أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، والبعد عن معصيته؛ فإنها سبيل النجاة ونيل رضوانه عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إن مِن أعظم ما يسمو إليه العبد، ويَسعى سعيه لنيله: حبُّ الله تعالى له؛ لأنه حُب الخالقِ الملكِ العظيمِ لعبده، ومَن بيده نفعه وضَره، وإحياؤُه وإماتته، وإغناؤُه وإقناؤُه، وإنَّ لبلوغ تلك المرتبةِ الكبرى طُرُقًا وأسبابًا، فأولُها وأولاها: الإيمانُ به سبحانه؛ فكلما كان العبدُ أقوى إيمانًا ازداد حُبُّ اللهِ تعالى له.
وأضاف: تحقيقُ الإيمانِ يكون بالقلب واللسان والجوارح، فتحقيقُهُ بالقلبِ يكون بتصديقِه بالله تعالى، وما يجبُ له وإقرارِه وإذعانِه، وتحقيقُه باللسانِ يكون بالنطقِ بكلمةِ التوحيد، وتحقيقُه بالجوارحِ يكون بالعمل الصالح.
وأردف: من أسباب محبةِ الله لعبده: اتباعُ النبيِّ محمدٍ ﷺ، وقبولُ ما جاء به، والعملُ بسُنتِه، وتجنُّبُ ما يُضادُّها فمن اتبع الرسولَ عليه الصلاةُ والسلامُ أحَبَّه الله، وغفر ذنبَه، ورحِمه وسدَّده في حركاته وسَكَناته.
وبيّن الشيخ بندر بليلة أنّ من أسباب محبة الله لعبده: التقرُّبُ له سبحانه بالطاعات، من فرائضَ وواجباتٍ ومُستحبات، قال اللهُ تعالى في الحديث القُدسي: (وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه) أخرجه البخاري.
وتابع: رأسُ الطاعات الصلاة، الفريضةُ المعظَّمة، والعبادةُ المقدَّمة، قُرةُ عيونِ المؤمنين، وأُنسُ نفوسِ المتقين، ومُستراحُ أرواحِ العابدين، عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ ﷺ: أيُّ العملِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: (الصلاةُ على وقتها) أخرجه البخاريُّ ومسلم، فيا فوزَ مَن أدَّاها وأقامها، ويا خَسارَة مَن قصَّر فيها وضيَّعها!
وقال الدكتور بليلة في خطبته: إذا أحَبَّ اللهُ عبدَه نَشَر له القبول، وأحَلَّه في قلوب أهلِ الأرضِ والسماءِ محبةً ووُدًا، قال النبيُّ ﷺ: "إذا أحَبَّ اللهُ عبدًا نادى جبريل: إن الله يُحب فلانًا فأَحِبَّه، فيحبُّه جبريل، فيُنادي جبريلُ في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماء، ثم يوضعُ له القبولُ في أهل الأرض" أخرجه البخاري ومسلم.
واختتم بالقول: فما أحرانا أن نَتَلمَّس أسبابَ محبةِ اللهِ لنا؛ لننالَ الشرفَ الأسمى، ونكونَ من أوليائه سبحانه وتعالى.