كشف نائب رئيس شركة أريكسون لقطاع الشبكات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا "شفيق الطرابلسي"، عن أن المعدل العالمي في انبعاثات CO2 بسبب استهلاك الطاقة، يجب أن يكون "صفرًا" في عام 2040م، وهذا ما تسعى إليه شركة إريكسون، التي استطاعت -بفخرٍ- تخفيض استهلاكها لـ36%.
وقال في حديثه لـ"سبق" عن أن الجيل الخامس والاستدامة مترابطة مع بعضها، والسبب أنه سابقًا كان كل جيل جديد يظهر لم تكن الاستدامة من أولوياته؛ لكن الآن ومع الجيل الخامس اختلف الوضع وأصبحت الاستدامة من أهم الأولويات، ونحن في شركة "إريكسون" أصبحنا نضع أبحاثنا التطويرية على تقنيات الجيل الخامس كي يكون موضوع الاستدامة هو الأولوية.
وقال: كيف عملنا هذا الشيء أو كيف كنا نؤكد هذا الأمر؟ ففي كل جيل جديد تكون الطاقة المستخدمة فيه أعلى من الجيل السابق (مثال: الطاقة المستخدمة في الجيل الثالث كانت أعلى من الطاقة المستخدمة في الجيل الثاني، وهكذا مع الجيل الرابع والخامس).
وأضاف: عندما أحضرنا الجيل الخامس ومع كل التقدم الكبير في الأجهزة المستخدمة فيه؛ فقد استطعنا تخفيض استهلاك الطاقة بمعدل 36%، ولأول مرة استطعنا عمل هذا الشيء ونحن فخورون به.
ومع الخدمات التي تُقدَّم في المملكة مع شركائنا المميزين مثل شركة الـSTC -وهذا ليس فقط- فقد عملنا على الشبكة تجربة برمجية تجعل من استخدام الطاقة في الشبكة أقل، وهذه أول تجربة تقوم بها إريكسون مع شريكها؛ ولهذا نؤكد أن الاستدامة أولوية في عملنا.
وأردف: هناك اتفاقيات عالمية مثل "اتفاقية باريس" التي نهتم بها كثيرًا، وبسبب تلك الاتفاقيات وضعت شركة أريكسون هدفًا لها "صفر استخدام طاقة"، وهذا ما سنعمل على تحقيقه؛ فكل انبعاثات CO2 الذي نحن مسؤولون عنه، يكون غالبيته بسبب استهلاك الطاقة في الشبكات؛ فنحن ندرك في أريكسون أنه في عام 2040 يجب أن يكون معدل تلك الانبعاثات عالميًّا صفرًا.
وحول الاستفادة الكاملة من تقنيات الجيل الخامس أكد "شفيق الطرابلسي" أن الجيل الخامس لم يستهلك بشكل كافٍ في قطاعات الاقتصاد المختلفة؛ لأن إمكانيات الجيل الخامس يمكن أن تقدم أكثر من الموجود حاليًا، فنحن حاليًا لا نستخدم الجيل الخامس إلا في الاتصالات فقط أو في الأجهزة الثابتة في المنازل وغيرها، ولا يزال الاستعمال في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة قليلًا جدًّا، على الرغم من أن هناك فرصًا كبيرة جدًّا في استعمال تقنيات الجيل الخامس، فلا بد أن يعمل على تطور الشركة وجودتها وحل مشكلها، ولدينا أمثلة على الكثير لدى شركائنا هنا الذين نعمل معهم.
وعلل "الطرابلسي" سبب عدم استخدامها بالشكل الكافي، بأن القطاعات الاقتصادية كقطاع النفط وقطاع الصناعة لم تتعرف على الجيل الخامس بشكل كافٍ، ولم يعتقدوا بأن الجيل الخامس يستطيع أن يحل لهم الكثير من المشاكل في أداء العمل؛ "فنحن في أريكسون لدينا تجربة نفّذناها في أحد المصانع في ولاية تكساس بأمريكا، تمثلت في استعمالنا للجيل الخامس، عن طريق عمل اتصال للروبوتات العاملة في المصنع، فأصبحت لدينا جودة أعلى وإنتاجية أكثر والاستهلاك للموارد والطاقة أقل بكثير، لدرجة أن المصنع أصبح يعمل حتى دون أضواء".
ومن جانب آخر فقد عبّر عن فخره واعتزازه بمشاركة إريكسون في مؤتمر ليب 23 كأحد الرعاة الرئيسيين؛ حيث قال: إننا في أريكسون نعتبر شركاء للمملكة في مجال التحول الرقمي، ففي عام 1977م كانت المملكة أول عميل لنا لأول جهاز سنترال ديجيتال أنتجته أريكسون، ومنذ ذلك الوقت كانت المملكة في مقدمة عملائنا، فوجودنا عاصَرَ التقدم التقني الكبير في المملكة منذ عشرات الأعوام، ولهذا نحن نحرص على وجودنا بشكل كبير.
الجدير بالذكر أن تقريرًا أصدرته شركة أريكسون في شهر نوفمبر 2022م، كشف أن اشتراكات الجيل الخامس على مستوى العالم في دول مجلس التعاون الخليجي، ستنمو بشكل مطرد بمتوسط معدل سنوي يبلغ 30%، من 15 إلى 71 مليونًا بحلول نهاية عام 2028؛ وهو ما يمثل 86% من إجمالي الاتصالات في ذلك الوقت.
وتمثل الاشتراكات في شبكة الجيل الرابع، حاليًا، 72% من إجمالي اشتراكات الهاتف المحمول في دول مجلس التعاون الخليجي؛ فيما تستحوذ الاشتراكات بشبكة الجيل الخامس على 20% من إجمالي الاشتراكات. ومع التزايد المتوقع لاشتراكات الجيل الخامس، من المتوقع أن تنخفض اشتراكات شبكة الجيل الرابع من 55 مليونًا في عام 2022 إلى 8 ملايين في عام 2028. وستتضاعف حركة البيانات الشهرية لكل هاتف ذكي في دول مجلس التعاون الخليجي تقريبًا من 25 جيجابايت شهريًّا في عام 2022 إلى حوالى 53 جيجابايت شهريًّا في عام 2028.
ويسلط التقرير كذلك الضوء أيضًا على أهمية تقليل التأثير البيئي؛ إذ يلعب قطاع الاتصالات دورًا مهمًّا في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية، سواء من خلال تقليل انبعاثاته، أو من خلال ما يتمتع به من إمكانيات لتقليل الانبعاثات الكربونية في صناعات وقطاعات أخرى.. ولتقليل التأثير البيئي، ينبغي إدارة حركة البيانات المتزايدة من خلال تحديث الشبكة الذكية، بالتوازي مع نهج متوازن لأداء الشبكة.