بات استخدام الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا وحياة أطفالنا الذين أدمنت أصابع أياديهم على تحريك صفحاته والضغط على تطبيقاته والتفاعل بها، ولكن ما يدق ناقوس الخطر دون أن نعلم هو ما يلجأ له الكثير من الأسر لتسليم الأطفال تلك الشبكات العنكبوتية في غرفهم الخاصة تحت ذريعة مقولة "نرتاح شوي من إزعاجهم"! وننسى بأن هذه العادة قد تجعلهم ضحايا لتسريب بياناتهم الشخصية التي دعت الجهات المختصة لحمايتهم وأطلقت الحملات التوعوية لإنقاذهم من وحوش الإنترنت!
المستشارة الأسرية والتربوية، "نجلاء الحربي" تحدثت لـ"سبق" عن خطورة بقاء الأطفال على شبكات الإنترنت دون رقيب أو حسيب، وقالت: من الظلم لأطفالنا أن نُتيح لهم استخدام الأجهزة الهاتفية دون قيود، ودون مراقبة لما يستعرضونه من تطبيقات ومتصفحات بحجة أنهم لا يتجاوزون الترفيه المحدود في ظل بحثنا عن الهدوء، الأمر الذي قد يجعل ذلك الهدوء على الأطفال يتحوّل لاختراقات من وحوش الإنترنت الذين يتربصون بهم ويستهدفونهم في أماكنهم المفضلة.
وأضافت: بحسب تقرير سابق للمنتدى الدولي للأمن السيبراني، كشف أن هناك مالا يقل عن 72% من الأطفال حول العالم تعرّضوا لتهديد في هذا الفضاء، والمقلق أيضًا هو ما أكدّته دراسة سابقة لمنظمة "اليونيسيف" ذكرت فيها أن ١٥٧ ألف طفل يدخلون يوميًّا للمرة الأولى إلى العالم الرقمي؛ أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية، وقد أصبح هناك طفل بين كل 3 مستخدمين للإنترنت. الأمر الذي يتطلّب ضرورة ارتفاع معدّل الحماية والتوعية وتكاتف المجتمع حول ذلك، وحماية الطفل من مخاطر الاتصال بالإنترنت ورفع مستوى الأطفال سيبرانيًا، وتطوير مهارات الحماية والأمان؛ ما يُسهم في بناء جيل مثقف سيبرانيًا، يقود إلى مجتمع آمن لأطفالنا.
وأتبعت "الحربي": ترك الأطفال أمام تطبيقات ألعاب إلكترونية للتسلية لا يحمي من خطورة اختراقها والوصول لهم، بل أتاحت بعضها مساحات افتراضية للتواصل وتربّص "وحوش الإنترنت" بهم بأسماء مستعارة وبأساليب أطفال لاستدراجهم وطلب بياناتهم الشخصية في غفلة من الوالدين، الأمر الذي قد ينتج عنه السيطرة على الطفل عبر الإنترنت، وإساءة استخدام تلك المعلومات التي قد يفصح عنها، وكذلك الإطلاع على محتويات لا تتناسب مع الطفل وقد تدعوه للعنف والرذيلة.
وقالت المستشارة الأسرية والتربوية في نصائحها عبر "سبق": يجب أن تكون هناك رقابة مشدّدة عليهم، وعدم تركهم أمام الشبكة العنكبوتية في غرف مغلقة، وأن تكون أمام أعين الكبار، وبطرق مقننة وبساعات محددة، وكذلك أهمية وضرورة رفع معدل الوعي لدى الأطفال وإرشادهم بالطرق السليمة للتعامل مع هذه التحديات التي تواجههم وضرورة عدم التعاطي معها وإخبار الوالدين فور حدوثها، بالإضافة لضرورة توفير بدائل نافعة للأطفال مثل تسجيلهم في أندية رياضية واجتماعية وترفيهية خارج المنزل وإبعادهم قدر المستطاع عن التقنية بما ينعكس عليهم بالفائدة.