
أكد استشاري جراحة التجميل الدكتور خالد الفرا، أن حالة تثدي الرجال لا تستدعي القلق، مبيناً أنها قد تختفي بعد عمر المراهقة دون اللجوء للعلاج، والحقيقة أن العديد من الحالات لا تحتاج إلى علاج، مبيناً أن عملية التثدي تُعدّ خياراً فعالاً في بعض الحالات، وهي آمنة ومضاعفاتها بسيطة.
وأوضح أنه يُقصد بالتثدي (Gynecomastia) زيادة النسيج الدهني في الأثداء لدى الرجال عن الحد الطبيعي. وتتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من مشكلة التثدي، لكن أهمها زيادة الوزن، واستعمال الستيرويدات البنائية، بالإضافة إلى البلوغ.
وأبان أنه في أغلب حالات التثدي يشفى المصاب وتزول الحالة دون الحاجة لعلاج، ويستثنى من ذلك حالات التثدي الناجمة عن وجود مرض أو مشكلة صحية، مثل: سوء التغذية، أو الإصابة بتشمع الكبد، فمثل هذه الحالات تتطلب العلاج. وفي حال كان التثدي ناجماً عن استخدام دواء معين فإن التوقف عن أخذ الدواء يحل المشكلة.
وأضاف أنه يُلجأ في بداية الأمر إلى الخيارات الدوائية، وفي حال فشلها يلجأ إلى العمليات الجراحية، مع العلم أن العلاج لا يبدأ به من الأساس إلا إذا كانت المشكلة تسبب ألماً ملحوظاً للغاية أو حرجاً شديداً وانزعاجاً للمصاب.
وعن طرق إجراء عملية التثدي، أوضح استشاري جراحة التجميل الدكتور خالد الفرا، أنها تشمل شفط الدهون (Liposuction)، حيث يقوم مبدأ هذه العملية على شفط دهون الثدي بمعنى التخلص من النسيج الدهني في الثدي، ولا تؤثر هذه الجراحة في غدة الثدي نفسها.
وأضاف أن منها استئصال الثدي (Mastectomy)، ويتم في هذه العملية استئصال النسيج الغدي للثدي، وتجرى هذه العملية بعد قيام الطبيب بشقوق أو جروح صغيرة ولا يحتاج المصاب وقتاً طويلاً للتعافي.
وأردف بأن الطبيب المختص يُجري عملية التثدي في حال انطبقت شروط معينة على الشخص الذي يعاني من مشكلة التثدي، ومن ذلك الأشخاص المصابون بالتثدي والذين لم تنجح معهم طرق العلاج الأخرى، والأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات صحية خطيرة أو تلك التي تهدد حياتهم، وكذلك غير مصابين بمشكلات أو أمراض قد تعيق التعافي من عملية التثدي، ويشترط ألا يكون الأفراد مدخنين وألا يكونوا من متعاطي المواد غير المشروعة.
ولفت إلى أنه يجب أن يكون وزن الرجل ضمن الحدود المنطقية إلى حد ما، كما يجب توقف نمو الأثداء وتطورها، بمعنى إنهاء مرحلة البلوغ، ومع ذلك يمكن أن يستفيد المراهقون من عملية التثدي في مرحلتهم العمرية، مع العلم أنهم قد يحتاجون عملية أخرى في المستقبل. كما يجري الطبيب العملية للأفراد المنزعجين للغاية من حجم الأثداء لديهم.
وعن مضاعفات عملية التثدي، أوضح استشاري جراحة التجميل أن عملية التثدي تعد آمنة مقارنة بالجراحات الأخرى، ولكن حدوث المضاعفات أمر ممكن بعد العملية. ومن هذه المضاعفات ما يأتي: تجمع السوائل، وحدوث النزيف وظهور الكدمات، وفقد الجلد الخاص بحلمات الثدي، وظهور الندب، وتنميل في الحلمات.
وأشار بأنه بعد عملية إزالة التثدي يجب أن يشعر المصاب بتحسن فوري في حجمه، وقد يشعر ببعض الألم البسيط نسبياُ، وأغلب المرضى يكتفون بأخذ مسكنات الألم دون وصفة طبية، وقد يشعر بشيء من فقدان الإحساس في المنطقة، ولكن هذه المشكلة تزول في الغالب خلال بضعة أشهر.
أما بالنسبة لقدرة المصابين الذين يجرون عملية التثدي على استعادة أعمالهم؛ فقال الدكتور الفرا إن ذلك يختلف باختلاف طبيعة عمل المصاب، ولكن بشكل عام يتمكن أغلب المصابين من استعادة القدرة على القيام بأعمالهم خلال بضعة أيام.
وأردف الدكتور الفرا بأن تضخُّم الثديَيْن قد يكون مسبِّباً للتوتر ومحرِجاً للرجال، وقد يكون من الصعب إخفاؤه خلال فترة البلوغ، وقد يؤدي التثدِّي الذَّكَري إلى جعل الأولاد هدفاً للتنمر من أقرانهم، وقد يجعل أنشطةً مثل السباحة أو تغيير الملابس في غرفة خلع الملابس بمثابة صدمة نفسية.
ونصح المصابين بالتثدي قائلاً: "مهما كان عمرك، فقد تشعر بأن جسمك قد خانك وقد تشعر بعدم الرضى عن نفسك. إن هذه المشاعر طبيعية، لكنْ لمساعدتك في التغلب على ذلك، يمكنك ما يلي: طلب المَشُورة : يمكن للعلاج بالتحدث أن يساعدك على تجنُّب القلق والاكتئاب الناجم عن التثدِّي الذَّكَري. قد تستفيد أيضاً من التحدث مع أفراد أسرتك حتى يفهموا ما تمر به".
وأردف: "تَواصَلْ مع أحد أفراد عائلتك وأصدقائك : قد تشعر بالحرج حيال التحدث عن التثدِّي الذَّكَري مع الأشخاص الذين تهتم بهم. لكن من المرجح أن يعزِّز شرح موقفك وطلب الدعم من علاقاتك ويقلل من التوتر".
وتابع استشاري جراحة التجميل الدكتور خالد الفرا: "تواصَلْ مع الآخرين الذين يعانون من التثدِّي الذَّكَري: يمكن للتحدَّث مع الرجال الذين لديهم تجربة مماثلة أن يساعدك في التكيُّف".