أميرات وشيخات في انطلاقة "المرأة في زمن كورونا".. 50 دولة وتجارب

تداعيات الأزمة وتأثيرها الاقتصادي المحلي والعالم كان مفتاح مناقشات المؤتمر
أميرات وشيخات في انطلاقة "المرأة في زمن كورونا".. 50 دولة وتجارب

افتتح مؤتمر المرأة في زمن كورونا، برعاية منظمات المجتمع المدني حول العالم وحضور ذكي متميز عبر منصة "زووم"؛ حيث يستمر خمسة أيام تضامنًا مع المرأة محليًا وإقليمياً ودوليًا؛ وذلك بمشاركة أميرات وشيخات وخبراء ومستشارين وقادة أعمال وممثلين من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية ومشاركة أكثر من 50 دولة حول العالم.

وفي كلمة الافتتاح الرسمي للمؤتمر، دعت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر عواطف بنت حسن الثنيان، إلى شراكة واسعة من أجل تعزيز الصحة وتحمل المسؤولية، ودعم الجهود لمواجهة الطوارئ الصحية العالمية، وفق إطار قانوني فعال يتناسب مع الأنظمة والقوانين الصحية والإنسانية باعتبار كورونا كوفيد -19 وباء للعصر، بالإضافة لمعرفة أهم المستجدات ومناقشتها وتوجيهها والتعرف على تجارب قيادات الدول في التصدي لكورونا، والتعرف على دور الإعلام في الأزمات وأساليب التعامل مع الشائعات، وتشجيع الأبحاث والدراسات الطبية للمبادرة بتحقيق العديد من الإنجازات والاختراعات، وتداعيات كورونا النفسية والاجتماعية وأضرار الانهيار الاقتصادي، وكذلك معرفة خطوات الجيل القادم ودوره في بناء مستقبل ذكي، مثمنة تلبية الأميرات الدعوة للمشاركة بالمؤتمر.

وقالت "الثنيان": إن المرأة محور رئيسي من محاور مواجهة الأزمات، مشيرة إلى أن النساء يقدمن مساهمات قيادية في الخطوط الأمامية؛ فبرزن بشكل ملفت في مواقع قيادية وميدانية بوجودها مع نظرائها الرجال في خط الدفاع الأول في إدارة الأزمة، مختتمة كلمتها بأنْ وجهت شعوب العالم للتوكل على الله والتفاؤل حتى تُزال هذه الغمة عن هذه الأمة، ووجهت شكرها للعاملين في المجال الصحي والطبي وللمشاركين والمتحدثين بالتوفيق في تقديم أوراق عمل ومداخلات قيمة.

من جهتها قالت المدير التنفيذي للمؤتمر الدكتورة فاطمة أبو واصل: إن الكارثة الصحية أدت إلى تعطيل نشاطات وثقل وتضاعف المهام الملقاة على كاهلهن، ولا يزال الوباء يواصل انتشاره، مشيرة إلى أن كوفيد-19 يشكل تهديدًا صحيًّا للجميع، إلا أن الفتيات والنساء يتضررن أكثر من غيرهن.

وقالت "أبو واصل": "المرأة تعد جزءًا مهمًّا لا ينفصل عن كيان المجتمع الكلي، ومكونًا رئيسيًّا قائمًا على تكامل النوع البشري"، مشيرة إلى تكاملية أدوار الرجل والمرأة في جميع المجالات: الاقتصادية ,السياسية ,الثقافية والإعلامية والاجتماعية.

وتابعت: "المرأة لا زالت من الفئات الهشّة والأكثر تضرّراً، لا سيّما من جهة العنف الأسري المتزايد"، مضيفة أن المرأة في زمن "كورونا" لا تختلف كثيراً عنها فيما قبل "كورونا". تراها في مشارق الأرض ومغاربها تسير على النهج ملتزمة، مدعمة حديثها بقولها بأنه وفقًا للأمم المتحدة بأن المرأة العربية تقوم بخمسة أضعاف أعمال الرعاية الأسرية مقارنة بالرجل العربي، وأن النساء يشكلن عالمياً نحو 70% ممن يعملون بالقطاع الصحي والاجتماعي.

