سلّط برنامج "النقطة العمياء"، الذي يقدمه الزميل الإعلامي صلاح الغيدان، عبر القناة السعودية الأولى ومنصة شاهد في حلقته الماضية، الضوء على موضوع "النفقة" بين الرجل والمرأة، مستعرضًا صميم المشكلة، واضعًا يده على جرح الموضوع الشائك؛ ما جعل وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل الكثير مما دار في الحلقة بعين الرصد والتحليل والنقاش، وهو ما يسجل للبرنامج نجاحه في اختيار ما يلمس المجتمع وقضاياه وشؤونه.
بدأ الغيدان" الحلقة بمقدمة لفتت الانتباه وشخصت واقع الحالة، وقدم إحصائيات صادمة، معرفًا بمحور البرنامج، موضحًا أن على عاتق برنامجه التشخيص والاستبصار، وللمشاهد الرأي والقرار، مستضيفًا المحامي نايف المرشدي الذي جلا النقط العمياء للمشاهدين في موضوع النفقة، ومقدمًا إرشادًا مهمًا وأرقامًا مهمة منها إنجاز وزارة العدل 350 ألف قضية نفقة خلال العام الماضي 2022م.
ولفت البرنامج إلى أن النفقة لا تجب على المرأة إلا في حالة واحدة، كأن يكون والداها غير مقتدرين ماليًا، حيث تكون هي المنفقة عليهم بمقدار نصيبها من الميراث. كما أن المرأة متى ما كانت زوجة ومقيمة في بيت الزوجية، فنفقتها على زوجها بالمعروف، وللموظفة حقها التام في أن يكون راتبها لها، ونفقة المنزل على زوجها، وأما في حالات النفقة على الأبناء حال انفصال الزوجين فتكون على الأب.
ولأن فكرة البرنامج تلمّس النقاط العمياء وتبصير المشاهد بها، فقد كشفت الحلقة عن حالات ندمٍ في قضايا النفقة، أعتقد أطرافها أنهم يحلّون الخلاف لكنهم طووا حبل المودة إلى غير رجعة.
ودعا "المرشدي" إلى حل الخلافات دون الذهاب للمحاكم؛ لأن القضايا كفيلة بالقضاء على الألفة والاستقرار العائلي، كما بيّنت الحلقة من خلال ضيفها "المرشدي" أن بعض المطلقات يعتقدن أن تقدير النفقة عن طريق المحكمة سيكون أعلى مما يدفعه الزوج بطيب نفس، وهذه نقطة عمياء تنتهي بالندم، كاشفًا عن قضية حقيقية تمثلت في محاولة زوجة أن ترفع مقدار النفقة بحكم قضائي، حيث كان الزوج يصرف 1000 ريال لكل ابن من أبنائه الأربعة، وعند ذهاب القضية للمحكمة تم تقدير النفقة بـ 600 ريال لكل ابن بسبب التزامات الزوج وحصوله على قرض لرغبته في الزواج.
وانتهت الحلقة وبدأت المنصات الإخبارية والمهتمة بالمجتمع بتداول الإحصائيات والقصص التي استعرضها البرنامج، صانعًا حدثًا وسجالاً امتد على مدى الأيام التي أعقبت الحلقة، وهو ما يوضّح أهمية الطرح وجودته، وفكرة البرنامج التي تشير إلى المزالق قبل الوقوع بها، وتترك الرأي للمشاهد دون إملاء أو وصاية.