أكد الرحالة الإماراتي الدكتور خالد السويدي، أن الإصابات التي تعرّض لها خلال رحلته من مدينة أبو ظبي إلى مكة المكرمة، لم تثنِه عن إكمال التحدي الكبير في قطع 2070 كم.
وقال السويدي لـ"سبق": إنه تعرض لإصابتين خلال الرحلة؛ الأولى كانت في منطقة حرض؛ إذ أصيب بتمزُّق في عضلة الكتف وتعامل معها الفريق الطبي، ولله الحمد، ولم تؤثر على رحلته، مضيفًا أن الثانية كانت عبارة عن تعرُّضه لكسر في أصبع القدم الأيسر بعد منطقة الرياض، وقد أكمل الركض وتخطّى الإصابة بقوة الإرادة نحو هدفه.
وقال الرحالة الإماراتي السويدي: إن الهدف من الرحلة الماراثونية وما بذله من جهد وتحمّله للمصاعب التي واجهته، كانت من أجل شهداء عاصفة الحزم، وفي نفس الوقت كان عن تحدٍّ قطعه على نفسه لإثبات قوة التحمل والإرادة لدى الإنسان الخليجي في تحمل المشاقّ وطوي المسافات الطويلة على الأقدام.
وتابع: إن الهدف الآخر في التحدي غير المسبوق الذي خاضه، يمثل رسالة يريد أن يرسلها إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، بأن العلاقات التي تربط بين البلدين هي علاقات قوية ومتينة وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وتقوم على أسس راسخة، مؤكدًا أن هذه العلاقات تسير في طريقها الصحيح، في ظل إيمان قيادتَي البلدين بوحدة المصير والمصالح المشتركة.
وأبان السويدي في سياق حديثه لـ"سبق": أن إجمالي عدد الساعات التي قطع بها المسافة بين مدينتَيْ أبو ظبي ومكة المكرمة، كان زهاء 696 ساعة بمعدل 65 كيلومترًا يوميًّا، في وقت النهار تبدأ من شروق الشمس حتى الغروب.
وأشار الدكتور السويدي إلى أن من ثمرات الرحلة التاريخية: تكوين صداقات مع أبناء المملكة الذين غمروه بالاستقبال الحافل، موضحًا أنه تعرّف على أكثر من 400 مواطن سعودي من كافة المحافظات التي كانت في ثنايا رحلته، وأنه تلقَّى مئات الدعوات من الأهالي على موائد الكرم السعودي.
وأبدى الرحالة الإماراتي إعجابه الشديد بكرم الشعب السعودي المضياف، كما أشاد بشكل خاص بسكان محافظات القويعية والرويضة وظلم؛ حيث تسابق الأهالي في إعداد موائد الكبسة السعودية له.
ولفت الرحالة الإماراتي إلى أنه واجه بعض المشاقّ في الرحلة؛ منها العواصف الرملية لاسيما بعد خروجه من مدينة الرياض، مشيرًا إلى أنه قطع 10 آلاف كيلومتر من خلال تدريبات رياضية يوميًّا، قام بها العام الماضي، استعدادًا لانطلاق الرحلة.
واختتم الرحّالة الإماراتي حديثه بالقول: إن ملامسة الكعبة المشرفة والحجر الأسود، أنسته مشاقّ 29 يومًا من الركض المستمر، وأحدثت شعورًا غير مسبوق في نفسه، وأدخلته روحانية البقاع الطاهرة في المسجد الحرام.