من جانبها أكدت الأميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود، سفيرة مناصرة للجهود الدولية لمكافحة كوررونا ورئيسة اللجنة العليا لمبادرة قافلة أبناء الشهداء؛ أن المرأة من وجهة نظرها تشكل نصف المجتمع وفي الأزمات كل المجتمع، وأوعزت ذلك بقولها إن المرأة تعد ربة المنزل ومربية الأجيال وطبيبة وسيدة أعمال ومهندسة وغيرها، مبينة أن المرأة تقف اليوم في الخطوط الأمامية كخط دفاع ضد هذه الجائحة عن أسرتها ومجتمعها ووطنها والعالم، كما يقع على عاتقها مهمة كبيرة لرفع مناعة أفراد أسرتها وتعويدهم حياة صحية واغتنام هذه الفرصة لتغيير أسلوب حياتها وحياتهم، فضلًا عن إضافة دورها خارج المنزل، معبرة عن اعتزازها بالمرأة عربيًّا وعالميًّا.

وأردفت: "المملكة العربية السعودية -أيدها الله بنصره- أسهمت بدعم المرأة وتمكينها تعليميًّا ووظيفيًّا؛ مما انعكس إيجاباً نحو النهوض باقتصاد الوطن وحماية مدخراته والوقوف إلى جانب الرجل في الدفاع عنه لتضرب أروع الصور التي ستبقى خالدة في أذهان العالم".

من جانبها أكدت الشيخة هند القاسمي مؤسس ورئيس نادي الإمارات الدولي للأعمال والمهن الحرة بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ أن المرأة بصفتها الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات وأعطت نماذج يحتذى بها في التثقيف الصحي التنموي. مضيفة أن المرأة كانت الأكثر معاناة من هذا الوباء، في كافة المستويات، عكست قدراتها على تجازوها.

وتابعت: "دولة الإمارات قامت بعدة إجراءات احترازية ووقائية وبذلت جهودًا جبارة، للحفاظ على صحة المواطنين والمقيميين"، مشيرة إلى أنه لا بد من التقيد والالتزام بتوجيهات الدولة بضرورة العزل والبعد الذاتي؛ تفاديًا لتفشّي المرض.

وبدورها ألقت المستشارة القانونية تهاني العبيدلي الشمري، من دولة الكويت وأمين عام الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف؛ كلمة نيابة عن رئيسة الاتحاد الشيخة نوال الحمود المالك الصباح، عبّرت فيها عن شكرها للقائمين على المؤتمر الافتراضي، وقالت بأن جائحة كورونا كوفيد ١٩، قد فرضت نفسها على العالم أجمع؛ مما استدعى تفعيل خطط الطوارئ وغيرها من خطط وبرامج حكومية لمواجهته، واستدعى إلى تضافر كافة وزارات ومؤسسات المجتمع الحكومية والمجتمع المدني والفرق التطوعية بتنسيق فعال.

وتطرقت "الشمري" إلى تجربة دولة الكويت في الإجراءات الاحترازية والوقائية، لافتة إلى أن الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف قدم الدعم المجتمعي بمبادرة إعداد السلة الوقائية والتطوع، مبينة أن جائحة كورونا كوفيد - 19 أثبتت قدرة المجتمع والمرأة على التصدي لأي كارثة أو أزمة بالوطن.

فيما شاركت الدكتورة منال المالكي مشرفة كلية الصحة العامة وطب المناطق الحارة، أستاذ مساعد في قسم المعلوماتية الصحية، جامعة جازان جنوب السعودية، بورقة عمل قدمتها بعنوان "النجمة الخماسية للإجراءات الاحترازية في مجال الصحة العامة"؛ لفتت فيها إلى جهود المملكة العربية السعودية واستجابتها لمجابهة جائحة كورونا كوفيد 19 من خلال أنظمة التقصي الطبية والمعلوماتية وخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته والتقنية والذكاء الصناعي، ودعم الأبحاث الطبية والمبادرات، والسياسات الحكومية لإدارة الأزمة من ناحية اقتصادية لتأمين الموارد الغذائية والدوائية.

وشارك في الجلسة التي أدارها رشيد خير، الخبير والاستشاري بسوق المال بجمهورية مصر العربية، بورقة عمل تناولت المسؤولية القانونية الدولية عن تفشي كوفيد 19 في شلل الاقتصاد العالمي وسوق المال، وتأثيراته على سوق المال وأبرز القطاعات الرابحة والخاسرة في ظل الأزمة الحالية، فيما شاركت الدكتورة حنا عيسى أستاذ القانون الدولي، بورقة عمل حول "تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد في فلسطين". وتناولت منى آدم إسحق مدير عام جمعية شامان، ورقة عمل "الجانحة وباء العالمي"، والناشطة الاجتماعية والسياسية الدكتورة منال بنت علي المالكي، ناقشت النظام الاقتصادي وتأثير الوباء على المجتمعات حسب الفكر الطبقي المتواجد في العالم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org