تحظى مدينة الدرعية التاريخية بأهمية كبيرة للمملكة؛ لمجموعة من الاعتبارات المرتبطة بهوية وتاريخ المملكة منها، أن الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، وتحتضن أكثر من 300 عام من ثقافة وتاريخ المملكة، ويجري تجديدها لتكون العاصمة الثقافية للمملكة، وأدرجت منظمة اليونسكو حي الطريف التاريخي في قلب الدرعية ضمن لائحتها للتراث العالمي، كما أنها جزء من الإستراتيجية الوطنية للسياحة الهادفة لاستضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول 2030، حيث من المخطط أن يسهم مشروعها في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي.
وانطلاقاً من الأهمية التي تكتسبها الدرعية، فقد أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم (الاثنين) ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ويتسق هذا التطور المهم في ضم مشروع الدرعية مع إستراتيجية الصندوق، الذي يركز على تطوير استثماراته في العديد من القطاعات المحلية، حيث تُعد قطاعات السياحة والترفيه والضيافة من القطاعات 13 التي تحظى بالأولوية لدى الصندوق وفقاً لإستراتيجية 2021-2025، ومن المؤكد أن مشروع الدرعية يمثل إضافة مهمة إلى ما تتحلى به المملكة من إمكانات ثقافية وسياحية.
وسيترتب على ضم صندوق الاستثمارات العامة لمشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة له، عدة نتائج على صعيد تحويل الصندوق للدرعية إلى مشروع ثقافي جاذب، فالصندوق سيدعم مشروع الدرعية ليصبح من أكبر الوجهات الثقافية السياحية العالمية في المملكة، تحقيقاً لـ"رؤية 2030"؛ وذلك باستغلال إمكانات مدينة الدرعية، التي تضمن أبرز معالم المملكة الثقافية والتراثية، وستتيح لزوارها من أنحاء العالم التعرف على تاريخ المملكة من خلال المتاحف والمنشآت الثقافية الأخرى التي ستضمها.
ولن يقتصر ضم الصندوق لمشروع الدرعية على تحقيق النتائج السابقة، فسيساهم الصندوق أيضاً في إطلاق مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية الجديدة في مدنية الدرعية عبر مختلف مراحل التطوير مثل، البناء، والضيافة، والإسكان، والتجزئة، والترفيه، كما سيستحدث الصندوق فرص استثمارية جديدة للشركات المحلية، ويخلق العديد من فرص العمل، وجميع هذه النتائج ستصب في صالح المملكة واقتصادها، لاسيما أن تحقيق هذه النتائج يقوم على استغلال الإمكانات الثقافية والتاريخية لمدينة الدرعية.