عبر "آلات".. السعودية تستثمر في "نفط المستقبل" وتوجه بوصلته الجديدة

يحظى القطاع باهتمام ولي العهد لدوره في التحول الاقتصادي في البلاد
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-
تم النشر في

"إن العالم يعيش في زمن الابتكارات العلميةِ والتقنيةِ غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل".. بهذه الكلمات عبر سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان خلال كلمته في قمة العشرين طوكيو 2019، عن أهمية صناعة الإلكترونيات، والتقنيات المتقدمة، وما يوليه لها بشكل شخصي من اهتمام كبير لدورها في التحول الاقتصادي للمملكة.

وتنم كلمات ولي العهد أعلاه عن فهم وإدراك لسوق عالمية نامية، وتجارة مستقبلية رائجة، إذ بحسب معهد "ماكينزي" العالمي فإن إجمالي الصادرات الإلكترونية حول العالم بلغ 1.4 تريليون دولار في عام 2021، حيث تستحوذ 10 بلدان من بينهم الصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على تلك السوق، فيما تخلو تلك القائمة من أي دولة عربية.

وعبر شركة "آلات" التي أعلن ولي العهد عن تأسيسها كواحدة من شركات صندوق الاستثمارات العامة، فإن المملكة تتحسس طريقها نحو صناعة التكنولوجيا المتقدمة، بما يسهم في جعل البلاد مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة التي تركز على التقنية المتقدمة والإلكترونيات.

منافسة دولية حامية

وتحظى عملية تصنيع أشباه الموصلات (الرقائق الإلكترونية) كأحد مواضيع الساعة في قطاع الإلكترونيات، بتنافس حميم بين الولايات المتحدة والصين، حيث يعدها كثيرون "نفط المستقبل". ووفقاً لبيانات من رابطة صناعة أشباه الموصلات، استثمرت الشركات الأمريكية ما يقرب من 200 مليار دولار في 40 مشروعاً منفصلاً، في الوقت الذي تستعد فيه بكين لإنفاق 143 مليار دولار لتعزيز التصنيع في هذا الاتجاه.

ووفقاً لتقديرات عام 2021 تستحوذ تايوان والصين وكوريا الجنوبية على 87% من سوق الشرائح الإلكترونية، وتسيطر تايوان وحدها على 67% من حجم الإنتاج العالمي للشرائح الإلكترونية، بينما تأتي كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية بنسبة 17% من السوق العالمية.

ومن المرجح أن تغير المملكة عبر شركة "آلات" من قواعد اللعبة في مجال صناعة (أشباه الموصلات)، وتعيد توجيه بوصلته، حيث تحظى هذه الفئة من الصناعات التكنولوجية بنصيب كبير من الاهتمام والعناية لدى الشركة السعودية الوليدة، مستهدفة جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات الإلكترونية المتقدمة.

ولا تُعد صناعة (أشباه الموصلات) الفئة الوحيدة المستهدفة للتصنيع في "آلات"، إذ ستعمل الشركة على تصنيع منتجات تخدم الأسواق المحلية والعالمية، ضمن سبع وحدات أعمال إستراتيجية، وهي: الصناعات المتقدمة، وأشباه الموصلات، والأجهزة المنزلية الذكية، والصحة الذكية، والأجهزة الإلكترونية الذكية، والمباني الذكية، والجيل الجديد من البنية التحتية.

كما ستعمل "آلات" على التصنيع ضمن أكثر من 30 فئة تخدم قطاعات حيوية في مقدمتها الأنظمة الروبوتية، وأنظمة الاتصال، وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة، ومنتجات الترفيه الرقمية، والمعدات الثقيلة المتطورة التي تُستخدم في التشييد والبناء والتعدين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org