أكد اختصاصي توجيه وإرشاد نفسي أن التوجيه والإرشاد النفسي في البيئة الرياضية أصبح شيئًا مهمًّا للغاية، وأنه لمس كثيرًا من الجوانب النفسية، من حيث الوقاية والعلاج في البيئة الرياضية، ولا بد من مواجهة بعض ما يصدر في ملاعبنا من سلوكيات عبر هذا التخصص.
وتفصيلاً، قال الدكتور فواز كاسب، اختصاصي التوجيه والإرشاد النفسي، لـ"سبق": إن البيئة الرياضية تعد من أفضل البيئات في عملية اندماج وعملية التعارف؛ وذلك من أجل تحقيق الصحة النفسية، وجودة الحياة.. مشيرًا إلى أن السعودية وضعت ضمن خطتها لتحقيق رؤية السعودية 2030 الكثير من البرامج لتحقيق جودة الحياة والرفاهية والسعادة لفئات المواطنين والمقيمين والزوار كافة.
ولفت إلى أن الجماهير كان لديها ملاحظات عدة على اللاعبين المشاركين في مباراة النصر والهلال؛ لما رأوه من سلوكيات بعض اللاعبين، التي كان لها أثرها على سير المباراة، كما أحدثت نوعًا من اهتزاز الصورة وتشويش الروح الرياضية التي تميز اللاعب السعودي، وذلك على الرغم من درجة المنافسة العالية جدًّا، ومن خلال الأخلاقيات والروح الرياضية التي يفضلها اللاعب السعودي على جميع المسطحات الخضراء داخل السعودية.
واستكمل "فواز كاسب" حديثه قائلاً: "شاهدنا جميعًا أن هناك حالات شاذة، ونتمنى ونتطلع من الجهات المعنية وبعض الأندية أن تنتبه لمثل هذه الملاحظات التي تؤثر بشكل مباشر تأثيرًا سلبيًّا على خطة السعودية، وهذا المشروع الوطني الذي استثمر بجوانب عدة، مثل الجانب الرياضي والاجتماعي والسياحي والإعلامي".
وزاد: "يتضح لنا جانب مهم جدًّا، هو تفعيل دور جانب علم النفس الرياضي التطبيقي في البيئة الرياضية.. ونتطلع من منطلق التوجيه والإرشاد النفسي إلى تقديم دورات في أكاديمية عبدالله الفيصل ونادي الرياض، وأيضًا معهد إعداد القادة، نحو تحقيق الصحة النفسية في البيئة الرياضية من منظور الإعداد النفسي بعيد المدى، الذي يكشف المواهب، ويغرس بهم القيم والمبادئ الإيجابية، مثل التسامح وروح التعاون".
وأكد أهمية التوجيه والإرشاد النفسي حتى نصل إلى ما تتطلع إليه الإدارات والأكاديميات والاتحادات ووزارة الرياضة. وهذه الحقيقة تختصر كثيرًا من الجهود التي تبذلها السعودية لرفع مكانة بلادنا رياضيًّا، وأيضًا ما يطلق عليه الإعداد النفسي قريب المدى من الاختصاص، مثل الاختصاصي، أو المعالج النفسي الرياضي في النادي أو في الأكاديمية أو في الاتحاد، الذي يكون عونًا لـ"الجهاز الإداري والجهاز الفني".
وبيَّن أن ذلك من أجل عمل التوازن، وتخفيف الضغوط لدى اللاعبين، وتعليمهم مهارة التركيز، ومهارة الانتباه وضبط النفس في المواقف الصعبة، سواء كانت الألعاب فردية نزالية، أو جمعية.. وتأتي كرة القدم في إحدى هذه الألعاب التي فيها احتكاك أكثر، وحماس أكثر.
وقال اختصاصي التوجيه والإرشاد النفسي: "إننا نتطلع من جانب وزارة الإعلام إلى أن يتم ضبط مثل هذه المغذيات من خلال اختيار البرامج السليمة والمؤسسية المهنية التي تستقطب الإعلاميين وأصحاب الخبرة، وأصحاب التخصصات الذين لديهم الفكر والمناظرة والمناقشة والحوار الرياضي الرائع الوسطي، الذي ينعكس على الجماهير".
وأردف بأن فئة المراهقة أو الفئة التي لديها نوع من التعصب تحتاج لعمل نوع من رفع درجة الوعي؛ حتى يرى الجماهير العالمية مثل هذه الملاحظات السلوكية السلبية من منظور الرفض؛ حتى لا يكون هناك أي نوع من السلوكيات التي تخرج عن إطار أخلاقياتنا الدينية والاجتماعية، خاصة التسلط على اللاعبين الذين يأتون السعودية، وتُدفع لهم مبالغ مالية ضخمة من أجل مشروع القوة الناعمة التي تعد الرياضة أحد مرتكزاتها.
واختتم قائلاً: إن البعض لا يعلمون أنهم يسيئون لسمعة السعودية من خلال هذه الثقافة، ثقافة كرة القدم، التي أصبحت لغة عالمية مشتركة، تجعل لنا هوية وطنية، وهوية اجتماعية، وهوية ثقافية متماسكة، يحكمها الإطار الاجتماعي الذي اعتادت عليه السعودية وشعبها وزوارها والمقيمون بها.