عامًا بعد آخر، تواصل جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميّز في العمل الاجتماعي مبادراتها المجتمعية في دورتها الحادية عشرة التي أطلقتها في كرنفال أقامته يوم أمس الأول، وكرّمت خلاله الفائزين بجوائزها السنوية، وتأتي امتدادًا لنهج ومسيرة العطاء الإنساني الذي كانت تسير عليه الراحلة "صيتة" -رحمها الله- في دعمها اللامحدود للعقول النيّرة ورواد العمل الاجتماعي، وأصحاب الهمم العالية.
كرنفال "صيتة" تشرّفت "سبق" بحضوره، والتقت بعدد من المحتفى بهم من المبدعين والموهوبين والمؤثرين في الجوائز الاجتماعية لعام 2023م، كما شاركت في حفل انطلاقة الدورة الحادية عشرة، تحت عنوان: "الشراكات المجتمعية في تلبية الاحتياجات الإنسانية".
أولى الجوائز كانت "أم الجود" التي تُقام في دورتها الرابعة، وتأتي تكريمًا لأصحاب المحتوى الجيد والهادف في المنصات الاجتماعية، حيث أكّد المهندس راكان بن نايف العنزي الحائز على التكريم في مجال التوعية بالتعليم: "جاء التكريم بعد سنوات قضيتها في توعية المجتمع، وقدّمت محتويات للمتخصصين وهواة مجال التقنية (الأمن السيبراني، الشبكات، البرمجة، وغيرها...) من خلال إقامة دورات مجانية كمسؤولية مجتمعية، بالإضافة لتكثيف المحتوى التقني المليء بالمصادر والموضوعات التقنية لتكون دليلًا سهلًا يُمكن العودة له والاستفادة منه.
كما تحدثت الدكتورة أفنان بنت عبدالله الغامدي الحائزة على التكريم في مجال التوعية بالتطوير والتنمية البشرية، وقالت: "بحكم عملي كطبيبة نفسية، ومقدمة بودكاست "كنبة السبت" الذي يحمل طابعًا نفسيًا واجتماعيًا، وأحيانًا فلسفيًا لوجهة الإثراء الممتع، وانطلق في نهاية عام 2020م، ووصل ولله الحمد إلى أكثر من 29 مليون استماع، وحظي بأرقام مليونية على المنصات الاجتماعية، باعتبارها تهدف إلى إيصال بعض المعلومات المغلوطة في الطب النفسي والاجتماعي".
وفي مجال التوعية بالصحة العامة والنفسية، كُرِّم الدكتور عبدالعزيز بن محمد العثمان، وقال: "يحق لي الفخر بكوني متطوعًا في الجانب الصحي والتطوعي، ولديّ بعض العيادات المجانية لخدمة المجتمع، ومثل هذه المنجزات التي كان لنا نصيب فيها؛ تدفعنا لبذل المزيد في الجانب الصحي والتطوعي، ولعلها رسالة من جائزة الأميرة صيتة لكل المجتمع، مضمونها زيادة العمل التطوعي وتقديم الخدمات المجتمعية".
وحظيت الجائزة بمشاركة واسعة من المهتمين بمسار "المواطنة المسؤولة" الموجهة لتنمية القدرات البشرية للنشء، التي تُقام في دورتها الثانية، وتستهدف الطلاب والطالبات من 7 - 18 عامًا من أبناء وبنات التعليم العام، حيث حاز الطالب علي بن منير المعلم من تعليم منطقة الرياض المركز الأول على مستوى المملكة، وقدّم مبادرة "بأيدينا نرتقي" والتي تتمثّل في دراسة طبيعة المناخ البيئي ونشر الوعي حول ذلك.
وحقّقت الطالبة سارة بنت خليل الفارس من "تعليم الرياض" المركز الثاني على مستوى المملكة، من خلال مبادرتها "نحو مجتمع أمن سيبرانيًا" امتدادًا لجوائز عالمية حازتها في المجال التقني والعلمي، قبل أن تنال لقب سفيرة جمعية الأمن السيبراني، بحكم تخصصها في مبادرات نشر الأمان التقني للنشء.
وذهب المركز الثالث لمنطقة الحدود الشمالية "عرعر"، للطالب "ممدوح بن محمد العنزي"، بمبادرة "حياتك تهُمنا"، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية للمحافظة على الموارد البيئية.
وفي المرحلة المتوسطة، حقّقت الطالبة كنزي بنت سعود الكريع من تعليم منطقة الجوف "سكاكا" المركز الثاني على مستوى المملكة، حيث قدّمت مبادرة "ومَن أحياها"، بعد حصولها على شهادة "مُسعف أولي"، ونفّذت عدة ورش عمل تدريبية لعدد من المدارس بالمنطقة ضمن دورها المجتمعي، وأما المركز الثالث فذهب إلى تعليم منطقة المدينة المنورة، وكان من نصيب الطالبة جنى بنت ضويعن الجهني، وقدمت مبادرة "تراثنا جنى حاضرنا"، تهدف إلى ربط الحاضر بالماضي من خلال القصص، والاعتزاز بالتراث الوطني وتوضيح الهوية الوطنية الأصلية، والمحافظة على مكتسبات الوطن، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التراث، وكذلك ربط المنهج المدرسي بالتراث من خلال جعل الفيديوهات الخاصة بالتراث اثراء للدروس المناسبة، وغيرها.
حاز الطالب نواف بن سلطان السهلي من تعليم منطقة الحدود الشمالية "عرعر" المركز الأول على مستوى المملكة، وقدّم مبادرة "افهمني" التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يُعانون من صعوبات في النطق والتأتأة، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأما المركز الثاني فكان من نصيب الطالبة وتين عماد حمدان من تعليم مكة المكرمة، وقدّمت مبادرة استخدام تطبيق "الكانفا" في التصميم والخرائط الذهنية، حيث قامت بتبسيط المعلومات على هيئة خريطة ذهنية تُمكّن النشء من الاستفادة منها، وأما الثالث فذهب إلى تعليم نجران، وتحديدًا الطالبة مريم إسماعيل الزبيدي، التي قدّمت مبادرة أسمتها "ماريثو"؛ بهدف تقديم مساعدات عينية للطلاب والطالبات ذات الدخل المحدود، كالملابس بعد ترتيبها وتعميقها وتقديمها لهم بسرية تامة، وتلبية لاحتياجاتهم الأساسية.
وشملت الجوائز الاجتماعية تكريم الفائزين بفرع "تنسيق" التي تُقام في دورتها الثانية، وتُعنى بالقطاع الثالث، وكانت من نصيب جمعية "طهور" لرعاية ومساندة مرضى السرطان بالقصيم، وجمعية "سمح" للخدمات الطبية بمنطقة الجوف، كما أطلقت الجائزة الدورة الأولى من مبادرة "تحفيز" التي تهدف لحث وتحفيز المجتمع على المشاركة في المحافل الوطنية، وكانت من نصيب مبادرة "نوابغ المستقبل" الموجهة للطلاب والطالبات المتميزين في مرحلة البكالوريوس، وتمكينهم من إكمال دراستهم في الجامعات العالمية المرموقة، وتقديم الدعم الأكاديمي والاجتماعي والمالي لهم.