بكلمات يعتصرها الألم ويفوح منها عبق الحزن، أماط الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر اللثام عن تفاصيل الأوقات الأخيرة التي صاحبت وفاة والده.
وكتب الدكتور عبدالرحمن يقول: حينما كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة والنصف تقريبًا من مساء يوم الأحد الثاني من محرم 1444 الموافق 31/7/2022م لم يكن الوقت كسائر الأوقات ولا اليوم كسائر الأيام؛ فلقد كنت أقود سيارتي وحيدًا بسرعة تناهز 140 كم في الساعة قادمًا من المنطقة الشرقية باتجاه مدينة الرياض، وفجأة قطع حبل أفكاري رنين هاتفي المحمول فرمقت شاشته بنظرة سريعة وإذا بي المح (أخوي محمد) فانقبض قلبي وكتمت أنفاسي وشعرت بإحساس غريب ممزوج بخوف وترقب.
وأضاف: شقيقي محمد كان له شرف ملازمة والدي وخدمته طوال السنوات الماضية، وكذلك كان له شرف ملازمة وخدمة والدتي طوال السنوات التي سبقت وفاتها، فهنيئًا له وجزاه الله عنا خير الجزاء.
وأردف: ما أن تحدث شقيقي محمد بصوت متهدج وكلمات مقتضبه فقال لي: (أبوي تعب ونقلناه بسيارة الإسعاف للمستشفى والآن هو في قسم الطوارئ)، كانت هذه الجملة بمثابة التمهيد لما هو أشد فبادرت محمد بسؤال مفاده بما يشعر والدي وماهي الأعراض التي دعت إلى نقله؟ فقال لي باقتضاب النبض متوقف ثم أغلق الهاتف، وبعد دقائق عاودت الاتصال به وسألته فقال إنه ما زال يتلقى صدمات كهربائية لإنعاش القلب.
وقال الدكتور عبدالرحمن: هنا بدأ الخوف يتملكني وأحسست بخليط من المشاعر ما بين رهبة وترقب ومحاولة لرفض الواقع وإنكاره وفي تلك الأثناء تكررت المكالمات الهاتفية بيني وبين أشقائي وأبنائي إلى أن تأكد لي خبر وفاة والدي يرحمه الله بعد صلاة المغرب في اليوم ذاته، فالحمد لله على قضائه وقدره.
وسرد نجل الفقيد بعض ملامح المحطات التي عايشها الراحل، موضحًا أن نسبه هو: عبدالله بن محمد بن زيد بن محمد بن عبدالقادر بن محمد بن ناصر بن راشد بن صالح بن محمد بن أسعد الأسعدي الروقي العتيبي.
وأضاف: ولد يرحمه في عام 1355 في مركز الروضة الواقع الى الجنوب الغربي من محافظة الزلفي ووالدته هي نورة بنت عبدالمحسن بن فالح الفالح.
وأردف: نشأ الوالد وهو وحيد والده في كنفه يرحمهما الله، وفقد أمه طفلاً، حيث توفيت يرحمها الله وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، وتربى على يد جدته لأبيه حصة السليمان الملحم يرحمها الله، وكانت نعم الأم كما كان لعمته فاطمة الزيد العبدالقادر دور في تربيته خاصة بعد انفصالها عن زوجها واستمرت تعامله كأحد أبنائها، بل إنني شخصيًا وباعتباري أحد أبنائه كنت أحظى بالكثير من اهتمامها يرحمها الله ۔ وحيث إنه لم يكن هناك تعليم نظامي فقد اكتفى الوالد بتعلم القرآن الكريم في كتاب الروضة وعلى يد والده الجد محمد يرحمه الله ۔ الذي كان يجيد القراءة والكتابة، وتولى الإمامة في جامع الروضة بعد وفاة إمامه الشيخ عبدالعزيز الخميس (أبوأحمد) يرحمه الله.
وتابع: كان الوالد شديد التعلق بوالده والبر به، ولذلك استمر في ملازمة والده، الأمر الذي دفعه إلى البقاء إلى جانبه بالعمل في مزرعتنا (العليا) الكائنة بمركز الروضة بالزلفي دون العمل في أي نشاط آخر، وفي المقابل فقد حرص الجد على تربية الوالد تربية مستمدة من قيم الدين الحنيف والقيم الفاضلة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة ، وبحكم أن الجد محمد أحد وجهاء الزلفي وأعيانها، بالإضافة إلى أنه كان مسؤول الحسبة في مركز الروضة؛ وكان يسمى النائب نظرًا لتعدد وتنوع الأعمال التي يتولاها، إذ لم تكن أعمال الحسبة مقتصرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل كانت تتجاوز ذلك إلى الكثير من المهام والأعمال المتعلقة بالنصح والتوجيه وإصلاح ذات البين وخدمة المجتمع بكافة أشكالها ما يعني أنه ينوب عن ولي الأمر في المنطقة التي يعمل بها.
