(يدك لا مدت وفا لا تحرى وش تجيب.. كان جاتك سالمة حب يدك وخشها).. رحل "ملك الوصف" الشاعر سعد بن جدلان، وبقيت أبياته الذهبية تتردد بين المجتمع كحكمة ومثال وفخر.. وتصدرت مع الثورة الرقمية حتى أصبحت تلك القصائد شامخة كشموخ النخيل، ومن أثمن القصائد في الجزيرة العربية.
رحم الله الشاعر الذي يجيد شعر المحاورة والعرضة والنظم.. وقليل من يكون مثله، فضلاً عن أسلوبه الجزل، وتميُّزه في الشعر النبطي.
وتستعرض "سبق" في حلقاتها الأسبوعية "ملك الوصف" الذي سجَّل له قصائد كبيرة وتاريخًا أكبر.. إنه الشاعر سعد بن جدلان -رحمه الله- الذي ينتمي إلى قبيلة أكلب، وهو من عائلة معروفة بالشعر؛ فوالده وجده وأغلب إخوته شعراء. وقد نشأ في بيشة، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية ملتحقًا بالحرس الوطني. واشتهر بالشعر النبطي في بدايته، وصدرت له دواوين شعرية مسموعة عدة، وصدر له ديوانان مطبوعان، الأول منهما اسمه "سمان الهرج".
ولدی "سعد بن جدلان" عدد من الأبيات الشهيرة؛ إذ يعد بعضها حكمة.. وأثمن ما قيل في الشعر:
مصيبة لا تردت قيمتك في عين من قيّمت
يشوفك بالسهل.. وأنته تشوفه بالسما السامي
من رافق الطيب شرب صافي المي
ومن رافق الهافي جفا الما كفوفه
ولا تنكر المعروف لو أنه شوي
من قدم المعروف رد معروفه
لا جـفانا القل واللي روابعهم ضعوف
جعل ربي ما يـرينا غـضبه ولا جفـاه
ولانْقفل بابٍ من الرزق حراسه وقوف
فتّحـت بيـبان الأرزاق من كـل اتجـاه
وفقدت الساحة الشعرية "ملك الوصف" الشاعر سعد بن جدلان -رحمه الله- يوم الثلاثاء في محافظة بيشة إثر أزمة قلبية منتصف عام 1437هـ، وما زالت قصائده حاضرة في كل المجالس الثقافية ووسائل التواصل الاجتماعي.