أكد المختص في الاستثمار الرياضي تركي الدهام أن استضافة المملكة لكأس العالم سيمثل خطوة كبرى لصناعة السياحة عبر الرياضة وآثاره ستمتد لسنوات طويلة قادمة؛ لأن جمهور كأس العالم القادمين إليها سيرغبون في زيارتها مجدداً وسيتحولون لمندوبي مبيعات للسياحة في السعودية.
وبين في حديثه لقناة "الإخبارية" أن الرياضة صناعة مؤثرة في الناتج المحلي، فاستغلال المدن السياحية مثل أبها من خلال بناء الغرف الفندقية لا يقتصر فقط على استضافة كأس العالم، لكن يكون خطوة من الخطوات الكبرى لصناعة السياحة عبر الرياضة، وأيضاً مدينة نيوم متوقع أن تساهم بـ6% من الناتج المحلي، واليوم هي إحدى المدن الرئيسة في استضافة كأس العالم.
وأضاف أن الأحداث الكبرى مثل كأس العالم والأولمبياد دائماً أثرها يكون مباشراً على اقتصاد الدولة المستضيفة؛ مما يجعل الدول تسعى إليها على الرغم من التكاليف التي تدفعها للمنشآت الرياضية، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يتم بناء 11 ملعباً جديداً في المملكة وقد تكون العوائد غير مباشرة أو غير محسوسة كأرقام مقارنة بما صرفته الدولة.
وقال: هناك تجارب سابقة، فأولمبياد لندن أثرت بما قيمته 35 مليار ريال على الاقتصاد البريطاني، وهذه العوائد غير المباشرة على الاقتصاد وعلى الوظائف تدخل في الاقتصاد وتساهم في الناتج المحلي للدولة، وأيضاً أولمبياد سيدني قبل تقريباً 20 سنة بحسب هيئة السياحة الأسترالية أنه وفرت على الدولة 10 سنوات من الإعلانات.
وأردف: فالاستضافات الرياضية الكبرى أنت لا تستهدف فقط مثلاً 3,000,000 شخص يحضرون كأس العالم لكن هذا الرقم أصبحوا كأنهم مندوبو مبيعات للسياحة بالنسبة للدولة التي زاروها.
وزاد: هذا الأمر تكرر أيضاً في فانكوفر 2010 في دورة الأولمبياد التي أقيمت في كندا حيث تعدى الدخل المباشر من السياحة المليار فقط في فترة البطولة، وامتد الأثر إلى بعد البطولة، فالسياح الذين زاروا المدينة يرغبون في تكرار التجربة، وبالتالي هذا الأثر من السياحة قد يكون غير مباشر وقت كأس العالم لكنه يمتد على مدى سنوات.
ورداً عن سؤال: كيف سينعكس استضافة المملكة للمونديال على استثمار القطاع الخاص في الرياضة، قال "الدهام": إن التخصيص الذي بدأ في بعض الأندية مثل شركة أرامكو في نادي القادسية ترك أثراً إيجابياً على الشركة وعلى اسمها من خلال الرياضة لأن الرياضة دائماً المتابعون لها ليسوا فئة واحدة فالرياضة دائمة تجلب فئات أعمار مختلفة، فئات دخل مختلفة، فئات تعليم مختلفة، تصل بالشركة إلى جميع شرائح المجتمع فبالتالي الرياضة تكون قناة للشركات للوصول إلى فئات مختلفة.
وأشار إلى أن هناك تخوفاً دائماً في البداية لأي استثمار جديد لكن ما تقوم به أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة والشركات التابعة مثل الدرعية هذا يؤثر ويحفز باقي المستثمرين للدخول في المجال الرياضي خاصة ونحن مقبلون على استضافة أحداث رياضية كبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم وكأس آسيا قبلها في 2027 مثل هذه البطولات أثرها ليس رياضياً فقط، وبالتالي عندما ترى الشركات هذا الاهتمام بالرياضة وإقامة بطولات رياضية كبرى وتبدأ ترى الأثر على الشركات المساهمة بشكل مباشر في الرياضة تبدأ تدخل وتستثمر في الرياضة بشكل أكبر وتكون جاذبة للأندية مستقبلاً.
وأردف بأنه: قد يكون أثر كأس العالم لسنوات قبلها وبعدها، يمتد لشركات المقاولات وشركات الفندقة وشركات مثلاً تقنية المعلومات وشركات إيجار السيارات وشركات الطيران يعني عندما يقام كأس العالم في السعودية إن شاء الله سيقام في عدة مدن نحن عندنا ميزة بإذن الله أنها ستكون في دولة واحدة لا يوجد جوازات يعني كأس العالم 2026, 2030 ستقام في ثلاث دول، لكن نحن ستكون أول مرة كأس العالم يقام في دولة واحدة بمشاركة 48 منتخباً، فيكون التنقل أسهل بين المدن بالنسبة للجمهور وبالتالي ستكون العوائد حتى على الشركات المساهمة غير المباشرة.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية قال "الدهام": إن من الطبيعي أن أي دولة تستضيف بطولة كبرى لابد أنها تزيد البنية التحتية سواء من مترو، أو قطارات، وسعة المطارات، وتزيد عدد الرحلات بين المدن، فدائماً البطولات الكبرى تكون بمثابة اختبار عملي للبنية التحتية من مواصلات أو المطار أو الميناء بحضور الجماهير وبأعداد كبيرة.
وأشار "الدهام" إلى أن كأس العالم وإكسبو سيوفران العديد من الوظائف خاصة وأن 70% من سكان المملكة تحت 35 سنة وهناك تجارب ففي لندن 2012 توظف نحو 45,000 وظيفة مباشرة استفادوا منها في البطولات الكبرى الدول الثانية يعني أرسلوهم يشاركون خبراتهم في الدول الثانية ريودي جانيرو 2016 و2014.