قمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأريتيري أسياس أفورقي، والقمة الثلاثية بين إريتيريا وإثيوبيا والإمارات يؤكد أن الدبلوماسية السعودية نجحت في اكتساب جمهورية إريتيريا واحتوائها وضمها لصالح الصف العربي ومصالح العرب وعزلها عن الأطماع الإيرانية التي كانت تتوغل في البحر الأحمر عبر جزر دهلك الأريتيرية وميناء عصب الاستراتيجي ..
إريتيريا تتمتع بموقع جيوسياسي مهم جداً للعالم العربي، فهي جزء مؤثر في سواحل البحر الأحمر، وهي على مرمى حجر من السواحل السعودية والسواحل اليمنية، ولها حدود برية مع السودان تمتد لأكثر من 600 كلم، وللتو تم توقيع ترسيم الحدود البحرية بين إريتيريا والسعودية، وهي التي كانت تحتل أرخبيل جزر حنيش اليمنية الاستراتيجية، كما أنها كانت قد وقعت 2008 اتفاقية مع إيران سمحت بموجبها بتواجد إيراني في جزر دهلك، وفي موانئها وسواحلها المقابلة للسواحل العربية مما مثل تهديدًا خطيراً ومحدقاً بالأمن العربي ككل والسعودي بشكل أخص، كما أن إريتيريا كانت في حرب مستمرة لأكثر من20 عاماً مع جارتها الغربية إثيوبيا التي لا تتمتع بأي سواحل.. خطة التعامل السعودي مع إريتيريا نجحت في انتهاج سياسة الانفتاح الحذر المتصاعد والمحفز للمصالح الأريتيرية التي تأكد لها أن السعودية تملك كل مغريات تحفيز ونمو الاقتصاد الأريتيري الذي يحتاج إلى الطاقة السعودية التي ستتواصل تباعًا بأسعار مغرية ومحفزة، كما تحتاج إريتيريا لاستثمارات رجال الأعمال السعوديين... تحسب إريتيريا للسعودية ومعها الإمارات نجاحهما في إنهاء نزاع تاريخي بينها وبين جارتها الكبرى إثيويبا التي انتهت إلى تطبيع العلاقات وفتح السفارات وتسمية السفراء وفتح الحدود والمطارات بينهما وفتح موانئ إريتيريا لإثيوبيا، والعرب بكل تأكيد يهمهم كسب إريتيريا معهم بسبب العلاقات التاريخية ولتأمين الممرات البحرية وفتح المجال الأريتيري لعمليات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن.
ستجد السعودية والإمارات في إريتيريا شريكاً مفيدًا ومؤثرًا وفاعلًا.. كما ستكون تنامي العلاقات تأمينًا لظهر التحالف العربي، وإبعاداً له عن ابتزاز بعض الأشقاء.