يعدّ زيت الزيتون الذي تجود به خيرات منطقة تبوك من أجود أنواع الزيوت الطبيعية التي تمدّ به 6 معاصر لزيت الزيتون بالمنطقة الأسواق في هذه الفترة من كل عام، ضمن مختلف المحاصيل والأصناف الزراعية الأخرى التي تشتهر المنطقة بإنتاجها، في مختلف المواسم.
وتسهم طبيعة منطقة تبوك الجغرافية وخصوبة أراضيها وموقعها القريب من مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط في إنتاج الزيت من مختلف الأنواع.
وتضم المنطقة ما يزيد على مليون و300 ألف شجرة زيتون تنتج 65 ألف طن من الزيتون، وأكثر من 8450 طناً من الزيت، ومن زيتون المائدة 1200 طن، من أصناف: الأربوكينا والأربوسانا والنيبالي والصوراني.
وتعد الزراعة بعمومها أحد أهم الروافد الاقتصادية بالمملكة، حيث انتقلت من الاكتفاء إلى التصدير، بعد أن أولتها الدولة -أيدها الله- جل عنايتها، من خلال دعمها المشروعات الزراعية والمزارعين بتقديم القروض الزراعية الميسرة، وتأمين الآليات الزراعية، والمكائن ومضخات الري، ومختلف المعدات الخاصة بالمجال الزراعي.
ويحفز فرع وزارة البيئة والزراعة والمياه بالمنطقة المزارعين على الرقي بالزراعة من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة وتقديم الاستشارات لهم من قِبل المختصين، للحصول على أفضل انتاج، إضافة إلى حرصه على تنظيم مختلف المهرجانات الموسمية للمحاصيل الزراعية بمختلف مدن ومحافظات ومراكز المنطقة بالتزامن مع موسم كل حصاد، ومنها مهرجان الزيتون الذي يعد نافذة تسويقية تسهل على المزارعين بيع منتجاتهم من الزيتون ومشتقاته، كغيره من الفعاليات التي تقام تباعاً بالمنطقة.
وعن مراحل عصر زيت الزيتون تحدث لوكالة الأنباء السعودية نايف المزيد؛ قائلاً: إنه يمر عبر 8 مراحل الأولى عملية تنظيف وإزالة الأوراق من على ثمار الزيتون التي علقت بها أثناء عمليات الحصاد وتكون الإزالة إما يدوياً أو عن طريق آلة الشفط التي تتوفر بالمعاصر الحديثة تلي ذلك عملية غسل الثمار بغرض إزالة الشوائب، والثانية عملية طحن الثمار بغرض تكوين عجينة يستخلص منها الزيت، وفي المرحلة الثالثة عملية العجن وبها يتم تحريك الخليط المطحون لفصل الزيت واستخلاصه من الخليط، ومنها إلى العصر في المرحلة الرابعة التي يتم فيها فرز المواد الصلبة عن السوائل.
وذكر أنه في المرحلة الخامسة يتم فرز وفصل الزيت عن الماء المختلط به، تليها المرحلة السادسة التي يطلق عليها الفرز وتتلخص في تعبئة الزيت وتخزينه في خزانات غير قابلة للصدأ لمدة تصل إلى أربعة أيام، وفي المرحلة السابعة تتم عملية الفلترة وهي تصفية وتنقية الزيت بغرض التأكّد من خلوه من أي رواسب أو مواد صلبة صغيرة عالقة، ولضمان إكساب الزيت المظهر النقي الشفاف، ومن ثم تعبئته وتغليفه كمرحلة ثامنة وأخيرة.
وأوضح المزيد؛ أن زيت الزيتون يعتبر معصوراً على البارد عندما لا تزيد درجة حرارته أثناء عملية الاستخلاص على 27 درجة مئوية، حيث يتم الاحتفاظ بدرجات الحرارة منخفضة للحفاظ على الرائحة والنكهة الطبيعية للزيتون والحفاظ على القيمة الغذائية للمنتج النهائي.
وأفاد بأن كل 100 كيلو من الزيتون تنتج ما بين 10 إلى 20 كيلو مع الأخذ بعين الاعتبار عدداً من العوامل، ومنها نوع الأشجار وحالتها والتربة والماء في حالة هطول الأمطار.
بدوره وصف المزارع الدكتور رفعت الشاذلي؛ شجرة الزيتون بأنها من الأشجار المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وكونها من الأشجار المعمرة ومحدودة التكاليف، لقلة تسميدها وتقليمها ولتحملها الظروف المناخية، ونظراً لمردودها الاقتصادي المجدي، فقد حرص المزارعون بالمنطقة على التوجه نحو الاستثمار بزراعتها، لافتاً النظر إلى أن لزراعتها فوائد جمة أخرى غير الزيت والزيتون ومشتقاته، بدءاً من استخدامها كأحزمة خضراء حول المزارع، إلى الاستفادة من مخلفاتها في الحطب والفحم للتدفئة بالمواقد.
فيما أوضحت أخصائية التغذية بالمنطقة هديل النفيعي؛ في حديثها لـ "واس"، أن زيت الزيتون يعد خياراً صحياً مثالياً لاحتوائه على مركبات الفينول، المضادة للأكسدة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي، مبينة دوره في التخفيف من آلام المفاصل التهاباتها والتقليل من نسبة الكوليسترول الضار، وإسهامه في الحفاظ على الوزن والصحة العامة للجسم، إضافة إلى أنه يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
وأشارت النفيعي؛ إلى أن تناول زيت الزيتون يساعد على عملية الهضم وراحة القولون، كما أن له فوائد عديدة على البشرة والشعر والحماية من تساقطه ومحاربة الشيخوخة، داعية الجميع إلى الحرص على تناول زيت الزيتون، وجعله من ضمن الوجبات اليومية، متمنية للجميع حياة صحية آمنة.