يُعدّ الأرز الحساوي أو كما يحبون تسميته بـ "الذهب الأحمر"، وهو بين أعلى أنواع الأرز قيمة في العالم، من النباتات الصيفية التي تزرع في المناطق الحارة، كمحافظة الاحساء، ويتحمل درجة الحرارة المرتفعة التي قد تصل إلى 48 درجة مئوية، ويمتاز باحتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تفوق الأرز الأبيض وتساعد على خفض الكوليسترول وموازنة مستوى السكر في الدم، كما أنه غني بمضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة أمراض القلب والسكري.
ويصنف الأرز الحساوي ضمن قائمة المنتجات النباتية وهو خالٍ من الغلوتين، ويتراوح سعر الكيلو بين 24 و30 ريالاً سعودياً.
"سبق" التقت المزارع زكي السالم ـ أحد مزارعي الأرز الحساوي، الذي قال: إن عائلته اشتهرت بزراعة الأرز الحساوي قبل 150 عاماً، وصناعة العيش منه. وأضاف "نزرع الأرز صيفاً، وتحديداً في شهر يونيو، ونحصده شتاءً في شهر ديسمبر".
وتابع: "توجد طريقة لحفظ الأرز وتخزينه لفترة طويلة، كما ورد في قصة سيدنا يوسف - عليه السلام -، حيث يمكن تخزينه من سنة إلى 100 سنة، وبعد التخزين، يخضع الأرز لعملية إزالة القشور، ليكون جاهزاً للبيع".
ويكمل السالم "يعد هذا المنتج منتجاً وطنياً، ويدخل ضمن منتجات الأمن الغذائي وأنتج من 100 إلى 150 كيساً في السابق، واليوم أنتج نحو 300 ألف كيس، وهو ما يوازي 60 في المائة من إنتاج الأحساء من الأرز، وفي 2014، ساهمت في خفض سعره من 50 إلى 25 ريالاً.
قيمة غذائية
وقال "أثبتت الأبحاث أن الأرز الحساوي يشتمل على قيمة غذائية عالية، إذ فيه معادن وآليات وبروتينات ليست موجودة في أي منتج أرز آخر في العالم، ووثقت هذا في كتاب عن الأرز الحساوي، حيث بيّنت فيه أن جميع دول العالم عجزت عن إنتاج الأرز الحساوي بنفس اللون والطعم والشكل".
فشل الصين في زراعته
وقال السالم إن "الصين بما تتمتع به من تقدم علمي في المجال الزراعي، سعت قبل 35 عاماً إلى إنتاج الأرز الحساوي في أراضيها، وجاءت إلى الأحساء وقامت بدراسة المنتج وطبيعته، وأخذت حبوبه لزراعتها، إلا أنها لم تستطع إنتاج المنتج بنفس المواصفات، والسبب أن هذا المنتج يحتاج إلى درجة حرارة عالية، تفوق 48 درجة مئوياً، فضلاً عن خصوبة التربة ونسبة الملوحة فيها، ووجود ضباب يسهم في تلقيح التربة، ومثل هذه الظروف لا تتحقق إلا في محافظة الأحساء".
وأكمل "المعلومات حصلت عليها من خلال تعاوني مع عدد من الجامعات، مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فيصل، و4 جامعات أخرى في بريطانيا، وبينت الأبحاث أن العيش الحساوي (الأرز) كان يُزرع قديماً في الأحساء وتحديداً في مدينة الهفوف، قبل هجرة الرسول - عليه الصلاة والسلام -. كما حصلت على وثائق من جامعة الملك فيصل تبين أن ملوك المملكة كانوا يطلبون الأرز الحساوي، وبخاصة الحبة الحمراء، ويرسلونها إلى مناطق المملكة، نظراً لفائدته العالية لمرضى السكري والأمراض المزمنة.