يستمر أكثر من 5 ساعات.. الفلكيون يرصدون عبور "عطارد" أمام "الشمس"

في حدثٍ لن يتكرر إلا بعد 13 عاماً
يستمر أكثر من 5 ساعات.. الفلكيون يرصدون عبور "عطارد" أمام "الشمس"
تم النشر في

بدأت أجهزة الرصد وكاميرات المراقبة الخاصة بالفلكيين متابعة وترقب الحدث الفلكي النادر، والذي يمكن مشاهدته من وسط العالم وغربه، وذلك بعبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس اليوم، وتسمى هذه الظاهرة فلكياً بالعبور، في حين أكد الفلكيون أنه لا يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بالعين المجردة، إلا أنه يمكن مشاهدتها بالتلسكوبات الصغيرة، ولكن من الضروري جداً استخدام مرشح شمسي خاص؛ لأن النظر مباشرةً نحو الشمس قد يؤدى إلى فقدان النظر الدائم.

وأوضح مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، لـ"سبق"، أن العبور سيبدأ الساعة 12:35 صباحاً بتوقيت غرينتش، وسيصل إلى الذروة الساعة 03:20 عصراً بتوقيت غرينتش، وسينتهي الساعة 06:04 مساءً بتوقيت غرينتش؛ لتكون مدة العبور خمس ساعات ونصفاً، مشيراً إلى أن كوكب عطارد عبارة عن قرص وليس نقطة، فإن قرص كوكب عطارد في هذا العبور يحتاج إلى دقيقة و41 ثانية ليدخل أو يخرج من الشمس كاملاً.

وأضاف: لا يحدث العبور إلا لكوكبَي الزهرة وعطارد فقط، ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس، وعندها يبدو الكوكب كقرص أسود صغير أمام قرص الشمس.

وتابع: في حين أنه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة، فإن عبور كوكب عطارد لا يمكن رؤيته إلا باستخدام الأجهزة الفلكية، ناصحاً الراغبين في رؤية الحدث بالمشاركة في أحد الأرصاد العامة التي تقيمها الجمعيات الفلكية للجمهور في الأماكن العامة.

وبيّن الفلكي "عودة" أن العبور وبشكلٍ تقريبي يبدأ وينتهي في مختلف دول العالم في الوقت نفسه، ففروق التوقيت في هذا الحدث بين الدول العربية لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، وستكون موريتانيا الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها مشاهدة العبور كاملاً، حيث ستغيب الشمس في باقي الدول العربية قبل انتهاء العبور؛ بل ستغيب الشمس في جميع الدول العربية في آسيا، إضافة إلى مصر والسودان قبل وصول العبور إلى ذروته، وعليه فإن الدول العربية الواقعة في الغرب هي الأفضل لرصد هذه الظاهرة الفلكية النادرة.

ولفت إلى أن آخر عبور لكوكب عطارد كان يوم 9 مايو 2016 وسيكون المقبل -بمشيئة الله- يوم 13 نوفمبر 2032، وبشكلٍ عام يحدث عبور عطارد 13 مرة في القرن.

وبدأ مركز الفلك الدولي في تنظيم رصد عام للحدث من مدينة أبوظبي من منطقة الكاسر بالقرب من مركز المارينا، وذلك ابتداءً من الساعة الرابعة عصراً حتى غروب الشمس، والدعوة عامة، وسيقوم المركز -بمشيئة الله- بنقل الحدث على قناته على "يوتيوب" على العنوان: https://youtu.be/ZNsOOFm1A6E وتم التواصل مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لنقل الحدث مباشرةً على قناة الوكالة.

وشكّل الحدث الفلكي المتمثل في عبور عطارد أمام قرص الشمس الذي اقترب ظهوره اليوم، اهتماماً بالغاً، عبر الدراسات والبحوث والاكتشافات من قِبل الفلكيين السعوديين، الذين يمثلون جمعيات متخصصة.

وأوضحت جمعية "آفاق" لعلوم الفضاء بالطائف، أن معظم مناطق العالم بما فيها "العربي" و"الإسلامي" على موعد لمشاهدة أبرز الأحداث الفلكية لشهر نوفمبر لهذا العام 2019.

وحدّد رئيس جمعية آفاق لعلوم الفضاء الدكتور شرف السفياني موعد الظاهرة الفلكية النادرة، التي لا تتكرر إلا 14 مرة خلال القرن الواحد، يصطف كوكب الأرض مع كوكب عطارد والشمس على استقامة واحدة، اليوم الاثنين؛ وهو ما يجعلنا نشاهد عطارد كبقعة سوداء تمرّ أمام الشمس.

