"توفيت طفلتي جنى أمام عيني ؛ وعيني والدتها بعد ما يزيد عن ساعتين من وصولنا مستشفى الحجرة"، بهذه العبارة بدأ مواطن سرد فاجعة والدين مكلومين في وفاة طفلتهما بعد لدغة ثعبان وفشل مستشفى الحجرة إنقاذ حياتها رغم امتداد وقتي الوصول والوفاة بين الساعة 9:36 و 11:40 تخللها نقل في الإسعاف بممرضة لا تجيد استخدام أجهزة سيارة الاسعاف ودون وجود طبيب ثم عودة من منتصف الطريق لاصطحاب الطبيب في وفاة فور الوصول لمستشفى قلوة، فيما علمت "سبق" أن صحة الباحة بدأت إجراءات التحقيق في وفاة الطفلة.
وقال لـ "سبق" المواطن يوسف عبده وهو أحد أبطال الحد الجنوبي: "لُدغت طفلتي جنى - 3 سنوات ونصف - بثعبان سام؛ وعلى الفور نقلتها للمستشفى في مدة زمنية لا تتجاوز دقيقتين وذلك عند الساعة 9:36 مساءً ؛ إلا أن طبيب مستشفى "الحجرة" قام بإدخالها إلى قسم الملاحظة وحقنها بمحلول الحساسية وليس مصل السموم رافضاً إعطاء المصل إلا بعد مضي نصف ساعة ثم إحالتها لمستشفى قلوة دون إعطاء المصل، وذلك بعد انتظار طويل قياساً على حالة الطفلة.
وأضاف: "في منتصف الطريق ساءت حالة طفلتي وبدأت بالاستفراغ وذلك كله أمام ناظريّ أنا ووالدتها حيث كنا معها في سيارة الإسعاف، ولم تقم الممرضة بإسعافها الإسعافات الأولية بل أنها قالت إنها لا تعرف للأجهزة الطبية الموجودة في سيارة الإسعاف وإنما كانت مرافقتها بأمر الطبيب فقط ، فقامت بالاتصال الهاتفي بالطبيب الذي أمر الإسعاف بالعودة مرة أخرى إلى الحجرة ؛ فعادت سيارة الإسعاف أدراجها إلى الحجرة حتى الوصول إلى الطبيب الذي التقانا بجوار نقطة التفتيش ورافقنا في مهمة وداع طفلتي أنا ووالدتها ومن ثم عادت الإسعاف إلى قلوة مره أخرى، وكل ذلك وطفلتي تصارع السم في جسدها دون إجراء صحيح لإنقاذ الحالة .
وتابع: "قبل الوصول إلى مستشفى قلوة كانت الطفلة قد وصلت لحالة حرجة، ولفظت أنفاسها قبل الوصول وذلك بسبب التأخير والإهمال وجرى محاولة إنعاشها اإلا أنها فارقت الحياة أمام عيني والدتها المكلومة وأمامي أنا أيضاً، وأعلنت الوفاة الساعة 11:40
وقال المواطن المكلوم: "فقدت طفلتي بسبب الإهمال وبطء الإنقاذ والنقل والتحويل وعجز مستشفى الحجرة في اتخاذ الإجراء الصحيح وفي الوقت الصحيح ودون استدعاء طببب الأطفال، رفعت شكوى وطُلب مني شهادة الوفاة وحصر الورثة وتم ذلك، كما علمت بتشكيل لجنة للتحقيق لا أعلم عن تفاصيلها، أطالب بفتح تحقيق موسع ومحاسبة الجميع على هذا التسبب الذي لا يرضي القيادة الرشيدة وسمو أمير المنطقة ومعالي وزير الصحة، وقبل ذلك كله أرفع شكواي إلى الله.
"سبق" عرضت الشكوى على متحدث صحة الباحة ماجد الشطي، وبانتظار الإيضاح الذي يُنشر حال وصوله.
يذكر أنه تم إغلاق مستشفى الحجرة الذي يخدم قرابة ٢٥ ألف مستفيد في شهر محرم من العام ١٤٣٨هـ بحجة عدم توفر وسائل السلامة وتم ودمج قسم الطوارئ وعيادتي النساء والأطفال مع مركز صحي الحجرة ١ ولازال الوضع كما هو منذ قرابة ٦ سنوات والحالات الطارئة والحرجة يتم تحويلها لمستشفيات قلوة والملك فهد بالباحة والأمير مشاري بلجرشي عبر رحلة سفر تصل لقرابة ١٢٠ كم في بعض الحالات.
كما أن قسم المختبر لم يعد يعمل ٢٤ ساعة كالسابق وكذلك قسم الأشعة، ولا يتم استقبال حالات الهلال الأحمر الناتجة عن الحوادث المرورية في قسم الطوارئ نهائياً ويتوجه بها لمستشفى أضم وقلوة، ويوجد في مستشفى الحجرة عيادات جراحة وجلدية ومسالك بوابة وباطنة تعمل ٤ ساعات ليوم واحد في الأسبوع لكل عيادة فقط منذ سنتين ولا تقدم خدمة كافية لأن أطباءها يحيلون المرضى لمستشفى قلوة لعمل أشعة تلفزيونية واستكمال العلاجات.
وكانت "سبق" قد نشرت منذ عام 2018 مطالبات الأهالي بإعادة بناء المستشفى بعنوان (أهالي الحجرة : عامان على إغلاق مستشفى المحافظة ولا جديد .. و"الصحة" توضح).