"مدرسة الوسطى" تفتح فصولها.. مَن كان له ماضٍ لا بد أن يعود!

الآباء المؤسسون في ذاكرتنا و"الرياض الأحمر" يكمل أضلاع العاصمة
"مدرسة الوسطى" تفتح فصولها.. مَن كان له ماضٍ لا بد أن يعود!

لم تكن مباراة الرياض والعروبة، التي أقيمت ضمن جولة دوري "يلو" قبل الماضية، مباراةً عادية؛ فقد نجحت في لفت انتباه الكثيرين، محبين ومهتمين؛ لأن الحنين والذكريات والكفاح وحبل الوفاء الممتد تَجَسد خلال هذه المباراة الملحمية.

ولم تكن صافرة الحكم بنهاية المباراة؛ إلا "آلة زمن" أخذت الجميع لتضعهم في استاد الملك فهد، بحضور الملوك الراحلين، وهم يُكَرّمون هذا النادي العريق الذي تَعَرض لنكسات لم يتوقع معها أكثر المتفائلين نجاةً، ولا أكثر المتشائمين هبوطًا للثانية!

المدرسة التي أغلقت أبوابها لأسباب مالية وإدارية في زمن الاحتراف الصعب، فتحت فصولها مجددًا، وعادت لتدشن الدروس الكروية الإبداعية؛ لأن رجالًا ملهَمين وقادرين، الْتفوا أخيرًا حول الرئيس بندر المقيل على قلب واحد؛ رئيس بمثابة قائد، ومَن كان له مجد لا بد عائد.. هتف المدرج والعاصمة وقال الحفيد للجد: هذا الرياض الذي أخبرتني عنه.

احتفال بالصعود

صعد نادي الرياض لأول مرة إلى دوري روشن السعودي للمحترفين خلال الموسم القادم، عقب فوزه على نظيره العروبة، واستطاع أن يحجز بطاقة التأهل لدوري المحترفين عقب موسم قوي خاضه؛ حيث استطاع أن يجمع 62 نقطة خلال 32 جولة خاضها في دوري الدرجة الأولى ليحسم رسميًّا تأهله إلى الدوري السعودي الممتاز، وقبل جولتين من نهاية مباريات دوري الدرجة الأولى.

تاريخ مع الدوري والهبوط

وتَنَقّل نادي الرياض خلال الـ18 عامًا الماضية بين دوري الدرجة الأولى والثانية، قبل أن يتمكن من الصعود لدوري المحترفين.

وقال حماد الدوسري عضو مجلس الإدارة والمشرف على كرة القدم بالنادي: "فخور بهذا الإنجاز الذي أتى بعد جهد كبير ومضاعَف على مدى 4 أعوام تكلل بالنجاح".

وتَرنح الرياض بالهبوط من دوري المحترفين، قبل أن تزداد أوضاعه سوءًا بالهبوط لدوري الثانية 2016، وبقي فيها 6 سنوات قبل أن يُظهر عزيمة منذ الجولات الأولى على الصعود، وهذا ما تحقق له بالفعل.

تاريخ النادي

تأسس نادي الرياض سنة 1953 تحت مسمى "أهلي الرياض"، ثم "اليمامة"، قبل تغييره إلى المسمى الحالي، ويقع مقره حاليًا بضاحية لبن غرب مدينة الرياض.

كان عصره الذهبي في بداية التسعينيات الميلادية تحت قيادة المدرب البرازيلي "زوماريو "ولاعبيه الكبار مثل خالد القروني، أحمد زايد، محمد السبيت، طلال الجبرين، فهد الحمدان، عبدالله الضعيان؛ حيث حقق الفريق كأس ولي العهد ووصل إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في موسم 1993- 1994.

وأمد المنتخب السعودي لكرة القدم بعدد من اللاعبين في تلك الفترة، وشارك بعضهم في نهائيات كأس العالم 1994 مثل طلال الجبرين، وياسر الطائفي، وإبراهيم الحلوة وناصر الدوسري.

بطولات الرياض

- المركز الأول: بطولة دوري كأس جلالة الملك للمنطقة الوسطى في العام 1962م/ 1965م.

- المركز الأول: بطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى في العام 1977م/ 1988م.

- المركز الأول: بطولة كأس سمو ولي العهد السعودي في العام 1994م.

- المركز الأول: بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم لأندية الممتاز في العام 1995م.

الوصافة التي حققها نادي الرياض:

- المركز الثاني: بطولة دوري كأس جلالة الملك للأندية أبطال المناطق في العام 1962م.

- المركز الثاني: بطولة كأس الملك (خروج المغلوب) في العام 1978م.

- المركز الثاني: الدوري العام لأندية الدرجة الأولى في العام 1979م/ 1982م.

- المركز الثاني: بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين (الدوري الممتاز) في العام 1994م.

- المركز الثاني: بطولة كأس ولي العهد السعودي في العام 1995م/ 1998م.

- المركز الثاني: بطولة النخبة الثانية للأندية العربية في العام 1997م.

- المركز الثالث: بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين (الدوري الممتاز) في العام 1996م.

- المركز الثالث: بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس في العام 1996م/ 1997م.

- المركز الثالث: بطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى في العام 2005م/ 2010م.

رؤساء مدرسة الوسطى

ارتبط اسم الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر -رحمه الله- بالحقبة الذهبية لنادي الرياض، حين ترأس هذا النادي شابًّا عملاقًا طموحًا في عقده الثالث جاء بإصرار وعزيمه قوية يبحث عن الركب الصعب وتحقيق حلم بطولي طالما كان يراود محبي "مدرسة الوسطى" منذ بداية تأسيسها على يد الشيخ عبدالله الزير.