ولفت الفلكي "السفياني" إلى أنه تم رصد أول عبور لكوكب عطارد من أمام قرص الشمس عام 1631م، من قبل العالم كبلر، ومن خلال مراقبة مرات العبور تبيّن أنه يحدث بالتبادل بين شهرَي مايو ونوفمبر، فعندما يكون الكوكب في الأوج "أبعد مسافة من الشمس" يحدث العبور في شهر مايو، وعندما يكون الكوكب في الحضيض "أقرب مسافة من الشمس" تحدث الظاهرة في شهر نوفمبر، كما هو الحال في هذا العام.

وأكّد رئيس مجلس جمعية كوكب آفاق لعلوم الفضاء أن عطارد هو أقرب الكواكب للشمس وأصغر حجماً من الأرض، ويدور حول الشمس في 88 يوماً، ويدور حول محوره من الغرب إلى الشرق مثل الأرض في 59 يوماً تقريباً أي أنه بطيء الدوران حول نفسه، ومثله مثل جميع الكواكب توجد له عقدتان: هابطة في شهر مايو، وصاعدة في شهر نوفمبر.

وأشار إلى أن الحدث يبدأ -بإذن الله- عند الساعة 15:34:43 بتوقيت مكة المكرّمة ويستمر 5 ساعات و28 دقيقة و47 ثانية، وينتهي على مستوى الكرة الأرضية عند الساعة 21:04:54 بتوقيت مكة المكرّمة، أما في السعودية فسوف تغرب الشمس والحدث لا يزال مستمراً، وقال: "مما يستفيده العلماء من ظاهرة عبور الكواكب، قياس المسافة بين الأرض والشمس بطريقة سهلة تعرف بـ "اختلاف المنظور".

أكّد الفلكي "السفياني" أن الراصدين يحتاجون إلى تلسكوبات مزودة بفلاتر شمسية؛ نظراً لخطورة النظر إلى الشمس مباشرةً، كما أن الحدث لن يكون مشاهداً بالعين المجردة، ويحتاج إلى مناظير أو تلسكوبات صغيرة.

ودعت جمعية "آفاق" لعلوم الفضاء بالطائف، جميع المهتمين والهواة -رجالاً ونساءً- إلى حضور الرصد الميداني لهذا الحدث الفريد من فندق أوالف إنترناشيونال (برج مشروع قلب الطائف) من خلال إطلالته الرائعة بالدور 30، ابتداءً من الساعة 3 عصراً اليوم حتى غروب الشمس.

وستقوم الجمعية بتوفير التلسكوبات والمناظير المزوّدة بفلاتر شمسية، لإتاحة الفرصة أمام الحضور لمشاهدة الحدث، كما يمكن متابعة البث المباشر والتسجيل لحضور الحدث من خلال الحساب الرسمي للجمعية على "تويتر" @hsss_sa.

وأوضح الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء عضو فريق سديم الفلكي ملهم بن محمد هندي، أن ظاهرة (عبور عطارد) تحدث أمام الشمس للمرة الرابعة خلال هذا القرن، ويستغرق عطارد مدة 5 ساعات و28 دقيقة ليعبر كامل قرص الشمس.

وقال "هندي": بسبب حدوث الظاهرة في آخر النهار بتوقيت السعودية وأغلب الدول العربية فسنشاهد من منطقتنا المراحل الأولى من العبور حتى غروب الشمس، المقدرة بحدود ساعتين من بداية الحدث. وكلما اتجهنا غرباً زادت فرصة رؤية مدة أكبر من العبور؛ فيرى سكان المغرب وموريتانيا كامل مراحل العبور.

وأشار إلى أن أفضل دول العالم لرصد الظاهرة في قارة أمريكا الجنوبية. ويمكن رؤية الظاهرة مع غروب الشمس من وسط وغرب آسيا وإفريقيا وأوروبا، بينما في أمريكا وكندا يشاهدون الظاهرة مع شروق الشمس.

وبيّن أنه بسبب صِغَر حجم كوكب عطارد وبعده لا يمكن رؤية الظاهرة بالعين المجردة؛ وتحتاج لتلسكوبات أو مناظير لرصدها بشرط وجود فلاتر شمسية لها لحماية العين من الضرر. ويفضل رصدها مع شخص خبير بالرصد.

وذكر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك أن آخر مرة رصدت فيه هذه الظاهرة في مايو عام 2016م، ولن تتكرر قبل نوفمبر 2032م؛ إذ تحدث ظاهرة عبور عطارد دائماً بين شهرَي مايو وعطارد في سلسلة حسابية؛ فتحدث بين 7 و13 سنة لشهر نوفمبر، و13 و33 سنة لشهر مايو. مشيراً إلى أن ظاهرة العبور لا تحدث بالنسبة للأرض إلا لكوكبَي عطارد والزهرة؛ لأن مداراتهما أقرب منا للشمس؛ لذلك نتمكن من رصدها أثناء مرورهما أمام الشمس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org