كشف الباحث الشرعي في الحسابات والعلوم الفلكية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ماجد بن ممدوح الرخيص؛ عن أسباب اكتمال عدة شهرين متتابعين "ثلاثين" يوماً "شعبان ورمضان " لهذا العام الحالي ١٤٤١هـ.
وقال "الرخيص"؛ لـ"سبق"، على استغراب الناس في اكتمال عدة شهرَي شعبان ورمضان، إن الاستغراب في غير محله؛ لأن الأمر تتابع عدة الأشهر بالنقصان أو الإتمام في حال الهلال أمر طبيعي لا يُستغرب.
وأوضح أنه لا خلاف بدخول وقت رمضان والعيد هذا العام، لأن في يوم (٢٩) شعبان يغيب الهلال المتناقص قبل غروب الشمس بسبع وعشرين دقيقة، لذلك يكون الخميس هو المتمم لشعبان، وغرة رمضان يوم الجمعة 24 أبريل 2020 م، وفي يوم التاسع والعشرين من رمضان يغيب الهلال المتناقص أيضاً قبل غروب الشمس بإحدى عشر دقيقة، فيكون السبت هو المتمّم لرمضان وغرة شوال (الفطر) يوم الأحد 24 مايو 2020م.
وتابع الرخيص؛ أن مَن يستنكر تتابع اكتمال عدة شعبان ورمضان ثلاثين يوماً، يعتمد على أن المعروف عند الناس أن يكون أحدهما "تسعة وعشرين" والآخر "ثلاثين"، وهذا التصور ليس بصحيح، لأنه ثبت بالمشاهدة المتواترة توالي ثلاثة أشهر كاملة ثلاثين يوماً، والذي ذكره بعض أهل العلم، هو "نُدُور" تواليه أربعة أشهر تامة كلها أو ناقصة كلها.
وأضاف، ذهب الفقهاء كافة إلى أن معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (فاقدروا له)، مجمل يفسره قوله: (فأكملوا العدة ثلاثين يوماً)، فنحن -ولله الحمد- في العصر الحديث، تفضل الله علينا من واسع فضله بتطور العلم والتكنولوجيا الحديثة؛ ما سهّل علينا معرفة دقائق الأمور عن كل ما يتعلق بالقمر ليس بالدقيقة فحسب؛ بل بالثانية، فنقبله ما لم يعارضه نص شرعي.
وتابع "الرخيص"؛ أردنا التبيان للناس بالأدلة الشرعية والفلكية بالأسباب التي جعلت كلاً من شهر شعبان يكتمل ثلاثين يوماً ومن بعده رمضان يكتمل أيضاً، ومن الطبيعي أن تكتمل عدة كل منهما، وفي حديث صحيح البخاري: ...عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ».
ولفت إلى أن كمال العدة حصل في كليهما عندما غاب الهلال المتناقص لكل منهما قبل غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين، فلا مجال للاستغراب أو الشك.