وواصل الدكتور عبدالرحمن: عُرف عن الجد محمد رحمه الله أنه مضيافًا سخيًا لا ينقطع الضيوف عن منزله رغم ضيق ذات اليد، كل تلك العوامل والمؤثرات كان لها أثرها الواضح في نشأة الوالد وسلوكه الذي كان متميزًا من حيث وسطية التدين والحرص على التمسك بالقيم الدينية والاجتماعية مع الاستمرار على ذات النهج الذي كان يسير عليه الجد، بل إن الوالد خلف والده في العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بكافة الأعمال التي كان الجد محمد يتولاها، وأتذكر أنني عاصرت ذلك في مرحلة مبكرة من عمري.
وقال: من الذكريات التي ما زالت عالقة في ذهني فيما يتعلق بمنهج الوالد يرحمه الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يقوم على النصح والتوجيه برفق ولين وتودد إلى الناس والستر عليهم، فأتذكر في إحدى المرات وكنت حينها لم أتجاوز سن العاشرة، وكان يقود سيارته وأنا على يمينه وصادف أن التقينا بشاب يبدو أنه لاحظ عليه أمرًا ما يتطلب مناصحته فأوقف السيارة جانبًا وطلب مني عدم مرافقته والبقاء بالسيارة ريثما يعود، مع العلم أنه لم يسبق له أن منعني من مرافقته، فترجل من السيارة وتنحى بذلك الشاب وتحدث معه لوقت ليس بالقصير ثم عاد ولم يفصح عن أي شيء مما دار بينهما، بل إنني حتى هذه اللحظة لا أعرف من هو هذا الشاب.
وأضاف: لقد التقيت وما زلت ألتقي بالكثير من الإخوة الذين ينقلون لي مواقف عديدة حدثت لهم مع والدي يرحمه الله، وكان بمثابة الأب أو الأخ الكبر الناصح المحب وكانوا يعبرون بامتنان عميق ما كانوا يجدونه منه من عطف ولين وتسامح ودعوة صادقة وستر مما كان له الأثر الكبير في نفوسهم وانعكاسه إيجابيًا على سلوكياتهم.
وحول صفات والده الفقيد ومناقبه، قال الدكتور عبدالرحمن: ليس من اليسير حصر صفات والدي ومناقبه في تلك الأسطر ولكن أرى أن من أبرز ما كان يتصف به رحمه الله "الورع والتقى، حسن الخلق، السخاء والكرم، التيسير على المعسرين والمحتاجين، الصدق في التعامل، مقابلة الإساءة بالإحسان، البشاشة وطلاقة المحيا ورحابة الصدر، كف الأذى، بذل المعروف وصلة الرحم، التواضع ولين المعشر، التغافل وصدق الولاء لولي الأمر والدعاء له".
وأضاف: مع أن ذاكرتي محملة بالعديد من القصص والمواقف التي تجسد الصفات والمناقب السابقة التي كان الوالد يرحمه الله يتخلق بها امتثالاً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتمسكًا بالقيم والعادات الحميدة لمجتمعه وبلاده، وعلى الرغم أنه لم يلتحق بالتعليم النظامي إلا أنه يرحمه الله كان يحمل مخزونًا ثقافيًا لا يضاهى، فقد كان يحفظ الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والشعر بنوعيه الفصيح والعامي، كما كان يرحمه الله يتمتع بذاكرة قوية، ولا يمل جليسه من حديثه الشيق والقصص الهادفة التي يرويها مع حرصه على توقير الكبير والعطف على الصغير وأن تكون أحاديثه وقصصه متوافقة مع تعاليم الدين الحنيف والالتزام بمكارم الأخلاق والبعد عن خوارم المروءة والترفع عن الهنات والسقطات، وكثيرًا ما كان يتباسط مع الصغار ويمازحمهم بأدب جم وتواضع ومودة جعلت الجميع يحبونه ويحرصون على مجالسته ويأنسون بمزاحه وتعليقاته المهذبة، وكانت سيارته ومكان جلوسه لا يخلوان من الحلوى اللذيذة التي يمنحها لكل طفل يصادفه مما يدخل السرور على نفوسهم.
