منذ تأسيسها عام ٢٠١١م على يد ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى اليوم وهي تسير بخطى ثابتة مدروسة نحو المستقبل. هي أُم المؤسسات الخيرية بنظرتها الشاملة التي تجاوزت المحلية إلى العالمية في تأثيرها واهتمامها بخدمة الإنسانية جمعاء.
والمتأمل في شعار (مسك) يجد أنه يحيل إلى علامة وهوية بصرية لهذا الصرح؛ إذ توجد علاقة مجازية في المشابهة بين حقيقة المسك، هذا الطيب الذي يُستخرج من ظباء الغزلان، وتُستخلص منه عطور ومنتجات متعددة، وكيان مؤسسة (مسك) الخيرية التي فاحت منجزاتها، وتسربت سمعتها العطرة في ثنايا المجتمع المحلي والعالمي؛ فكان تأثيرها كالمسك في سحره وعبقه.
أدرك الأمير منذ البداية أهمية التعليم والإعلام والثقافة، هذه الثلاثية التي يتشكل من خلالها المجتمع؛ فانطلق عبرها لتحقيق التنمية المنشودة للوطن وأبنائه؛ فكانت رؤية ورسالة (مسك) تتمثل في خلق الفرص، وتوظيف إمكانات أفراد المجتمع، وتمكينهم من التعلم والتطور في شتى المجالات عبر إنشاء حاضنات عالية المستوى، وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة.
ومن أهداف المؤسسة التي وضعها الأمير نصب عينيه، وسعى في تحقيقها، أن تسهم في نشر الثقافة والمعرفة، وتنمية المهارات الإعلامية، ودعم الميول الرياضية، وإنشاء المكتبات ومراكز المعلومات، فضلاً عن تقديم الهبات والمساعدات والإعانات، ودعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرح لها.
ومن أهم مبادرات (مسك) برنامج الزمالة والتدريب الذي يهدف إلى تأهيل الشباب السعودي، وتنمية مهاراته القيادية؛ للمساهمة في بناء مستقبل الوطن المشرق من خلال التعاون مع أفضل الجامعات العالمية. استفاد منه قرابة ٨٠٠٠ شخص خلال ٢٠١٨م. يُضاف إلى ذلك إشرافها على العديد من الفعاليات، وعقدها لقاءات للشباب؛ وذلك لتبادل الأفكار، ومشاركة خبرتهم مع الملهمين من جميع أنحاء العالم لصناعة حلقات من التواصل الفعّال. إضافة إلى اهتمامها بالفنون، وإقامة المعارض للشباب والشابات.
وقد أولت المؤسسة من خلال فعالياتها اهتمامًا للتراث الإسلامي والوطني بجميع أبعاده، وعنيت بالطفولة والموهبة، وشجعت الحوار بين الأجيال، واحتفت بالأيام العالمية المؤثرة، والقيم الإنسانية المشتركة.. علاوة على عقد دورات خارجية بالشراكة مع كبرى المؤسسات الإعلامية، والعناية بالبرمجة والتكنولوجيا، وتجميع البيانات وتحليلها، وغيرها الكثير.. الكثير.. من الفعاليات والمبادرات التي تستحق أن يراهَن عليها.
وبالنظر إلى نتائج مسك الخيرية نجد أن الجميع بدأ يلمس أثرها، ويقطف من ثمار هذه الشجرة اليانعة متفرعة الغصون في شتى أرجاء الوطن؛ بما أحدثته من نقلة نوعية على مستوى الفرد والمجتمع من حيث تحسين المزاج العام، والانفتاح على البرامج المحلية والعالمية، والمساهمة في القضاء على البطالة.
وبالتالي تحقق الهدف المنشود الذي يكرره ولي العهد دائمًا، ألا وهو الاستثمار في رأس المال البشري، وإطلاق طاقات الشباب السعودي بما يسهم في تعزيز مكانة وريادة الوطن في الداخل والخارج.