ننتقل اليوم إلى معلم مهم جدًا يقع في قلب المدينة المنورة, ويقصده الزائرون باستمرار للوقوف عليه, واستحضار الذكريات والأحداث التي ارتبطت به, فقد صلى في هذا المعلم سيد الأنبياء والمرسلين, وتقع في محيطه عدة معالم نبوية ارتبطت ارتباطًا مباشرًا بالنبي صلى الله عليه وسلم, هذا المعلم هو أرض السقيا أو ما يعرف اليوم بمسجد السقيا.
وفي الحلقة الثالثة عشرة من زاوية "سبق" التي تتحدث فيها عن معالم المدينة المنورة، تتناول فيها "أرض السقيا".
يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة، المهندس حسان طاهر: أرض السقيا من أهم المواقع التاريخية الخالدة في تاريخ المدينة المنورة, ففيها فاضت البركات وتضاعفت لأهل المدينة المنورة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم, وبين جنباتها حرم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كما حرم إبراهيم مكة, وبمحيطها ارتبطت عدة معالم نبوية نقلت لنا قصصًا مهمة من مراحل السيرة النبوية العطرة.
وتابع: وقد سميت الأرض بالسقيا لأنها من المواضع التي ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى فيها صلاة الاستسقاء, وقيل نسبة إلى بئر السقيا التي كانت تقع ضمن محيطها, وتقع الأرض اليوم بجوار مبنى أمانة المدينة المنورة ومحطة سكة حديد الحجاز.
وأضاف "طاهر" أن هذه الأرض كانت تعود لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, وتقع بها الكثير من المعالم النبوية المهمة منها موقع بئر السقيا سابقًا والتي كان يُستسقى للنبي صلى الله عليه وسلم من مائها, ومسجد السقيا حاليًا وهو من المواضع التي صلى فيها النبي صلاة الاستسقاء.
وبين "طاهر" أنه في هذه الأرض، عسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه قبل ذهابه لغزوة بدر, كما توجد هناك بئر أبي عنبة هذه البئر التي استعرض بجوارها النبي صلى الله عليه وسلم جيشه ورد من استصغر منهم, وفي هذه الأرض المباركة طلب النبي صلى الله عليه وسلم ماء فتوضأ ثم توجه إلى القبلة ورفع يديه ودعا لأهل المدينة بأن يبارك الله لهم في مدهم وفي صاعهم وأن يجعل لهم مع البركة بركتين.
وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إن إبراهيم قد حرم مكة ودعا لأهلها وإني قد حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة) ( رواه مسلم).