ما علاقة الإعلام بالتطوع؟ تساؤل مهم طرحه البروفيسور طارق الحبيب، في زاويته الرمضانية اليومية بعنوانها الإنساني العريض "التطوع".
وقال "الحبيب": بالنظر من زاويتين أساسيتين؛ هل هناك مجال للتطوع في الوسائل الإعلامية؟
وأضاف: الإجابة هي نعم. فإن كنت ماهراً في التصوير أو المونتاج أو ماهراً في أياً من مجالاته، فشارك في توثيق الأعمال التطوعية التي يمارسها المتطوعون، فأنت شريك في الأجر، وشريك في الوطنية والإنسانية العظيمة التي يمارسها المتطوعون، فلا تحتقر أي شيء تتقنه أياً كان، فالتطوع من البعد الإعلامي أمر كبير وأجره مضاعف وأجره مستمر، تخيل أنك وثقت كمصور عملاً تطوعياً، ثم اقتدى مجموعة من البشر بذلك العمل التطوعي، فمأجور من قام بذلك العمل وأنت مأجور بأنك من وثقت العمل، فرآه الناس.
وأردف "الحبيب": هناك سؤال آخر حول التطوع والإعلام هل الأفضل أن الإنسان يخفي صدقاته وأعماله التطوعية، أم إن الأفضل أن يظهرها للناس؟! فالله سبحانه وتعالى ماذا يقول: {إن تبدوا الصدقات فنعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}، إذاً فإظهار الصدقة وإخفاؤها كلها مناهج، ولكن إن كنت تخاف على نفسك من النفاق فربما عدم إظهارها أولى، وإن كنت لا تخاف فالأولى إظهارها حتى أحقق الأجر الأكبر بالاقتداء من الآخرين، رؤيتي لأثر عملي التطوعي وشكر الناس هو عاجل بشرى للمؤمن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابع بالقول: كلما سوَّقنا أعمالنا التطوعية قد يأتينا توجيه، وقد يأتينا نقد، وقد يأتينا شكر نستقبلها جميعها بروح إيجابية.. النقد هو بناء لنا لأننا مبتدئين، والشكر تحفيز لعمل جديد، والتوجيه تعليم لنا، فإذاً أياً كان رد فعل المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تدفعك لعمل تطوعي أكثر.
وقال "الحبيب": يجب في برامج إعداد المتطوع تدريبه على عدم الحساسية حتى يكون أكثر عطاءً وانطلاقاً، فيجب علينا في العمل التطوعي أن نركز كيف نحقق درجات أعلى من الأثر النفسي الإيجابي.. ثقتي بنفسي، طمأنينتي ورضاي عن ذاتي، رضاي عن إنجازاتي، وتحقيق درجة أعلى على مستوى الوطن والأمة، وعلى مستوى الإنسانية في شعوري بدوري في هذا الكون الكبير، دوري في هذا الوطن الجميل الذي أكرمني، دوري لهؤلاء الناس من حولي من أهلي وقومي وغيرهم من البشر، كيف أقدم رسالة أشاركهم الخير والعطاء.
وأضاف: قد أجتهد في عمل تطوعي تستفيد منه امرأة مسنة أو فتاة فقيرة أو رجل عجوز أو ما شابه ذلك، وسوف سيسخر الله سبحانه وتعالى من يعمل عملاً تطوعياً لربما استفاد من أحد من أبنائي أو أحفادي أو غيرهم دون أن أدري أيها المتطوع.