- رئيس غامبيا يتوج د.العيسى بوسام "سفير السلام الدولي".. بإقرار "الأمم المتحدة" وموافقتها.
- العيسى يدشّن منشأة السلام الطبية التي ستسهم في تعزيز الرعاية الصحية لشعب غامبيا.
- أمين الرابطة يشيد بتشكيل مجلس علماء إفريقيا ويعلن عن استضافة ملتقاهم السنوي في مكة المكرمة.
- الرئيس الغامبي: مؤتمر علماء المسلمين بإفريقيا حدثٌ تاريخي سيكون له الأثر الكبير في القارة الإفريقية.
- مؤتمر علماء المسلمين بإفريقيا يقارَن في أهميته بقمة الاتحاد الإفريقي.
د. العيسى:
- للعلماء المسلمين أثر مهم وملموس في المجتمعات الإسلامية والإنسانية عمومًا
- تتركز أهمية دور العلماء في عصرنا على دحض دعاوى الغلو والتطرف وإرساء قِيَم الاعتدال.
بحضور فخامة رئيس جمهورية غامبيا أداما بارو، أطلق معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في العاصمة بانغول، أعمال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي لعلماء المسلمين في إفريقيا، الذي جمع للمرة الأولى في تاريخ القارة، كبار المفتين والعلماء ووزراء الشؤون الدينية في الدول الإفريقية، بهدف تنسيق جهودهم المحورية في تعزيز الوئام المجتمعي ومعالجة تحديات الأمن والتنمية؛ لا سيما مواجهة موجات التطرف والعنف والإرهاب من خلال بيانهم الشرعي الذي يدحض دعاوى تلك الأفكار الضالة ويرسي قيم الاعتدال.
وألقى رئيس الجمهورية السيد أداما بارو، كلمةً شكر فيها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ودعا العلماء المسلمين إلى تكثيف الجهود من أجل القيام بدورهم المنتظر.
ثم خاطب الأمين للرابطة حفل المؤتمر، بكلمة نوّه فيها بما للعلماء من أثر مهم وملموس في المجتمعات الإسلامية، بل والإنسانية بعامة؛ فهم بفضل الله الذخيرة الإسلامية المعول عليها في مواجهة عاديات التطرف والعنف والإرهاب، الذي أساء للإسلام كثيرًا، ولا سيما أن هذه العاديات نشطت في عصرنا الحديث أكثر من غيرها؛ حيث اعتقد من لا يعرف حقيقة الإسلام أن مفاهيم تلك الأفكار تمثل حقيقة ديننا، وديننا منها براء، ومن هنا كانت مسؤولية أهل العلم كبيرة.
وأوضح أن دور العلماء في عصرنا يتركز أكثر على دحض دعاوى التطرف والعنف والإرهاب ومن ثم إرساء قيم الاعتدال؛ مشيرًا إلى أن تلك الدعاوى عمدت إلى تلبيس خطر، انطلى مع الأسف على من لا علم عنده؛ وذلك من خلال اجتزاء النصوص الشرعية من جهة، وعدم معرفة طرق الاستدلال من جهة أخرى. فضلًا عن جهلهم، أو تجاهلهم لقواعد الإسلام التي تتكامل بها حلقة الفهم الصحيح لأحكام الشرع الحنيف.
وأكد د.العيسى أن الأمة الإسلامية -بحمد الله- على ثقة بالله جل وعلا من أنها ستتجاوز تحدي تلك الأفكار، وبخاصة وهي ترى علماءها على قدر كبير من النهوض بالمسؤولية الدينية في هذه القضية المهمة؛ بل والمرحلة الحساسة في تاريخ الأمة الإسلامية، ومن ذلك إبراز قيم ديننا للعالمين، وما ينتج عن ذلك من رسم الصورة الذهنية المستحقة عن الإسلام.
وتابع الشيخ د.محمد العيسى قائلًا: لا مخرج لحملة تلك الأفكار من سهام الحق التي تفكك شبهاتهم، وأباطيلهم سوى اللجوء لإثارة العواطف الدينية المجردة عن الوعي؛ وذلك من خلال أطروحاتهم الباطلة التي تدلس وتروّج لذلك ما استطاعت.
ونوه بأن العلماء بما آتاهم الله من فضله، وبما وفقهم إليه من اجتهاد شرعي وعمل جماعي مبارك، على مقدرة تامة لدراسة القضايا الشرعية من جميع الأوجه.
وقال: كم سعدنا في رابطة العالم الإسلامي بمشاركة علماء إفريقيا في صياغة أهم الوثائق الإسلامية في التاريخ المعاصر، وهي "وثيقة مكة المكرمة" التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وبادر بها سمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله.
