"ريد مريم"، المزرعة الواقعة فوق رؤوس الجبال معانقة السحاب، ليست مجرد مزرعة فحسب، بل أصبحت مزارًا لزوار المنطقة، وحقلاً لتجارب خبراء القهوة على مستوى العالم العربي؛ إذ حصدت اليوم جائزة نائب أمير جازان لأفضل مزرعة نموذجية لزراعة البُن.
ويعتني أهالي "الداير" بني مالك شرق جازان بمزارع البُن؛ إذ تحتاج شجرتها لمناخ دافئ في المرتفعات.
وتعد "ريد مريم" أحد أشهر المواقع لإنتاج البن، الذي بدأ يتزايد في السنوات الأخيرة محققًا جودة عالية على مستوى العالم.
وقال صاحب المزرعة جبران الخالدي إنه بعد 20 عامًا قضاها معلمًا للغة العربية قرر أن يعود إلى شغفه وحبه للقهوة؛ إذ قام بزراعة البن، وتقديمه للراغبين في بيعه وشرائه.
وعن عشقه وهوايته لزراعة القهوة قال: "ورثت حب القهوة عن والدي -رحمه الله-. وكل يوم قضيته خلال عملي في قطاع التعليم كنت أتمنى أن أعود لممارسة شغفي بزراعة البن في مدرجات زراعية، ورثتها عن والدي، وأخرى قمت باستئجارها من سكان القرية التي تبعد قرابة 1400 متر عن مساكنهم، وتركوها بسبب إشكاليات الطرق المؤدية إليها".
وأضاف: "حولتُ تلك المدرجات إلى مزارع للبن، وهي حيازات زراعية على مناطق جبلية، حتى أصبحتُ معروفًا لدى الكثير من المزارعين وعشاق القهوة في منطقة بني مالك بجازان".
وكان المصور السعودي حسين الدغريري قد أنتج فيلمًا وثائقيًّا عن "ريد مريم"، وإنتاجها، وتصديرها البن على مستوى العالم، ولاقى صدى واسعًا حينها.