معلمات احتجزهن السيل يشكون تجاهل "تعليم الليث" تحذيرات الأرصاد

أكدن أن "البركاتي" رفض لقاءهن قائلاً: "هذا الواقع.. والواقع لا يتغير"
معلمات احتجزهن السيل يشكون تجاهل "تعليم الليث" تحذيرات الأرصاد
تم النشر في
محمد الزهراني- سبق- الليث: قالت معلمات يدرّسن في إحدي المدارس النائية التي يعبر طريقها سيول منقولة، إن مدير التربية والتعليم في الليث مرعي البركاتي رفض اليوم الأحد، التجاوب مع شكواهن التي ذكرنها له، حيث أوضحن  بأنهن يعملن في مدارس قطنه للبنات التابعة لقطاع بني يزيد، وأن سيل وادي الليث احتجزهن وعشن ساعات عصيبة وسط الوادي.
وتساءلن عن سبب تجاهل إدارة تعليم الليث، للتحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة اليوم، بأن الليث والقرى المجاورة لها ستشهد اليوم الأحد أمطاراً غزيرة وسحباً رعدية ممطرة من الساعة 30 : 8 إلى الساعة : 00 : 14، حيث صنفت هذا التحذير بـ "المتقدم"، كما طالبت الرئاسة والدفاع المدني بأخذ الحيطة والحذر، وعدم النزول لبطون الأودية.
وذكرت المعلمات (تحتفظ "سبق" بأسمائهن) بأن الوصول لمدارسهن الواقعة في بلدة قطنة، يتطلب عبور وادي الليث، وهو وادٍ دائماً ما يحمل سيولاً قادمة من الليث وسيولاً منقولة من مواقع أخرى.
وأضفن: رغم تحذيرات الدفاع المدني والأرصاد، توجهنا إلى مدارسنا صباح اليوم، وبعد قطع الوادي ودخولنا المدرسة، بدأت تتكون السحب الممطرة، وقمنا بتوزيع الأوراق على الطالبات وانتهى الاختبار، وبدأ المطر يتساقط.
 وتابعت المعلمات اللاتي وصفن ما جرى لهن اليوم بالفيلم السينمائي المرعب: صححنا أوراق الاختبار، وخرجنا مع سائقينا، مسرعات لعبور الوادي قبل اشتداد السيل، حيث كان المطر يهطل بغزارة. وبعد قطع نصف الوادي، اشتد المطر والسيل، وسط خوف وذعر من الموقف.
 وبينّ أن مكانًا مرتفعاً في أحد الجوانب كان لهن الملجأ بعد الله، حيث صعد قائدا المركبتين اللتين تقلهن إليه، وكانت شبكة الهاتف النقال سيئة، وهاتفن مديرة المدرسة التي وجهت زوجها بالذهاب للموقع؛ لنجدة المعلمات المحتجزات. وكشفت المعلمات عن اتصالهن بالدفاع المدني الذي قال إن مسألة تحريرهن من الوادي، صعبة، ولا يمكن لآلياتهم الدخول إلى منتصف الوادي إلا بعد، تراجع حدة السيل.
وأردفن: إبان انتظارنا لزوج المديرة تواجد عدد من أصحاب مركبات الدفع الرباعي في الموقع، واشترطوا دفع 100 ريال عن كل معلمة لنقلنا من الوادي عبر طريق آخر خطر ووعر لكن لا يمر به السيل. 
وأكدن أن زوج المديرة مشكوراً تصدى لمهمة نقلهن إلى موقع آمن، حيث نجح في إيصالهن إلى الضفة الأخرى، عبر الطريق الآخر الخطر والوعر، وعند توجهه لأقرب محطة لإيداع المعلمات في الغرف الواقعة بها، تعرضت إحداهن لضيق في التنفس وإغماء، ليزداد التوتر وتتعالى أصوات الصراخ، وطلبن من زوج المديرة إيصالهن لمحطة ريدان الشهيرة، التي  تضم استراحة المعلمات.
وتابعن بأن إحداهن هاتفت مدير التعليم مرعي البركاتي، ولم يرد، وعاد واتصل بهن، وطلبن مقابلته باستراحة المعلمات، لشرح ما تعرضن ويتعرضن له يومياً، إلا أنه رفض، وقال لهن "إن كانت لديكن شكوى.. على التليفون". وذكرن له ما تعرضن له اليوم، إلا أنه رد قائلاً: "هذا الواقع.. والواقع لا يتغير".
 
وطالبت المعلمات، وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، وضع حد  للمعاناة اليومية التي يتكبدنها للوصول إلى مدارسهن، من خلال عبور هذا الوادي الذي لا يمكن التنبؤ بسيلانه، حيث دائماً ينقل سيولاً منقولة. وتساءلن عن سبب عدم نقل المدرسة على الطريق العام، ولماذا يصرون على وجودها في موقعها الحالي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org