درجة عالية من الاحترام والتقدير أوجدها أحد زوار "حكايا مسك" الذي يمكن اعتباره الأكبر سناً من بين حضور اليوم الأول، حيث ظل ولأكثر من نصف ساعة متواصلة، مستمعاً إلى ورشة العمل التي قدمها عبدالرحمن سعود، وتحدث فيها عن صناعة المحتوى الإعلاني، قبل أن يتجوّل بين مختلف الأقسام المشاركة ويتعرف عليها، ويوجه إلى الشباب المشاركين عبارات أبوية من الدعم والتشجيع.
ذلك الشخص كان العم "عبدالله مبارك الدوسري"، والذي مثل في حد ذاته "حكاية" ضمن حكايا مسك، حيث تطرق في حديث خاص إلى سبب مشاركته وحضوره الورش، قائلا: "أراه واجباً، وأشعر بسعادة كبيرة في حضور هذه المعارض والفعاليات، وأرى أنها تناسب الجميع مهما كانت اهتماماتهم، من يريد الفائدة سيجدها حتماً".
ولم يشكل عدم وجود سيارة عائقاً ليمنع الدوسري الذي جاء من مسكنه بحي الروضة، مستقلاً سيارة أجرة، بمجرد أن علم عن انطلاقة الفعالية المقامة في موقع قريب منه نسبياً، وعلق قائلا: "أنا سعيد لأنني وصلت سريعاً، كنت أسكن سابقاً في العزيزية، وكان هذا سيستغرق مني وقتاً أطول للوصول، ولكنه لم يكن ليمنعني من الحضور".
وفي الوقت الذي تستهدف فيه "حكايا مسك" صناعة الشغف، يثبت "العم عبدالله" أن الشغف لا عمر له، فالفعاليات الثقافية تمثل بالنسبة له أولوية قصوى، يمكنه أن يؤجل أي شيء لأجلها، وله سببه الوجيه في ذلك، ويعلق "حصلت على شهادة السادس الابتدائي من محو الأمية، وتوقفت بعد ذلك لظروف خاصة، ولكني قررت ألا أتوقف عن التعلم وأن أبحث عنه في كل مكان، ولهذا أنا هنا، وهذا شرف لي".
ويعتبر "العم عبدالله" نفسه شاباً، دون أن يمنعه ذلك من توجيه النصائح للجيل الشاب حيث يخبرنا بأنه لو قدّر له الوقوف على المسرح فسينصحهم بالابتعاد عن التدخين وتجنب سرعة القيادة التي تؤدي إلى الحوادث متسائلاً: "ما هو ذنب الأبرياء"؟ كما يوجه نصائحه لأولياء الأمور بالانتباه لأبنائهم، معلقاً: "أغلب الحوادث نتيجة الإهمال".
ويلفت الدوسري نظر الشباب إلى ضرورة استشعار النعم، فيقول: "نحن في نعمة كبيرة بحمدالله في هذا الوطن، لدينا مكة والمدينة، وأنعم الله علينا بأن الناس يأتوننا من العالم أجمع، لقد اقترب موسم الحج، ونتمنى أن تتم تغطيته إعلامياً بشكل مميز، وأن يتم بثه بمختلف اللغات، فتجربة المملكة في خدمة الحجاج أمرٌ يستحق أن يراه الناس جميعاً".
يشار إلى أن فعالية حكايا مسك انطلقت في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرت مساء الثلاثاء 7 أغسطس، وتستمر حتى يوم السبت 11 أغسطس، وهي إحدى الفعاليات التي ينظمها مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية، وتستهدف تنمية إبداع الشباب وعرض مشاريعهم في عدة مجالات إبداعية تشمل الفنون البصرية والإنتاج والمحتوى، كما تشمل ورش عمل ومنصات وعروض في مجال المسرح والأفلام القصيرة.