وما إن تَسَلم فيصل بن عبدالله زمام الأمور بنادي الرياض أواخر عام 1410هـ حتى شرع في رسم منهج النجاح للاعبيه، ووضع الاستراتيجية السليمة لتحقيق البطولات، فتعاقد مع مدرب هو الأروع في تاريخ الرياض البرازيلي زماريو، الذي تَحَول في ظل نجاحاته مع الرياض لتدريب المنتخب الأول، ومنه لنادي الشباب، واستقدم الأمير فيصل لاعبين أجانب على مستوى عالٍ مثل: الظهير البرازيلي "كلاوديوسوزا"، والمهاجم "كاكاو"، والهداف "ماركو".. وتطور الفريق بصورة مذهلة في ظل ذلك الدعم السخي الذي قدّمه الرئيس الراحل، وساهم في إبراز عدد من النجوم على الساحة المحلية والدولية.

وكان ثمرة النجاح الأولى بعد 4 أعوام من العمل السليم والجهود المخلصة، تحقيق كأس ولي العهد لموسم 1414هـ كأول بطولة كبرى في تاريخ نادي الرياض بعد 41 عامًا من تأسيسه، وأكد الرياض تفوقه في ذلك الموسم بوصوله لنهائي كأس الدوري، وخسر أمام النصر بنيران صديقه بهدف سجّله في مرماه نجمه المونديالي طلال جبرين الذي يُعد أول لاعب من نادي الرياض يخوض كأس العالم مع الصقور الخضر عام 1994 بالولايات المتحدة.

وفي الموسم التالي 1415هـ واصل الرياض حضوره الذهبي حينما تُوّج بكأس الاتحاد لأول مرة في نفس العام، ووصل لنهائي كأس ولي العهد للموسم الثاني على التوالي، وخسر لقبه بشرف أمام الهلال بهدف.

وفي العام التالي 1416هـ حل بالمركز الثالث في سلم ترتيب الدوري، وكان هذا الموسم تاريخيًّا للرياض بانتقاله لتمثيل المملكة في البطولات الخارجية لأول مرة في تاريخه بقيادة ربانه الراحل فيصل بن عبدالله (رحمه الله) في بطولة النخبة العربية الثانية بتونس، وحل ثانيًا. وفي كأس الكؤوس العربية السادسة بتونس أيضًا احتل المرتبة الثالثة. وفي كأس الكؤوس العربية السابعة بالأردن 1417هـ حل وصيفًا للبطل.

10 إدارات قادت النادي إلى الهاوية

اعتبر أمين الصندوق الأسبق في نادي الرياض سلطان الدوس، قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم زيادة عدد فِرَق دوري "زين" وأندية الدرجة الأولى والثانية في 2010، وحل الإدارة السابقة؛ قرارًا تاريخيًّا أنقذ فريق الرياض من الهبوط لمصافّ أندية الدرجة الثانية، وفرصة لمسيّري مدرسة الوسطى لدراسة أوضاع الفريق الكروي بتأنٍّ استعدادًا للموسم التالي، وترتيب الأوراق داخل البيت الأحمر.

وقال في حديثه آنذاك: تعاقَبَ عشرة رؤساء على نادي الرياض طيلة العشر سنوات الماضية، أفقَدَ النادي استقراره وسيطرته وقاده إلى الهاوية في كل ألعابه.

وتابع: الوضع لا يساعد على النجاح، ومهما تُحَاول أن تُطَور أو تُحدِث شيئًا جديدًا لا تستطيع مواجهة المشاكل؛ مشيرًا إلى أن مشكلة الرياض الحقيقية بدأت من عام 1418هـ في العام الذي لَعِبَ فيه الفريق على نهائي كأس سمو ولي العهد أمام فريق الأهلي؛ حيث كان الفريق في قمة عطائه إبان فترة المدرب "زوماريو" وبعد هذا العام بدأ الفريق يعاني على إثر انتقال سعد الدوسري للأهلي، ومبروك زايد للاتحاد، وخالد السويلم للنصر؛ حيث لم يكن البدلاء في مستوى اللاعبين المنتقلين، كما أن إدارات النادي المتعاقبة أهملت المراحل السنية في العشر سنوات الأخيرة من عام 1419هـ؛ وبالتالي عانى الفريق في الدوري الممتاز لمدة ثلاث سنوات، وعانى من الهبوط، وفي السنة الرابعة هبط للدرجة الأولى، واستمرت المشكلة على الرغم من أنه نافس في السنة الأولى للصعود للممتاز، ثم بدأ العد التنازلي إلى أن هبط الفريق للدرجة الثانية.

وأوضح "الدوس" أن التواصل بين أعضاء الشرف ومجالس الإدارات السابقة كان مفقودًا، إضافة إلى ضعف قدرات النادي المادية؛ حيث كانت إعانة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مدار السنوات الماضية تذهب لسداد ديون مستحقة للاعبين سابقين أو عاملين بالنادي؛ وبالتالي وصلت ديون النادي إلى ستة ملايين، وبدأ مسلسل التفريط في نجوم الفريق كحل لا بد منه للحاجة للمادة، في ظل غياب الدخل، إضافة إلى انعدام التنظيم الإداري؛ حيث كان كل رئيس يُصدر قرارات دون علم الإدارة.

انتهى كلام "الدوس"، وعادت اللغة الاحترافية في زمن الرئيس الحالي بندر بن فهد المقيل، وأعضاء مجلس الإدارة، وبدأ التخطيط على مسارين: مسار العودة بالفريق للأضواء، ومسار خلق موارد مالية ثابتة ومستمرة للنادي، وبالمثابرة والإخلاص عادت كرة القدم للدوري الممتاز لتكتمل أضلاع العاصمة.. ومن له ماضٍ لا بد أن يعود.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org