عند قدومك إلى جناح منطقة "الحدود الشمالية" في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، فإنك بلا شك ستسأل عن "الدحة" الرقصة التي تشتهر بها بادية شمال المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية، التي كادت أن تندثر إلا أن الشعر أحياها.
وأوضح المشرف على الفرقة الشعبية بجناح الحدود الشمالية سالم الجهبل، أن هذه الرقصة تعود إلى أكثر من 1500 سنة، وكانت تمارس "الدحة"، أو "الدحية"، قديمًا قبل الحروب لإثارة الحماسة بين الأفراد، وعند نهاية المعارك قديمًا يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال، أما الآن فهي تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات.
وأضاف أن فن "الدحية" كاد أن يندثر، ولكن الشعراء أحيوها من جديد وجددوا في هذا الموروث الشعبي بإضافة عنصر النظم إليه؛ حيث أصبحت تقال الأبيات قبلها بنسق وصوت واحد، ومن ثم تبدأ الاستعراضات عبر هز الكتوف وإصدار صوت "الدحة".
وبيّن أن ما يميز لعبة "الدحية" هو إقبال فئة الشباب عليها؛ حيث تجدهم في كل مناسبة فرح يصطفون من أجل المشاركة في اللعب، وتبدأ بتحريك الشاعر بأبياته الحماسية لهم في البداية؛ ليبدؤوا بالترديد ثم اللعب، وأحيانًا تكون الأبيات غزلية، وبخاصة في مناسبات الزواجات، ويسمى الراقص بالسيف أمام الجمهور: "الحاشي".
وأوضح أن شعر الدحة أو "الدحية" من النوع السهل الممتنع، وتلتزم بقافية ذات قاعدة ثابتة يقول فيها الشاعر ما يشاء مرتكزًا على قاعدة الشطر الأخير.
وقال "الجهبل": إن فعاليات "الدحة" ستبدأ في جناح منطقة الحدود الشمالية بعد يومين؛ حيث ستصل الفرقة من مدينة عرعر، وحاليًا موجود فن السامري.