لم يكن خروج رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي عن البروتوكول الحكومي المعتاد أثناء استقباله شخصيًّا سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في نيودلهي أمس عشوائيًّا، وإنما على ما يبدو كان مقصودًا، ويحمل رسائل اقتصادية وسياسية إلى من يهمه الأمر بأن علاقات السعودية والهند قوية، وسوف تتطور عما هي عليه اليوم؛ لتصل إلى أبعد نقطة ممكنة من الرسوخ والمتانة.
وجرت العادة على ألا يستقبل رئيس الوزراء شخصية أجنبية في المطار، ولكن يرسل مسؤولاً أو وزير دولة لذلك.
وجاء تصريح رافيش كومار، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على تويتر، ليؤكد أن رئيس الوزراء الهندي كان يعي ما يفعل أثناء استقبال ولي العهد. وقال رافيش: "فصل جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين". مشيدًا بكسر البروتوكول من جانب مودي.
ونشر رافيش صورة للزعيمين وهما يتصافحان بحرارة قرب سلم طائرة ولي العهد.
وتدرك الهند أن لها منافسين كُثرًا في عالم السياسة والاقتصاد، وأن هؤلاء المنافسين يسعون إلى كسب ود السعودية، والاستحواذ على علاقات جيدة معها؛ ومن هنا أراد رئيس الوزراء الهندي أن يؤكد أن العلاقات مع السعودية قوية وراسخة وقديمة، ولا يمكن أن تتراجع لحساب علاقات دول أخرى مع السعودية. ومن هنا حرص مودي على استقبال ولي العهد بنفسه، واحتضانه عند سلم الطائرة.
واستحوذت صورة العناق بين ولي العهد ورئيس وزراء الهند على اهتمام وكالات الأنباء الدولية التي رأت أن رسائل الهند وصلت إلى المعنيين بالأمر.