قرن الله سبحانه وتعالى بر الوالدين بعبادته؛ وذلك لأهمية الوالدين.. ووصى بالبر بهما، والتذلل والخضوع في القول، وحُسن التعامل معهما، حتى وإن كانا غير مسلمَيْن، وعدَّ كلمة "أف" من العقوق.
ومن جانبها، قالت مرام المالكي، مساعد أخصائي نفسي ومستشارة أسرية: إن بر الوالدين فرض، وعقوقهما خسارة، وهلاك في الدنيا والآخرة. وفي الآونة الأخيرة شاهدنا العديد من قضايا عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإلحاق الأذى بهما، حتى وصل الأمر للقتل.
وأضافت: مع بالغ الأسف، موضوع قتل الوالدين في اعتقاد البعض وليد اليوم أو الأمس، لكنه ليس بجديد على التاريخ القاتل المتسلسل الأشهر عبر التاريخ (إدموند ايميل كيمبر)، الذي بدأ مسيرته في القتل منذ أن كان في سن الخامسة عشرة قاتلاً جده وجدته وممثلاً بجثتَيْهما، ثم قتل والدته، وقام بالتمثيل بجثتها. والمراهق (شون ريتشارد سيلرز) الذي حُكم عليه بالإعدام وهو في سن السابعة عشرة بعد أن قام بقتل والدَيْه.
وأرجعت المستشارة مرام أسباب مثل هذه الظاهرة لعوامل البيئة، وأساليب التنشئة، وضعف القيم، وضعف الوازع الديني، وأسباب وعوامل اجتماعية، وأسباب نفسية، من اضطرابات عقلية أو شخصية، وإدمان وتعاطٍ.
كل هذه من الممكن أن تكون أسبابًا.. كما أوضحت العديد من دراسات علم النفس الجنائي وجود علاقة ارتباطية بين السلوك الإجرامي وأساليب التنشئة السلبية من عدوان وعنف وإهمال وهجر وتخلٍّ وحرمان عاطفي.. حتى أنه تبيَّن وجود علاقة ارتباطية دالة بين الإفراط في مشاهدة الأفلام والمقاطع الإباحية والسلوك الإجرامي العدائي للوالدَيْن والمجتمع.
وأردفت: أفلام العنف والألعاب الإلكترونية التي تحتوي على قتل ودمار تعتبر مغذيًا قويًّا للشخصية القابلة لارتكاب الجرائم، كما تؤثر تراكميًّا على قيم وسلوكيات الفرد.
واختتمت حديثها بأنه يجب على كل مختص نشر الوعي بهدف الوقاية من هذه السلوكيات، وتذكُّر قوله -عز وجل- { مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...}.
وشهدت العاصمة المقدسة عددًا من جرائم الاعتداء على الوالدَيْن والأقارب بأبشع صورها، تنوعت بين الطعن بسلاح أبيض، وتهشيم الرأس بأداة حديدية، راح ضحيتها ثلاثة آباء، واثنتان من الأمهات، وشقيقة. والجاني ابن للعائلة.