وأكد أن رابطة العالم الإسلامي، حسنة من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها للعالم الإسلامي.
وقال: كانت سعادتنا مضاعفة باعتماد "وثيقة مكة المكرمة" في تدريب الأئمة في عدد من دول العالم، مشمولًا أيضًا بدول غير إسلامية.
وبيّن الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين أن "وثيقة مكة المكرمة" نالت من الرواج المستحق والتأثير الكبير لدى الجميع من مسلمين وغير مسلمين؛ مما جعلنا على يقين تام بأنها جاءت في وقت مهم وحساس يتطلبها بإلحاح وشغف، موضحةً "بحمد الله" حقيقة ديننا الإسلامي، ومرسّخةً قيم اعتداله ووسطيته، ودعوته لسلام عالمنا، ووئام مجتمعاته الوطنية، متناولةً أهم القضايا المعاصرة بطرح إسلامي مستنير، يكشف رسوخ علماء الأمة الإسلامية، وسعة أفقهم الشرعي، وهذا هو السبب الذي جعل الدول الإسلامية تُقرر بالإجماع اعتماد هذه الوثيقة، ومن ثم الدعوة للاسترشاد بها في المؤسسات الدينية، والتعليمية، والثقافية؛ وذلك في اجتماع وزراء خارجيتها في نيامي عام 2020م.
وختم الشيخ د.محمد العيسى كلمته بالإشادة بعلماء إفريقيا الذين عقدوا العزم على تشكيل "مجلس علماء إفريقيا" تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي؛ انطلاقًا من إيمانهم بالمرجعية الدينية والعلمية المتمثلة في قبلتهم الجامعة في مكة المكرمة؛ ليكون ذلكم المجلس في محضن رابطة العالم الإسلامي رعايةً وخدمةً، وهو ما نصت على مضمونه المادة التاسعة والعشرون من "وثيقة مكة المكرمة". وإن رابطة العالم الإسلامي لتسعد باستضافة دورية لعلماء إفريقيا لعقد ملتقاهم العلمي في رحاب مكة المكرمة.
وشكر الشيخ د.محمد العيسى فخامة رئيس جمهورية غامبيا على هذه الرعاية الكريمة.
وكان الدكتور العيسى قد وصل إلى عاصمة غامبيا بدعوة رسمية من فخامة رئيس الجمهورية؛ حيث كان في استقباله نائب الرئيس، السيد بادارا أجوف، وجمع من المفتين والعلماء من القارة الإفريقية، وعدد من الوزراء.. ثم أقام الرئيس أداما بارو، في القصر الرئاسي بالعاصمة بانجول، حفل استقبال للأمين العام للرابطة، مقدرًا للرابطة جهودها العالمية، واختيارها جمهورية غامبيا لإقامة مؤتمر علماء المسلمين بإفريقيا، الذي وصفه بـ"الحدث التاريخي، الذي سيكون له الأثر الكبير في القارة الإفريقية"، وقال: إنه يضاهي في أهميته اجتماعات قمم الاتحاد الإفريقي.
كما توج -بإقرار "الأمم المتحدة" وموافقتها- الشيخ الدكتور العيسى بوسام "سفير السلام الدولي"؛ تقديرًا لجهوده في تعزيز قيم السلام والتعاون الدولي، في احتفاء دولي كبير استضافته العاصمة بانجول، في سياق منْح الشيخ د.العيسى أعلى أوسمة الجمهورية.
وضمن برنامج الزيارة، الْتقى الدكتور العيسى وزير الخارجية الغامبي السيد د.مامادو تنغارا، مُقدّرًا انعقاد المؤتمر التاريخي "الأول من نوعه" لعلماء إفريقيا، ثم وقّع الجانبان مذكرة تعاون بين رابطة العالم الإسلامي ووزارة الخارجية الغامبية، لتعزيز التعاون في مجالات عدة منها: التعليم والتدريب والبحث العلمي وبرامج ومبادرات التنمية والأمن الفكري والوئام المجتمعي.
وصحب وزير الخارجية الغامبي، الدكتور العيسى في كافة برنامج الزيارة، التي شملت تدشين منشأة السلام الطبية في العاصمة الغامبية بانجول، بحضور السيدة الأولى فاتوماتا باه بارو وعدد من أعضاء الحكومة، وهو أحد المشروعات التنموية لرابطة العالم الإسلامي في القارة الإفريقية. وتحتوي المنشأة على أحدث التجهيزات والكوادر، وستقدم كل الخدمات الطبية، مسهمة بذلك في تعزيز الرعاية الصحية لشعب غامبيا.