قصة من إسبانيا.. عالم البيئة الشهير "فرناندو مايستر" يثور على البيروقراطية من أجل السعودية

الخبير الإسباني العالمي وعالم البيئة "فرناندو مايستر"
الخبير الإسباني العالمي وعالم البيئة "فرناندو مايستر"

دائماً ما تبسط المملكة العربية السعودية كفّيها للنابغين والباحثين الذين يمكن أن يثروا البشرية بإنجازاتٍ جديدة تُغيّر الحياة، وهو ما جعلها تتحوّل إلى وجهةٍ يلجأ إليها المبدعون والراغبون في تطوير حياتهم، حول العالم، نظير البيئة الخصبة والدعم الدائم للعاملين في كل المجالات، ومنها مجال تطوير العلم والتعليم.

آخر هؤلاء، هو الخبير الإسباني العالمي وعالم البيئة "فرناندو مايستر"؛ الذي قرّر الثورة على النظام العلمي في وطنه الأم والهرب من القيود، بالانتقال إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

الهرب من البيروقراطية

ويعد مايستر، الذي يعمل أستاذاً في جامعة أليكانتي الإسبانية، مرجعًا دوليًا عندما يتعلق الأمر بدراسة التصحر، وفاز للتو بمنحة أوروبية ضخمة بقيمة 2.7 مليون دولار، والتي سيتعيّن عليه تأجيل تسلٌّمها أو رفضها تماماً.

ووجه "مايستر"؛ البالغ من العمر 48 عاماً، الذي وُلد في ساكس بمقاطعة أليكانتي بإسبانيا، الشكر إلى جامعته الأم على كل الدعم الذي قدّمته له، لكنه أشار إلى النظام العلمي الإسباني كأحد أسباب رحيله، إذ طلب إجازة لمدة خمس سنوات من جامعة أليكانتي للانتقال مع عائلته للمملكة.

ويقول الخبير الدولي: "لم يعد بإمكاني العمل مع البيروقراطية، والصعوبات اليومية، ونقص الموظفين المستقرين، والحاجة المستمرة للحصول على التمويل، والأوراق السخيفة".

وكان خبر انتقال مايستر إلى المملكة، مثار اهتمام بعض الصحف الإسبانية، إذ وصفت صحيفة elpais، الموارد المالية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بأنها "هائلة"، كما لفتت إلى أن عالم البيئة الدولي لم يكشف تفاصيل راتبه، واكتفى فقط بالقول إنه "تنافسي للغاية"، لكنه توقع أنه سيحصل على تمويل للأبحاث أكبر بـ 15 مرة من التمويل الإسباني القياسي.

فرصة فريدة

وفي جامعة أليكانتي، كان عالم البيئة لديه فريق يصل إلى 20 شخصًا، لكنه كان الوحيد الذي لديه عقد ثابت، إذ يوضح مايستر أن الباحث الشاب الذي حصل على درجة الدكتوراه أخيرًا يمكن أن يكسب 1600 دولار شهريًا في إسبانيا، لكن في المملكة العربية السعودية، يحصلون على 5400 دولار شهريًا معفاة من الضرائب، إضافة إلى تذكرة طائرة واحدة كل عام وسكن مجاني في الحرم الجامعي، مع العلم أنه سيقوم أربعة أشخاص من فريق أليكانتي بالرحلة مع مايستر إلى المملكة.

وعلق فرناندو مايستر على مسألة انتقاله بقوله: "أنا عالم بيئة صحراوية، وفيما يتعلق بالقدرة الحقيقية على دراسة الصحراء والمناطق شديدة الجفاف، فهذه فرصة فريدة".

وأضاف العالم الذي فاز بجائزة إسبانيا الوطنية للبحوث في عام 2002، والتي تمنحها وزارة العلوم: "إنهم في المملكة العربية السعودية يواجهون بالفعل تحديات مشابهة جدًا لتلك التي يتعين علينا مواجهتها في إسبانيا".

وتابع "مايستر" الذي زار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عدة مرات في الأشهر الأخيرة. "لقد أنشأوا جامعة من لا شيء، ولكن على صورة ومثال أفضل الجامعات في العالم، كما أن لديهم أعضاء هيئة التدريس من الطراز العالمي، وأيضًا وظفوا أفضل الأشخاص للعمل، بالموارد ودون كل المشكلات البيروقراطية التي نواجهها هنا يوميًا في إسبانيا، إنه نظام مصمم للأشخاص ليبذلوا قصارى جهدهم، مع التمتع بحرية إجراء الأبحاث".

خالد الأندلسي

يُذكر أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، قامت أخيرًا بتعيين علماء من أنحاء العالم، منهم الكيميائي خورخي جاسكون؛ الذي يرأس الآن مركز التحفيز بالجامعة؛ والمهندس الإلكتروني ماريو لانزا؛ وهو خبير في الرقائق الدقيقة؛ والمهندسة الفنية الصناعية إيريكا ألفاريز؛ التي تعمل في مختبر المواد النانوية.

وكذلك، فقد كان عالم المحيطات كارلوس دوارتي؛ الحائز أيضًا على الجائزة الوطنية للبحوث في إسبانيا، من أوائل الذين قبلوا عرضًا من الجامعة السعودية.

واحتفل دوارتي، بذكرى وصوله إلى شبه الجزيرة العربية، حيث شارك صورة لنفسه بالملابس التقليدية، وبيده بندقية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال “على مدى 10 سنوات، غمرتني أرض المملكة العربية السعودية بكرمها وجمالها، لذلك في فجر عامي العاشر اخترت أن أغمر نفسي باسمها. أنا سعيدٌ لأنك تناديني بخالد الأندلسي”.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org