
أكد المحلل السياسي الدكتور فهد الشليمي أن التقارب الإقليمي مع الصين يفتح الآفاق مع الدول الخليجية والعربية من أجل بناء مصالح مشتركة بناءة لصالح الطرفين، بعكس السياسات الغربية التي ترغب في تمرير أجنداتها عبر العلاقات مع الدول، وآخر ذلك ما حدث في كأس العالم في قطر.
وقال الشليمي: مجال الذكاء السياسي السعودي العربي مفتوح، والصين تريد أن تستفيد وهي أساسًا مستفيدة، ولكن من المهم وجود محور ثالث بعيد عن المناكفات السياسية والاقتصادية، وهو المحور العاقل الذي يبحث عن المصلحة الاقتصادية دون أجندات سياسية.
وأضاف في حديثه لبرنامج ياهلا على قناة روتانا خليجية: السياسات الأوروبية والأمريكية الحالية والتدخل في الشؤون الداخلية تؤثر على اقتصادنا، وفي المقابل فإن اقتصاديات الصين وتطورها وتحركها تخدم سياساتنا، وبالتالي فإن هذا هو المخرج للذكاء السياسي الذي قامت به المملكة ممثلة للعرب في التعاون مع الصين وبناء شراكات استراتيجية.
وأردف: السياسة الأوروبية والأمريكية تحكمها الأجندات الداخلية أحيانًا، وهذه الأجندات تتعارض في بعض الأحيان مع مصالحنا وقيمنا، وهذا في الحقيقة ما يمكن تسميته جرس تنبيه ليس لبايدن ولكن للساسة الأمريكيين القادمين فيما بعد إدارة بايدن بأن التعاون مع الدول الكبرى مفتوح.
وقال "الشليمي": إذا كانت فرنسا وبريطانيا والحلف الأطلسي بشكل عام وأمريكا لهم وجهات نظر فنحن أيضًا لدينا المرونة لإقامة شراكات أخرى، إن أوروبا تحت ضغط تغير الحكومات، حكومات يسارية وحكومات يمينية متطرفة مثل إيطاليا والنمسا، وتجد بلدًا مثل فرنسا تجد فيه ليبرالية، لكن هذه السياسات تؤثر علينا وأعتقد أن كأس العالم كان خير مثال.
وأضاف: الصين لا تحاول أن تحشر أنفها في شؤونك الداخلية وهذا في الحقيقة يناسبنا، كما أن الاستثمارات الاقتصادية في الصين لا يتم فيها الابتزاز مثل قانون جاستا في أمريكا، حيث يتم ابتزاز الدول.
وأردف: الصين ليست غريبة عن الدول العربية، فهناك دول كثيرة تعاملت مع الصين، لكن هذه الصين الحديثة جمعتنا معها عوامل مشتركة، فإذا نظرنا إلى الخريطة العالمية هناك نزاع أطرافه في أوروبا وأمريكا وأوكرانيا ضد روسيا وبيلاروسيا وإيران، وهناك أطراف شبه محايدة ومستفيدة وهي الصين، وهناك أطراف محايدة وهي الدول العربية والخليجية، رغم أننا استفدنا كخليجيين من ارتفاع أسعار النفط لكن نحن لا نريد أن ندخل في سياسة المحاور.
وتابع: الصين تشعر بالقلق من الدور الأوروبي الاقتصادي خاصة في ظل الحرب الأوكرانية الروسية، ونحن نشعر بالقلق من الدور السياسي الأوروبي والأمريكي والذي كان واضحًا في كأس العالم في قطر، والذي تمثل في إشراك السياسة والأجندات المحلية للدول الأوروبية على دولنا الخليجية، ومن هنا كانت هناك مصلحة مشتركة بيننا وبين الصين.
واختتم بالقول: الحضور العربي في القمة العربية الصينية هو داعم للسياسة السعودية وقد نجحت السعودية، فهنيئًا للسعوديين على ما قدموه.