أكدت المستشارة في الصحة النفسية، الدكتور ريما البراهيمي، أن أوقات التوتر والروتين المتقطع التي أحدثتها حالة الهلع من وباء كورونا لدى المجتمع ستؤثر في مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب والطالبات في حال إجراء الاختبارات، مقدمة مقترحًا بإنهاء الفصل الدراسي، واحتساب درجات الفصل الأول، كأحد الحلول لمساعدة الطلاب الذين تأثروا نفسيًّا بفعل الشائعات التي خلفتها مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في تصريح خاص بـ"سبق"، قالت فيه إنه من الطبيعي أن يعاني الأشخاص من جميع الأعمار علامات الإجهاد، وزيادة في التفكير السلبي والتوهم، ونوبات الهلع بالنسبة للأطفال الصغار، وقد يشمل ذلك زيادة البكاء أو الكوابيس أو نوبات الغضب بفعل المؤثرات النفسية التي تحدث وقت الأزمات. مضيفة بأنه قد يُرى أيضًا أطفال يعودون إلى السلوكيات التي كانوا قد تجاوزوها سابقًا، مثل مص الأصبع، أو التبول اللاإرادي، أو الخوف.
وأشارت الدكتورة ريما البراهيمي إلى أنه بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين فقد تلاحظ تغيرات فسيولوجية، مثل تغيرات في النوم أو الشهية، وانخفاض الطاقة، أو زيادة الأعراض الجسدية، مثل الصداع أو آلام المعدة، إلى جانب التغيرات المعرفية أو الفكرية الشائعة أيضًا، ويمكن أن تشمل النسيان والتشتت، كما قد يصبح بعض الأطفال أو المراهقين أكثر انسحابًا، أو معزولين اجتماعيًّا.
ولفتت إلى أن المخاوف المتزايدة بشأن الصحة والمستقبل شائعة أيضًا، في حين أن كل هذه ردود فعل طبيعية، مشيرة إلى أنه يجب على الآباء ملاحظة سلوك أطفالهم، وملاحظة التغييرات حتى يتمكنوا من دعم التأقلم، وتجاوز هذه الأزمة.
وحذَّرت الدكتور ريما البراهيمي في ختام تصريحها إلى "سبق" من "الاكتئاب الكوروني"، على حد وصفها، الذي سيخلفه فيروس كورونا بعد رحيله نتيجة الضغوطات التي تحملتها الأُسر بفعل الأخبار المغلوطة، والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر لتلقى الأخبار.. داعية إلى بث التفاؤل في نفوس الأبناء، وزرع الأمل، وإشغالهم فيما يفيد ويساعد على رفع معنوياتهم؛ وهو ما سيساعد في تقوية مناعتهم للتصدي للأمراض العضوية والنفسية.