حذر استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، الدكتور ضياء الحاج حسين، من إهمال علاج التهاب اللوزتين المتكرر عند الأطفال واستئصالهما، مبينًا أن ذلك قد يمهد إلى إصابة القلب وخاصة صماماته.
وأشار إلى أن التهاب القلب من أهم الأعراض الخطيرة المترافقة مع الحمى الروماتيزمية، وتكون أكثر شيوعاً عند الأطفال الأصغر سناً، فيما يصيب المفاصل قبل توجه الإصابة نحو القلب.
رد فعل مناعي
وأوضح الدكتور "ضياء"، أن الحمى الروماتيزمية هي رد فعل مناعي مؤخر ضد بكتيريا المكورات العقدية، ويمكن الوقاية من ذلك عن طريق التشخيص الفوري لالتهاب الحلق العنقودي وعلاج التهاب الحلق بالعقديات، وتبدأ أعراضها عادة بعد حوالي أسبوع إلى خمسة أسابيع من إصابة الطفل ببكتيريا المكورات السبحية، ومع ذلك فإن كل طفل قد يعاني من أعراض مختلفة، وقد تشمل الأعراض التهاب المفاصل، طفحًا جلديًا ورديًا بحواف غريبة تظهر عادة على جذع الجسم أو الذراعين والساقين، حمى، فقدان الوزن، إعياء، آلام المعدة، تغيير في الحركات العصبية والعضلية للطفل مثل الرُقاص، وهو مشتق من كلمة يونانية choreaيعني الرقص، والرُقاص هو أحد الاضطرابات الحركية الناتجة عن التهاب أجزاء في الدماغ تتحكم في تنسيق الحركات. وهو يصيب ما بين 10-30% من مرضى الحمى الروماتيزمية، ومن بين العلامات المبكرة للمرض صعوبة الكتابة أو صعوبة في ارتداء الملابس أو حتى صعوبة في المشي، وتناول الطعام نتيجة للحركات اللاإرادية، وقد تختفي أثناء النوم أو تتفاقم بسبب الإجهاد أو التعب.
وأضاف أن هذه الحالة تؤثر عند الطلبة على مستواهم الأكاديمي بسبب ضعف التركيز والاختلال وعدم استقرار المزاج وسهولة البكاء، وإذا كان المرض غير حاد، فقد يُظن خطأ بأنه عبارة عن اضطرابات سلوكية، والرقاص قد ينتهي تلقائيًا، رغم الحاجة للعلاج الداعم وللمتابعة.
وأكد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية خاصة إذا كانوا يعانون من عدوى بكتيريا الحلق المتكررة.
التركيب الجزيئي للبكتيريا
وحول مسببات الحمى الروماتيزمية قال الدكتور "ضياء" إن أعراض الحمى الروماتيزمية ليست بسبب البكتيريا نفسها، ولكنها تكون بسبب استجابة الجهاز المناعي لها، حيث إنه ليس من المعروف، لماذا يتوقف الجهاز المناعي عن العمل بشكل مناسب، ووجدت العديد من النظريات والدراسات حول هذا الموضوع، إلا أن واحدة من هذه النظريات أشارت إلى أن التركيب الجزيئي للبكتيريا العقدية مماثل لأنسجة معينة في الجسم، فبالتالي جهاز المناعة لا يقوم بمهاجمة البكتيريا لوحدها بل يهاجم أنسجة الجسم التي تحمل نفس التركيب الجزيئي، فيما تشير نظرية أخرى إلى أن بعض الناس يولدون ببعض الصفات الوراثية التي تجعل نظام المناعة لديهم أكثر عرضة للعطل بعد التهاب الحلق .
أعراض مصاحبة للمرض
ولتجنب هذه المضاعفات قدر الإمكان بين الدكتور "ضياء" أنه لابد من التوجه إلى الطبيب على الفور بمجرد ملاحظة بعض الأعراض التي تتمثل في:
- التهاب أو احتقان الحلق: وهو من الأعراض الأولية التي تظهر مع بداية إصابة الطفل بالميكروب السبحي المسبب الرئيسي لروماتيزم القلب.
- ارتفاع في درجة حرارة الطفل، تستمر لأكثر من 48 ساعة، وبعد مرور 10 أيام أو أسبوعين على التهابات الحلق يظهر عدد من الأعراض الأخرى.
- التهابات في بالمفاصل الكبيرة مثل مفصل الركبة أو الكاحل، أو في أكثر من مفصل.
- ألم شديد واحمرار وتورم في المفاصل.
- يمكن أن ينتقل الالتهاب من مفصل لآخر.
- حركات عضلية لا إرادية.
- الخفقان.
- صعوبة في التنفس.
- التعرق مع أقل مجهود.
- التهابات متكررة في الصدر.
وعن علاج حمى القلب الروماتيزمية أشار الدكتور "ضياء" إلى أنه بينما ظل الأسبرين هو العقار الأساسي للعلاج، فإن حقن البنسلين طويل المفعول، وبانتظام لعدة سنوات هو الدواء الأمثل، وإذا ما تكرر النشاط الروماتيزمي قد يستمر العلاج إلى أن يصل فوق الـ 20 عاماً مع الراحة التامة وتناول المضاد الحيوي المناسب تحت إشراف طبي، وأيضاً العلاج بالكورتيزون لمدة معينة حسب عمر وحالة المريض، وهذا تحت إشراف طبي بغرض الحيلولة دون تأثر القلب بالمرض