات سلبية عديدة نتيجة تأخر علاج الطفل الذي يشكو من قصر القامة، فالطفل في هذه المرحلة يكبر عمره وجسده ما زال صغيراً، لدرجة أن ملامح وجهه تبدو طفولية، وقد يشكو من تأخر ظهور الأسنان، وتظهر عليه زيادة في الشحوم عن الكتلة العضلية ويبدو قصيراً وممتلئاً.
وأوضح أنه لتشخيص وعلاج حالات الأطفال قصار القامة؛ تجرى عدة فحوصات وتحاليل للتأكد بالفعل أن قصر القامة الذي يشكو منه سببه نقص هرمون النمو وليس لأسباب عضوية أخرى، وبعد التثبت يتم بدء العلاج الذي يستمر معه إلى مرحلة انتهاء فجوات النمو والبلوغ، فالعلاج بهرمون النمو -الذي أصبح الآن بفضل الله أسبوعيًا وخفف من معاناة الأسر والمرضى بعد أن كان يعطى يوميًا- ليس كورسات أو شهوراً وينتهي الوضع، بل يستمر الطفل تحت المتابعة والعلاج إلى مرحلة النمو، وفيها يتم التأكد أيضاً بالتغيرات التي حدثت في الطول خلال العلاج بهرمون النمو.
وأضاف: "أثبتت الدراسات العلمية أن من يشكو من قصر القامة الوراثي وهرمون النمو لديه سليم؛ لن يستفيد من العلاج بهرمون النمو، ومن يلجأ لذلك فإنه لن يكون هناك أي استجابة"، وقال: "أعتبر الأمر إهداراً للوقت والمال والعلاجات، ولكن في حال كان هرمون النمو سليماً ولكن الطفل لا ينمو فإن لديه مقاومة لهرمون النمو بسبب بعض الأمراض والمتلازمات التي تحدد بالتشخيص والتحاليل فهنا يمكن إعطاء الطفل هرمون النمو.
وبين "الأغا" أن العوامل النفسية لدى الأطفال قصار القامة تشكل جانباً مهماً، إذ نجدهم يشعرون دائماً بعقدة النقص والإحباط، كما يكونون عرضة للتنمر من قبل الآخرين بسبب قصر قامتهم، لذا قد ينعزلون عن المحيطين بهم، وقد يرفضون الذهاب إلى المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية والترفيهية.
وأكد أن هناك العديد من العوامل تتحكم في النمو الطبيعي للأطفال، ومنها: الوراثة، والغذاء الصحي، والنوم المبكر، وممارسة الرياضة، وسلامة الصحة من الأمراض المزمنة، والعوامل الهرمونية، والعوامل النفسية والاجتماعية، وتوقيت البلوغ (هل كان طبيعياً، مبكراً، متأخراً)، وأيضاً النوم المبكر والعميق الذي يزيد من إفراز هرمون النمو، المهم للأطفال واليافعين؛ لأنه يحسن من طولهم، وبنيتهم الجسدية، ووظائف أعضائهم، بينما تأخر النوم يربك إفرازه ليلاً، لذلك خلق الله النوم؛ حتى يتفرغ الجسم لترميم ما تلف من الخلايا، إذ يساعد النوم الكافي والعميق والمبكر أنسجة الجسم على النمو بشكل صحيح، وأيضاً الغذاء الصحي المحتوي على منتجات الحليب والألبان، والفواكه والخضراوات، والألياف، واللحوم والأسماك، والبيض، كلها عوامل تساعد على النمو.