وأردف: لعلي هنا أتذكر بعض القصص والمواقف التي عايشتها معه شخصيًا يرحمه الله، إن المقولة الخالدة "وراء كل رجل عظيم امرأة"، أرى أنها تجسدت في مواقف والدتي مزنة بنت صالح العبداللطيف يرحمها الله، فقد كانت نعم السند والمعين للوالد يرحمه الله في سخائه وكرمه، ففضلاً عن قيامها بالكثير من الأعمال الى جانب الوالد الذي كان يعمل وحيدًا في مزرعته فكانت تقوم بحصد الأعلاف للمواشي وري المزروعات وحلب الأغنام وغير ذلك من أعمال الفلاحة، فقد كان لها فضل كبير بعد الله بمساندته كرجل مضياف لا تخلو مائدته اليومية من الضيوف، ففي الصباح الباكر تجهز القهوة وطعام الإفطار الذي يمتد من السابعة وربما السادسة إلى ما بعد العاشرة صباحًا، وبعد ذلك تبدأ بتجهيز وجبة الغداء التي يحرص الوالد على الانتظار حتى ما بعد الثانية ظهرًا ليكتمل الضيوف بشكل يومي، وهكذا وجبة العشاء التي تقدم بعد المغرب وتتكرر بعد صلاة العشاء في حال جاء ضيوف جدد، وكانت لا تمل ولا تكل واستمرت على هذا النهج لأكثر من خمسين عامًا إلى أن أقعدها المرض يرحمها الله، وكانت تشجعنا على دعوة الضيوف لمائدة الوالد لعلمها أن ذلك يسره ويسعده.
وتابع: من القصص الطريفة التي حدثت معي وكنت حينها فتى صغيرًا ويومها كان والدي غير موجود، فحدث أن أديت صلاة الظهر في المسجد فلاحظت وجود رجل غريب في المسجد واتضح أنه متسولًا فلما انتهينا من الصلاة وخرج كل من في المسجد ولم يبق سوى أنا والمتسول، فاتجهت إليه وجريًا على عادة الوالد يرحمه قلت له تفضل يا ولد فوافق على الفور وصحبته إلى منزلنا، وما أن وصلنا أخبرت والدتي ففرحت يرحمها الله وقالت "ولدي" ولما فرغنا من تناول القهوة، فذهبت لإحضار الغداء وبعد عودتي وجدته قد أشعل سيجارته فصعقت من ذلك لأننا لم نعتد أن نشاهد أحدًا يدخن في مجلسنا، وبما أنني فتى صغير فقد تملكني الخوف وعدت إلى والدتي وقلت لها إنني لن أذهب بالغداء لأن الرجال يشرب دخان فهدأت من روعي وقالت: "ما عليك منه يا وليدي" أخبره أن التدخين ممنوع وقدم له الغداء لأن إكرام الضيف واجب وهو ما حدث بالفعل.
وقال الدكتور عبدالرحمن: بعد أن أنهيت دراستي في المرحلة الابتدائية التحقت بالمعهد العلمي بالزلفي وكانت البيئة مختلفة تماماً، ففي مدرستنا مدرسة الروضة الابتدائية كنا في مبنى طيني متهالك لا يعرف من مستحدثات العصر شيئًا، فلا كهرباء ولا ماء سوى صندوق معدني ذي شكل أسطواني تتم تعبئته بالماء ويستنفد الطلاب مخزونه قبل التاسعة صباحًا خاصة في أيام الصيف، وبعد التحاقي بالمعهد شاهدت لأول مرة الكهرباء والمبنى المسلح، وأبهرتني أشياء كثيرة مثل الأعداد الهائلة من الطلاب، فقد كان عدد طلاب الفصل في مدرستي لا يتجاوز سبعة طلاب بينما في المعهد تجاوز طلاب الفصل الأربعين طالباً، هذه الصدمة الحضارية جعلتني أتطلع إلى المزيد من الصدمات، وذات صباح اقترح عليّ أحد الأصدقاء وكان معه سيارة أن نغيب عن المدرسة ونذهب برحلة استكشافية لمدينة بريدة التي تبعد عن الزلفي ساعة وبضع دقائق فأعجبتني الفكرة، وقلت في نفسي غياب يوم واحد لن يضر وفرصة جيدة الذهاب إلى بريدة والاستمتاع برحلة سياحية، وبالفعل بدلاً من أن نتجه إلى قاعة الدرس اتجهنا إلى بريدة، وبعد جولة يسيرة عدنا أدراجنا إلى الزلفي ووصلنا في حدود الساعة العاشرة والنصف وقد تبقى على خروج الطلاب أكثر من ساعة ونصف، وبينما كنا نستهلك الوقت في التسكع بالشوارع، إذا بوالدي رحمه الله يلمح السيارة ولم يعد بالإمكان إخفاء شخصياتنا وعبثًا حاول صديقي مغادرة الموقع والاختباء في أحد الشوارع الخلفية فلحق بنا الوالد بسيارته، ومن سوء حظنا أن الشارع الذي سلكانه كان ضيقًا لا يتسع سوى لمرور سيارة واحدة، وكان أمامنا أحد الأشخاص يوقف سيارته يفرغ منها بعض المشتريات، فاضطررنا للوقوف خلفه!
