أكد الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد السماري بأن "الوهابية" مصطلح روّجته الدولة العثمانية لتشويه الدولة السعودية التي قامت على مبدأين أساسيين هما الدين الخالي من المصالح، والحكم الخالص لمصلحة الناس.
وأشار: الدولة العثمانية تعاملت بوحشية مع الدولة السعودية التي استطاعت أن تضم الحجاز، الغطاء الإسلامي الكبير لدولتهم، رغم أننا لم نعلم عن سلطان عثماني واحد في التاريخ جاء إلى مكة حاجاً. لافتاً إلى أن ما عُمل للقضاء على الدولة السعودية الأولى من قِبَل الأتراك لم يُعمل في التاريخ.
وذكر بأن "اقتصاد مصر بأكمله كُرس لحملة "إبراهيم باشا"، والإمام عبدالله بن سعود لم يستسلم، لكن خُدع وهو يحاول عصمة دماء الأبرياء".
وبيَّن بأن "الدولة العثمانية حاولت إنهاء الدولة السعودية منذ نشأتها خشية من قوتها، فاغتالت الإمام عبدالعزيز بن محمد سعود عام 1218 ".
جاء ذلك في حديث السماري الذي حل بالأمس ضيفاً على حلقة هذا الأسبوع من برنامج "في الصورة"، الذي يعرض في قناة روتانا خليجية، وحاوره فيها الإعلامي عبدالله المديفر عن قصة وتاريخ الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى معاركها وآثارها ومستقبلها وكذلك أهم الموضوعات العامة والمرتبطة بالتاريخ والتراث والثقافة.
وأرّخ السماري لتأسيس الدرعية عام 850 هجري على يد "مانع بن ربيعة المريدي" كاشفاً بأن "الغبراء" كانت المحطة الأولى لتأسيس الدرعية على يد "بني حنيفة"، مبيناً أن " مانع بن ربيعة المريدي" هو الجد الثالث عشر للملك عبدالعزيز، وهذا دليل على الاستمرارية والثبات في هذه الدولة لأن عمقها مستمر.
وعن فصل الخطاب في كلمة "العوجا"، أوضح السماري بأنها هي رمز النخوة السعودية ولها دلالات معنوية ودينية وسياسية.. وأضاف "هذه حسمها الملك سلمان بن عبدالعزيز " مضيفًا: أصل الاسم "العوجا " دلالة مكانية ورمزية عن الدرعية التي تمثل لنا في كل أنحاء المملكة القلب النابض لأسس الدولة السعودية وعراقتها الحضارية.
وعن تفاعل الملك سلمان الدائم مع العرضة السعودية، بيَّن السماري بأنه تفاعل مع التاريخ، ووفاء للرجال الذين ضحّوا بأنفسهم لأجل الوطن، وكأن الملك سلمان يقول للسعوديين: دولتكم دولة حضارة وعراقة وحماس وشجاعة مشيراً أن العرضة في الأصل كانت عرضة حرب لتجهيز الناس.
ووصف الملك سلمان بالقارئ الذي لا يُجارى في القراءة وقال "الملك سلمان انتبه لما لمْ أفهمه من كلام المؤرخ الفرنسي "مانجان" الذي كتب عن حملات محمد علي باشا على الجزيرة العربية وفسر لي نبوأته أن هذه الدولة "سوف تعود من جديد" مهما سقطت".
وأضاف: بعد قراءته يحفظه الله نسخة من كتاب المؤرخ الفرنسي الذي تمت ترجمته للعربية، تشرفت باتصال هاتفي منه وطلب مني قراءة سطور معينة في إحدى صفحات الكتاب، وقال لي "الفرنسي هذا - الذي لا أحد يعرفه وهو لا يعرفنا - تنبأ بعد سقوط الدولة السعودية الأولى أن هذه الدولة ستعود من جديد!!.