فنَّد عضو الشورى الدكتور عبدالله السفياني أسباب تقدُّمه بتوصية، طالب فيها بإنشاء إذاعة مختصة بالقرآن الكريم، وحصدت نسبة تأييد بين أعضاء المجلس. وأكد السفياني أن توصيته حُمّلت ما لا تحتمل.
وأوضح السيفاني أن التوصية في أصلها تتضمن طلبًا لنقل بث قناة القرآن الكريم التلفزيونية على إذاعة FM ؛ ليكون لدينا إذاعة تبث القرآن الكريم فقط دون أن يكون معه أي مواد أو برامج أخرى مهما كان نوعها. مشيرًا إلى أن هناك مَن تخندق وتحزب ضد التوصية في الوقت الذي يتناسون فيه أن المجلس قدم توصيات حول السكن والبطالة دون أن يبحث عنها المنتقدون.
وقال "السفياني" لـ"سبق": تابعتُ التأييد الكبير للتوصية من الكثير من المتابعين، وكذلك النقد الذي أبداه بعضهم تجاهها. ويتلخص النقد في أن هناك من يقول إن لدينا إذاعة للقرآن الكريم، وأخرى اسمها نداء الإسلام. وهؤلاء لم ينتبهوا إلى أن التوصية تقول (قرآن كريم فقط)، وهاتان القناتان تبثان تلاوات قرآن مع برامج أخرى، وكثيرون يريدون سماع القرآن وحده، خاصة في أوقات الدوام باستخدام الراديو، ولا يريدون برامج وعظ أو دروسًا أو برامج منوعة مما هو موجود في هاتين القناتين.
وأشار إلى أن بعضهم يقول إن المجلس بدلاً من أن يناقش قضايا مهمة، وأهم من هذه التوصية، انشغل بها عن غيرها. وقد تواصلت مع أحد هؤلاء فقلت له: ما هي القضايا الأهم بنظرك؟ فقال: موضوعات البطالة والسكن والتعليم. قلت له: كل هذه الموضوعات صدر فيها قرارات من المجلس، بل عشرات القرارات. ولو دخلت على موقع المجلس وتصفحته، أو حساب المجلس في تويتر، لقرأتها.. وهذه مغالطة منطقية –للأسف- يستخدمها بعض الإعلاميين والمغردين.
وتابع موجهًا حديثه للمنتقد: "فحديثك عن مسألة ومطالبتك بها لا يعني بالضرورة إهمال وترك ما هو أهم منها، إلا إذا كنت منصفًا، وراجعت أحاديثي، ووجدت أنني فعلاً تركت قضايا مهمة على حساب قضايا ثانوية. أما أن تركز عمدًا على جزء من المشهد، ثم تدعي أنه لا يوجد غيره، فالمشكلة حينئذ في طريقة رؤيتك، وليست في المشهد الموجود".
وسرد قائلاً: "ومن بين المنتقدين من يقول إن الوسائل الحديثة واستخدام الجوال والبلوتوث واليوتيوب تغني عن هذا الاقتراح. وهذا في الحقيقة مصادرة واضحة لتعامل الناس مع الآلات المستخدمة. ولو أن وجود هذه التقنيات يعني إلغاء غيرها للزم من ذلك إغلاق أغلب الإذاعات العالمية بكل أصنافها، ويصبح وجودها نوعًا من العبث الذي لا داعي له.. فما يصح انتقاده على إذاعة القرآن ينسحب على غيره من إذاعات الموسيقى وغيرها".
وقال: "وإذا أضفتَ إلى ذلك أن هناك قطاعًا ما زال يستخدم الراديو بتقنيته القديمة؛ بدليل استمرار الإذاعات، ووجود نِسب عالية لمستمعيها، فإن من حقهم أن يُقدَّم لهم محتوى قرآني، لا يخالطه كلام بشر مليء في بعض من الأحيان بالأخطاء والوعظ الذي لا أساس له من الصحة، أو التوجيهات الدينية المبنية على أسس خاطئة.. فخير من ذلك كله إذاعة ليس لها شأن إلا أن تبث القرآن الكريم فقط. والعجيب أن قناة القرآن الكريم التلفزيونية التي لا تبث إلا القرآن الكريم هي أعلى قنواتنا مشاهدة".
واختتم: "ولا يعلم هؤلاء أن أعضاء المجلس مختارون من لدن خادم الحرمين الشريفين، وحظوا بثقة ملكية غالية. ومهما بلغ حرص هؤلاء على الوطن فليسوا بأحرص من ولاة الأمر، ومَن أسس هذا الكيان العظيم، وليسوا كذلك أعلم من ولاة الأمر حين اختارهم وفق معايير ومواصفات دقيقة ليقول أحدهم مثلاً إن الأعضاء والعضوات بحاجة إلى دراسة فقه الأولويات ومعرفة الغاية من اختيار الشخص عضوًا في مجلس الشورى، إلا إذا كان لدى هؤلاء مواصفات ومعايير تخالف ما يراه ويعتمده ولي الأمر -أمد الله في عمره-".