وأضاف: هنا أوقف والدي سيارته خلفنا وبقينا متسمرين في سيارتنا لا نعلم ماذا نفعل!! فما كان منه إلا أن ترجل من سيارته واتجه نحوي وهنا توقعت أنه سيعاقبني بالضرب أو التأنيب على الأقل، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا فقد أقبل عليّ بوجه يحمل الكثير من الود والعتب ولم أستطع النزول من السيارة وبقيت في مكاني فوقف أمامي ونظر إلي نظرة اخترقت قلبي قائلاً: "السلام عليكم"، وما أن رددت السلام قفل راجعًا وركب سيارته وغادر الموقع بهدوء، فازداد خوفي وتوترت كثيرًا متوقعًا أنه ينتظر عودتي المنزل ليعاقبني هناك رغبة في عدم إحراجي أمام زميلي والمارة ۔ وعدت إلى المنزل وكنت خائفًا متوترًا وحاولت أن أهرب من مقابلته، ولكن والدتي رحمها الله أصرت عليّ للذهاب إلى المجلس وتناول القهوة والغداء مع الوالد وهو بالفعل ما حدث؛ وذهبت وأنا أتوجس خيفة من ردة الفعل، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وبعد أن ألقيت السلام رد عليّ بحرارة وأخذ يتحدث معي وكأن شيئًا لم يكن، والحقيقة أن هذا الموقف يعد درسًا تربويًا قيمًا، وكان له أبلغ الأثر في مسيرتي التعليمية، حيث دفعني إلى المزيد من الحرص والتفوق، ولا أتذكر أنني تغيبت عن المدرسة من بعد هذا الموقف، إلا لوجود مبررات وعذر مقنع.
وقال الدكتور عبدالرحمن: كان مجلسه عامرً بالضيوف من جميع الفئات كبار وصغار السن، الأقارب والجيران، ميسور الحال والعامل البسيط من إخوتنا المقيمين في المملكة. من عاداته في أيام نشاطه وصحته رحمه الله أنه كان يصلي الظهر والمغرب في غالب الأيام في مسجد على الطريق الرئيسي (جامع الغنام) لعله يجد مسافراً يشاركه وجبة الغداء أو العشاء، ويندر أن نجلس على المائدة دون أن يشاركنا آخرون بفضل الله .
وأضاف: من المواقف الخاصة بعنايته واهتمامه بجيرانه، أنه قبل أكثر من ١٠ سنوات انتقل من بيته الواقع على شارع رئيس فاقترح عليه أن يتقدم على منافسة حكومية بحكم موقع البيت ومساحته، وكانت إجابته ما راح أخلي الناس تزاحم فلان وفلان، يقصد جيرانه السابقين على مواقف بيوتهم وبقي البيت مهجورًا طوال هذه المدة.
واستعرض موقفًا آخر، بقوله: ذكر الإخوة أمامه أن أرضاً معروضة للبيع في قريتنا الروضة، فعلق قائلاً: من يرغب الشراء الله يقويه، ولكن قبل ذلك يتأكد أن فلانً وأبناء فلان (يقصد جيران الأرض المعروضة للبيع) ليس لديهم الرغبة فيها لأن الأرض تقع بين منازلهم القديمة.
وأردف: كان كثير الاهتمام بصلة الرحم والعناية بالأقارب، فتجده شديد الحرص ولا يضع أولوية على زيارة المريض منهم وتلبية دعواتهم، وكان كثير التحفيز لي ولإخوتي على القيام بذلك من خلال مرافقته، ونحن صغار ويظهر رضاءً كبيرًا عند قيامنا بذلك. ومن صور صلة الرحم مع الأموات من الأجداد والجدات والأعمام والعمات، خاصة أولئك الذين لم يكن له عقب أنه يخصهم بالدعاء والصدقة والأضحية طوال سنوات حياته، مع العلم أنه لم يدركهم وتوفوا قبل ولادته بسنوات وليس لهم وصايا بهذا الشأن؛ بل إنه تولى تنمية بعض المال اليسير الذي كان يخص البعض منهم واستثمره أفضل استثمار، وكان يفضلهم على نفسه وبارك الله في هذا المال لدرجة أنه تمكن من بناء مسجد وبعض الأعمال الخيرية ولله الحمد.
واختتم الدكتور عبدالرحمن بقوله: كثيرة هي القصص والمواقف، ولكنني اختصرتها خشية الإطالة، رحم الله والدي ووالدتي وجمعنا بهما ووالديهما وموتى المسلمين في مستقر رحمته والحمد لله على قضائه وقدره، وإنا لله وإنا اليه راجعون.