
قال الخبير وأستاذ الإعلام الرقمي الدكتور فهيد بن سالم العجمي، إن العالم يمر بأزمات متعددة ومختلفة وكل يوم في شأن، فالمصالح تلعب دورًا كبيرًا وأطماع الدول أيضًا لها أثر كبير على ذلك.
وأضاف: "كل يريد أن يصل للغاية التي تحقق له مصالحه، لا يهمه سواء مصالحه المتعددة والمتغيرة على حسب بيته الداخلي وارتباطاته ووعوده مع شعبه، فالمصالح والأحداث تلعب دورًا كبيرًا في الخارطة السياسية العالمية من حيثيات مختلفة، ولعلنا نرى ذلك على مختلف القضايا والأحداث التي تعصف بالعالم ومدى ارتباطها بتحقيق الأهداف والمصالح بين دول العالم التي تتغير ولا تجد البوصلة الصحيحة التي ترسمها، حتى يتحقق السلم العالمي".
وتابع: "فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي تغيرت كثيرًا من السياسات وأصبح العالم أحادي القطب في ظل سياسات متغيرة وقوانين مختلفة، فمنظمة الأمم المتحدة تبذل جهدًا ملموسًا من أجل التوافق العالمي، والعمل على تصحيح المسارات ومحاولاتها لسن القوانين التي تنظم علاقات الدول، وأن كانت هناك بعض التجاوزات أو بصحيح العبارة الخلافات التي تفتعل، وتكاد أن تعصف بمصداقيتها. فالسياسات تختلف وكل يريد أن يصل للغاية التي تحقق مصالحه".
وقال: "إلا أن المملكة العربية السعودية لها سياسات واضحة المعالم بفضل قيادتنا الحكيمة التي تتسم بصفات قل أن تجدها عند الغير، فالملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، دائمًا ما يضعان النقاط على الحروف، ويحددان البوصلة الصحيحة لسياسات حكيمة تقوم على العدل وعدم التدخل في شأن الدول بل وتحديد المسارات الواضحة التي من خلالها تنطلق مبادئ المملكة التي تقوم أصلاً على الشريعة الإسلامية التي تحفظ الحقوق والواجبات، أن سياسة المملكة واضحة المعالم، وهي سياسة رشيدة من قيادة حكيمة تعمل من أجل السلم العالمي".
وأضاف: "قد اتضح لنا ذلك في العلاقات السعودية الأمريكية وما تمر به من فتور وأن كانت سحابة صيف سرعان ما تعود لمسارها طالما فهم الجانب الآخر ما له وما عليه، فهي علاقات أزلية وإن مرت بمنعطفات إلا أنها علاقات راسخة منذ القدم وفيها منافع مشتركة ومصالح لابد من أخذها بعين الاعتبار".
وتابع: "فالمملكة العربية السعودية لها قوة وثقل نوعي وتعتبر من الدول الهامة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ولها موقعها وأهميتها ومكانتها العربية والخليجية، وهي قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم لا يمكن بأي حال من الأحوال اللعب معها بحبلين فمركزها وعلاقاتها يجعلها من أقوى دول المنطقة وهي من الدول المؤثرة".
وأضاف: "لهذا كانت سياساتها واضحة مع الحكومة الأمريكية بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير والعمل بمبدأ الاحترام المتبادل الذي تعمقه العلاقات والمصالح المشتركة شأنها في ذلك شأن كثير من الدول التي تتعامل معها المملكة، وأن حدة التوتر ظهرت بالإحداث العالمية الأخيرة بحرب روسيا، وقرارات أوبك بلس الأخيرة بشأن النفط".
وتابع: "أوضحت المملكة مراراً وتكرارًا بأنها عضو في المنظمة وأن القرارات التي تصدر هي قرارات جماعية، وكذلك حرب روسيا وأوكرانيا كانت سياسة المملكة واضحة وهي الحياد والعمل بما تصدره الأمم المتحدة من قرارات، وقد عملت المملكة لإنهاء الحرب وقطعت شوطًا كبيرًا في ذلك بل أنها ساهمت في تبادل الأسرى تحت رعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفق متابعته ومباركته ووجدت ثناء من جميع دول العالم".
وقال إن "أسس العلاقات السعودية الأمريكية تقوم على مبادئ متعددة وقيم لا يمكن أن تتجاوزها المملكة وعلى الجانب الأمريكي أن يراجع سياساته اتجاه المملكة وأن يراعي قدمها واستمرارية تلك العلاقة حتى تتطور إلى الأحسن وأن لا تكون تلك السياسة مرتبطة بالبيت الداخلي الأمريكي وانتخاباته، ومحاولة إرضاء بعض الحاقدين على المملكة، وأن تكون سياسة مقننة على مبادئ وقيم وأن يكون هناك التزام بها طالما أن هناك تبادلًا للمصالح ومنافع استراتيجية بين الدولتين".