كشف الإعلامي حسين الغاوي عمل اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية، التي استهدفت أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ بسبب مواقفه التي تمثل الإسلام الوسطي المعتدل.
وأوضح الإعلامي حسين الغاوي في برنامج "جمرة" من خلال قناته في "يوتيوب" أن تلك اللجان التي تمثل الأذرع للجماعة كانت تسمى في بداية تكوينها "كتائب"، وبعد ذلك بفترة تم تغيير هذا المسمى إلى لجان، قبل بداية ما يسمى بالربيع العربي، مشيراً إلى أن من يدير عمل تلك اللجان الإلكترونية هو شخص واحد يُدعى المهندس مدحت الحداد، يقيم في تركيا، وحصل على الجنسية التركية وغيّر اسمه مؤخراً إلى "عبدالله ترك".
وينشط فريق عمل هذه اللجان ما بين إسطنبول ولندن، حيث يتكوّن من مجلس الإدارة الذي يضم عزة فهمي زوجة مدحت الحداد، وعزام التميمي، وزوجته الثانية فائزة عبدالحليم التي غيّرت اسمها إلى فيروز حليم، وأيضًا سعيد بن ناصر الغامدي، وأحمد بن راشد بن سعيد، وسعد الفقيه، كمسؤولين عن ملف الخليج.
وشنّت تلك اللجان حملات إعلامية ممنهجة ضد الشيخ "العيسى"، حيث تم تقسيمها إلى ثلاث فئات، فالفئة الأولى هي عبارة عن تغريدات نخبوية، ترسل إلى قادة التنظيم الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المذيعين التابعين للتنظيم الإرهابي، أما الفئة الثانية فهي عبارة عن حسابات وهمية، بينما الفئة الثالثة وهي عبارة عما يُسمى بغرف التصدي، ويشرف عليها مدير قناة "مكملين" أحمد عبدالشافي محمد، أو ما يُعرف بأحمد الشنّاف، واثنان من المخرجين، ويدعى الأول أحمد زين، والثاني يدعى ماجد عبدالله.
واستعرض برنامج "جمرة" دوافع هجوم جماعة الإخوان الإرهابية على الشيخ "العيسى"، والسعي إلى تشويه صورته، حيث تحركت الخلايا الإلكترونية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل كبير من خلال حملة هاشتاق #انزلوا_العيسى_من_المنبر؛ بهدف استغلال موسم الحج بعد خطبة يوم عرفة التي ألقاها أمين رابطة العالم الإسلامي في موسم الحج العام الماضي.
وتناول الإعلامي حسين الغاوي مقطعي فيديو سبق لجماعة الإخوان أن نسجوا حولهما الأكاذيب، حيث استغلوا ظهور الشيخ محمد العيسى وهو يقرع الجرس في مناسبة افتتاح ملتقى شباب جنوب شرق آسيا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا كتقليد إندونيسي يعمل دائمًا في المؤتمرات والمناسبات المختلفة، واتهمه بأنه كان يقرع الجرس في إحدى الكنائس، كما فند في مقطع فيديو آخر ادعت الجماعة الإرهابية عبر أذرعها في مواقع التواصل الاجتماعي أن أمين رابطة العالم الإسلامي أدى الصلاة على ضحايا محرقة الهلوكوست، بينما هو في الواقع كان في زيارة لمعسكر أوشفيتز، وحان وقت الصلاة فتوقف لأدائها مع جماعة من المصلين، وفي صلاة الميت لا ركوع ولا سجود.
وأكد برنامج "جمرة" أن "خلية النحل الإلكتروني"، التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، كانت مجندة للهجوم على المملكة العربية السعودية، وتشويه صورتها، حيث يقود تلك الخلية كل من عمر بن عبدالعزيز، ويحيى عسيري، وتضم عدة حسابات وهمية مسجلة بأرقام أوروبية وأمريكية، وأغلب من يعملون معهم من جنسيات عربية، فيما يقوم اليمني وسام العامري من مواليد السعودية بدور ساعي البريد بين مجلس إدارة اللجان الإلكترونية وخلية النحل الإلكتروني، حيث يتلقى أوامر من حساب في "تويتر" يدعى "دبلوماسي قديم"؛ لإعطائها لخلية النحل.
وفيما يتعلق بتمويل اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان، فقد أماط الإعلامي حسين الغاوي اللثام عن شخصية غامضة تدعى "الحاج أبو عامر"، تقف خلف تمويل تلك اللجان، وهو رجل أعمال فلسطيني الأصل يحمل الجنسية البريطانية، يدعى عبدالرحمن أبو ديه، عضو في حركة حماس، وهو المسؤول المباشر عن عمل هذه اللجان الإلكترونية، وكذلك القنوات التلفزيونية التابعة للتنظيم، وأغلب الشركات الإعلامية والمقرات مسجلة باسمه، إضافة إلى أنه متهم بعمليات غسل أمول في جنوب إفريقيا، وزوجته إسرائيلية تدعى فاطيمه، وبعض الشركات التابعة لجماعة الإخوان مسجلة باسمها.
كما أشار إلى أن الهجوم على الدكتور العيسى من قبل الجماعة ليس بالجديد، حيث بدأ منذ أن كان وزير للعدل عام 2009م، وازدادت حدة الهجوم بشكل ممنهج بعد أن تولى أمانة رابطة العالم الإسلامي عام 2016م، حيث أصبح يستخدم ضده أسلوب إعلامي خطير يسمى " اغتيال الشخصية"، كونه ظهر ممثلاً للإسلام الوسطي المعتدل، مشيراً إلى أن بعض الإعلام الغربي هاجم الشيخ محمد العيسى على الرغم من أنه شخصية إسلامية معتدلة، وقد ظهر المبرر لذلك الهجوم في كتاب رايموند بيكر "إسلام بلا خوف"، إضافة إلى تشيرلي بينارد "الإسلام المدني الديمقراطي"، حيث كانت تلك الكتب تشير إلى أن المعسكر الغربي يرى أن تنظيم الإخوان هو الشريك الأنسب لهم، وهو القادر على تنفيذ أجنداته في المنطقة.