
روت الممثلة والإذاعية المعروفة "مريم الغامدي" قصة حفظها للقرآن الكريم، وعتبها المتكرر على التلفزيون، وذلك في الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن أنشطته الثقافية، بحضور الملحق الثقافي الدكتور راشد الغياض، في ندوة تكريم لمسيرتها "سيرة وتكريم"، حيث أدار الندوة مدير الشؤون الثقافية والمشرف على الجناح السعودي بمعرض الكتاب الدولي بالشارقة الدكتور محمد المسعودي.
وقالت الغامدي: كانت ولادتي في "أسمرة" بأريتريا، بعد أن هاجر أبي إلى هناك أيام الكساد الاقتصادي، حيث كانت البيئة هناك محفزة، وتتميز بالجمال الطبيعي، وأنا إلى الآن أسافر هناك وأجلس أمام الجامع الذي حفظت القرآن الكريم فيه.
وأضاف: كنت أمشي مع الأولاد إلى الجامع وأجلس في الخارج، حينها رآني إمام الجامع وسألني من أبوك؟، فأخبرته عن أبي، وقال لي: قولي لأبيك يدفع المال لتتعلمي القرآن، ولكن أبي رفض بحجة أني بنت ولست ولدًا، ولكني أصررت على التعليم، حيث كنت أجلس خارج الجامع وأحفظ القرآن.
وتردف: كان فرق بين ما أحفظ والمكتوب على الألواح لدى الأطفال، حتى أن عرف الشيخ أني أحفظ وقرر أن يعلمني حتى لو على حسابه الخاص، وأخبر أبي أني أفضل من الأولاد الذين يعلمهم القرآن، بل أني كنت أدرّس الأولاد إذا كان الشيخ يصلي أو غائباً.
وقالت: بعد ذلك جاء أحد رجال الأعمال والذي كانت الجالية العربية تزوره ويعطيهم مالاً، وتم تحفيظي الكلمة التي تُقال لاستقباله وأخبروني ماذا أطلب من رجل الأعمال، وبعد أن قلت الكلمة، وقال لي ماذا تطلبين قلت له "آيس كريم" وكانت هي بداية الرجوع إلى الوطن!
وعن عتبها على "التلفزيون" قالت "الغامدي": عتبي يكمن كون لدي مؤسسة إنتاج، حيث يتم أخذ منتجين بعدد محدود جدًا، ويتم تجاهل الآخرين، وأتمنى في عهد "داود الشريان" أن تتغير هذه الأمور.. نعم لدي موقف من التلفزيون حتى لو تم استضافتي أرفض.
وعن علاقة "مريم الغامدي" مع التمثيل والإذاعة، أكدت أنها تعشق كل المجالات ولكن تبقى الإذاعة العشق الأكبر وهو اللعبة الحقيقية لها، تجد نفسها أمام الكاميرا أو تكتب وهو العالم الذي تعشقه وتمارس الكتابة يوميًا، وتشعر بالسعادة عندما كانت تجهز الإعداد لبرامجها الإذاعية، في حين أكدت "الغامدي" أنها ما زالت تعشق المغامرة، دائمًا تفكر وتبحث وترى النتائج قبل اتخاذ القرار.
وللشباب الإعلاميين الذين ما زالوا في طريقهم تقول: الإمكانيات الآن أفضل ومتوفرة بشكل كبير ورائع، ولكن عليهم أن يضعوا الهدف أمامهم، في آخر النفق نور، وهذا النور هو الهدف، سوف يتعرضون إلى أحداث ومواقف وإحباطات وتحديات لربما يُصابون بالانهيار ولكن كل ذلك يكون قوة إضافية لتحقيق الهدف.
ووجهت رسالتها لهؤلاء الشباب والشابات القادمين للعمل بالقول: كونوا مرنين والابتسامة هي طريق المرور، وهي النور لكي تتحرك بهدوء وستصل لهدفك، أنا مررت بصعوبات في حياتي الفنية والإذاعية حتى لمجرد رسم صورة لي في صحيفة محلية، ولكن كل ذلك ينتهي بمجرد الحوار والتفاهم مع من ينتقد سواءً كان من العائلة أو خارجها.
وتؤكد "الغامدي" أن مجهود الإعلامي والممثل لا يُنسى وخاصةً عند من يقدر ذلك، وقالت: لقد رأيت ذلك في زيارتي الأخيرة للعراق، حيث لم أتوقع ذلك الاستقبال وكنت أعتقد أنهم لا يعرفونني، ولكن ما وجدته من الترحاب هو اكتشاف أنهم أناس مثقفين بشكلٍ كبير ويمتلكون إطلاعاً.
وختمت حديثها عن التطور التكنولوجي وتأثيره على الأطفال والمجتمع، بالقول: علينا أن نقوم بتعليم وتنوير الأطفال، وأطفالنا وأبناؤنا بحاجة إلى النصيحة والتوجيه، فنحن في عالمٍ سريع ومتطور، فعلينا بالحذر ووضع برنامج لكل ذلك.