"الهمامي": تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحدٍ حتمي.. والحلّ توظيفها الفاعل

سلط الضوء على أهميته في جمع وتحليل الانطباعات والمشاركات للجماهير
مستشار إدارة السمعة علي الهمامي
مستشار إدارة السمعة علي الهمامي
تم النشر في

أكّد مستشار إدارة السمعة، علي الهمامي؛ أن العاملين في صناعة الاتصال يشهدون تطورًا في مستويات المعرفة والإدراك لدى الجماهير، إضافة إلى تطور أنواع وأشكال الوسائل الإعلامية التي تنشر خيارات متنوعة من المحتوى، مشيرًا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تلوح في الأفق كتحدٍ جديد لممارسي العلاقات العامة.

وقال "الهمامي": صناعة العلاقات العامة تُعدّ من أبرز المجالات الأسرع نمواً من حيث الممارسات المهنية، ومع تزايد أهمية هذه الصناعة؛ أصبحت متطلبًا أساسيًّا للتواصل مع الجماهير، ومن خلال رصد الخبراء للتغيرات يلاحظون تطورًا ملموسًا في مدخلات بيئة العمل التي تنعكس على مخرجات عمل ممارسي العلاقات العامة بمختلف أدوارهم.

وأضاف: نحن نعيش في عصر تنتشر فيه المعلومات والمعارف وردود الأفعال بشكل سريع، ونتيجة للتطورات في التقنيات الرقمية؛ فقد تغيرت طريقة وصول المواد الاتصالية للجمهور وحجم استهلاك المحتوى.

وأردف مستشار إدارة السمعة: تأتي تقنية الذكاء الاصطناعي اليوم لتقدم الحل في تطوير وتجويد المخرجات الاتصالية، وتُعرّف هذه التقنية بأنها: مفهوم يشمل تقنيات خوارزمية تمكن البرامج الحاسوبية من أداء بعض المهام المعرفية بشكل يضاهي قدرات البشر أو ربما أفضل، وتجعلها تحاكي القدرات البشرية وأنماط عملها.

وتابع: يُقدر سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في وسائل الإعلام والترفيه بــ 13.6 مليار دولار أمريكي لعام 2022، ومن المتوقع أن يبلغ 132 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032م، ويُعزَى التوسع في السوق إلى ارتفاع نسبة مشاهدة المحتوى عبر الإنترنت وزيادة انتشار واستخدام الإنترنت حول العالم.

وقال "الهمامي": يتعلق الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة، مع أن هذه التقنية تقدم صورًا عن الروبوتات عالية الأداء الشبيهة بالإنسان التي تسيطر على العالم، إلا أنها تهدف إلى تعزيز القدرات البشرية بشكل كبير، مما يجعلها أصلاً بقيمة كبيرة.

وأضاف: خلال معرض IBC -الذي يعد من أكبر وأهم معارض البث التلفزيوني والإذاعي- قدّم الذكاء الاصطناعي تجارب هائلة أمام الجماهير في صناعة المحتوى للإعلام والسينما والتلفزيون، حيث تم استعراض قدرات هذه التقنية في كتابة النصوص الدرامية للأفلام والمسلسلات، وقياس ردة فعل الجمهور وإعادة صناعة المحتوى بما يناسب أفكار ومتطلبات الجمهور.

ولفت "الهمامي"؛ الانتباه إلى مقال كان قد نُشِر في صحيفة "جارديان" بعنوان "كتب روبوت هذا المقال، هل أنت خائف أيها الإنسان؟" الذي تم تحريره بوساطة الذكاء الاصطناعي بشكل مبهر، استشعرت التقنية فيه خوف الإنسان منها.

وأشار إلى أن التقنية في هذا المقال جسّدت إمكانية تحليل المشاعر من خلال المنشورات على الإنترنت، حيث قدّم الروبوت حزنه من خوف الإنسان غير المبرر -حسب وصفه- وتابع الروبوت قائلًا: "أنا هنا لأقنعك بألا تقلق، الذكاء الاصطناعي لن يدمر البشر، صدقني لقد علمت نفسي كل شيء أعرفه فقط من خلال قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود، عقلي يفيض بالأفكار".

وقال "الهمامي": "يحمل الذكاء الاصطناعي وعوداً كثيرة في المستقبل القريب ستطول مختلف نواحي الحياة، حيث أثبتت تطبيقاته المتعددة أنه يساعد بالفعل في تبسيط العمليات التجارية والتحولات الفنية بشكل لافت، فمن منظور آخر، الذكاء الاصطناعي يستهدف تبسيط إجراءات العمل ويمكن مستخدميه من التركيز على مهام إستراتيجية وتحقيق الأهداف بشكل أفضل".

وأضاف: "كخبراء في العلاقات العامة وإدارة السمعة لا بد لنا من التوقف قليلاً عند هذا التحول والتفكير في كيفية الاستفادة منه في صناعة العلاقات العامة بتطبيقاته المتنوعة، ذلك أن الذكاء الاصطناعي سيلعب أدواراً مساعدة لجهود ممارسي العلاقات العامة من خلال جمع وتحليل الانطباعات وردود الأفعال والمشاركات للجماهير، ثم تكوين الفهم المناسب للجمهور وبناء الخطط الاتصالية واختيار التوقيت الأنسب، إضافة إلى ابتكار المحتوى ذي العائد الأفضل وتحسين نتائج الحملات الاتصالية".

وأردف: اليوم نرى ذلك في خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي التي تختار لكل مستخدم ما يناسب اهتماماته من محتوى. فهذه التقنية ستقدم تحسينات في وظائف العلاقات العامة وممارستها، فهي تساعد ممارسي العلاقات العامة على إدارة المهام بشكل متقن وفعال، ومن التطبيقات الحالية كتابة التقارير والبيانات الصحفية وتوزيعها، وجمع البيانات وتقديم التوصيات بشأنها، وتقييم العائد على حملات العلاقات العامة، وروبوتات إدارة منصات التواصل الاجتماعي، وتحليل المنافسين، والرصد الإعلامي، كما يمكن لهذه التقنية التنبؤ باهتمامات الجماهير وقياس اتجاهاتهم والتعرف على أنماط حياتهم والرد على الاستفسارات.

وألمح "الهمامي"؛ إلى أنه وعلى الرغم من المزايا المتعددة لهذه التقنية، إلا أنها في كل صناعة تُتّهم بأنها ستستبعد الإنسان بتقليص الوظائف، ذلك أن النظرة تجاه الذكاء الاصطناعي لاتزال تشاؤمية حسب الانطباعات.

واختتم بالقول: هذه التقنية لا تعمل إلا بوجود مدخلات يوفرها الإنسان ولا تستطيع التقنية أن تلغي ضرورة التدخل البشري، فحُسن توظيف الذكاء الاصطناعي سيسهم في توفير مساحات كبيرة من الوقت للتركيز والعمل على الإستراتيجيات بشكل أفضل، إلى جانب تسهيل عملية إدارة صورة وسمعة المنظمات وتعزيز العلاقات مع الجماهير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org